كنت اؤمن لوقت قريب ان الشعب هو مصدر السلطات خاصة بعد قيام ثورة يناير التى عملت على ترسيخ هذا المبدأ والمُقر بة فى معظم دساتير العالم الديمقراطى. لكن ما أراه أمامى هذة الايام جعلنى أتاكد بأن الشعب ليس فقط مصدر للسلطات بل أصبح أيضا مصدر للمال او بمعنى أصح مصدر للتمويل هذا على الاقل من وجهة نظر الحكومة والمسئولين اللذين هم الاكثر معرفة بأحوال الشعب ,ويبدو أنهم على دراية بأن الشعب مرفهة لدرجة أنهم يطلبون منة المساهمة لدعم الإقتصاد. فإذا كنت من متابعى القنوات المصرية عليك ألا تندهش عند رؤية كم هائل من أرقام الحسابات المطلوب التبرع لصالحها منها حساب لمدينة زويل العلمية,واخر لمستشفي وغيرة لحساب مؤسسات أهلية وخيرية, حتى توفيق عكاشة قال فرصة وقام بفتح حسابات فى أنحاء الجمهورية للتبرع للقناة الخاصة بة, ومرشحوا الرئاسة اللذين أعلنوا عن قبول تبرعات لدعم حملاتهم الإنتخابية. ويبدو بأن هولاء جميعا (واخدين مقلب) فى الشعب أليسوا على علم بأن أكثر من 40% من الشعب يعيش تحت خط الفقر؟ وأنهم من أقل الشعوب دخلا فى العالم , وبدون التدخل فى تفاصيل هذة التبرعات سواء المعلن عنها او التى تم التبرع بها من قبل لآى مشروع كالعشوئيات التى دفع فيها المصريين فى الداخل والخارج ملايين ولا يعرف احد مصيرها. لكننا نتحدث عن شعب أقرب ان نقول أن الدولة (بتشحت علية وبتشحت منة) فمن السهل جدا ان تتخد الحكومة قرارا فوريا بفتح حساب لدعم قطاع ما وربما تصدر لة قانون لتقنن هذا الوضع لكن من رابع المستحيلات أن تتخذ الحكومة قرارا بهذة السرعة بتفعيل الضريبة التصاعدية او تتخذ إجراءات حاسمة لرد الاموال المهربة للخارج والتى تجنى من ورائها الحكومة أموالا تكفيها عن الشحاته من الدول التى تذل فينا. نرى العديد من الدعاوى التى تنادى بالتبرع لحل أزمة ما هذة الدعاوى تخرج من بعض الشخصيات التى تحظى بثقة بين الناس فالكل ينادى ويرفع صوتة وكانة الوطنى الوحيد فى هذة البلد , لكننا لم نرى مثلا فنان قام بمثل هذة الدعوى وجمع تبرعات من فنانين مثلة لكن الجميع يريد أن يصبح بطلا لكن على حساب هذا الشعب الكادح . وهذة الطريقة فى حل الازمات ليست فعالة فإذا قام الشعب بالتبرع للقوات المسلحة لتعويضها عن المعونة الامريكية هذا العام مذا نحن فاعلون فى العام المقبل لذا لابد من طرح حلول فعالة وجذرية وإيجاد مصادر لتمويل هذة القطاعات خاصة التى تعتمد على الدعم بشكل مستمر.