الحمد لله رب العالمين الرحمن الذي خلق الكون برحمتة وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحدة لا شريك له في ملكة والكون كلة خاضع لسيطرتة وناموسة وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسولة وبعد مواجهة التطرف والإرهاب قصة نبي الله لوط بقلم / إبراهيم مرسي من هو نبي الله لوط ؟ لوط هو نبي من أنبياء الله والله أمرنا أن نقتدي به هو نبي كريم كان في زمن سيدنا إبراهيم نبي شجاع عفيف واجة التطرف والإرهاب وحدة ودافع عن الحكمة بكل ما أوتى من قوة . من هم قوم لوط ؟ كان قوم لوط يعيشون في مدينة يقال لها سدوم وهى من بلاد الشام وكانوا قوم كافرين بالله العلى العظيم كانوا في غاية الإجرام والسفة يأتون الرجال شهوة من دون النساء ولا يفعلون ذلك سرا بل جهارا نهارا أمام أعين الناس وفي كل مكان في الطرقات وفي النوادي والمتنزهات ولم يكتفوا بذلك بل قطعوا الطرق على المارة في الشوارع والميادين يخطفون الرجال ويفعلون الفاحشة معهم غصبا وإغتصابا كانوا ينشرون الفاحشة في كل مكان ويفرضون رأيهم بالقوة ويغتصبون البشر حتى ولو كان البشر كارهين هذا الفعل وهذا تطرف وإرهاب لايقبله أحدا من البشر ولا يقبله الله سبحانة وتعالى كانوا في خلاف شديد مع زوجاتهم فقرروا تركهم ومجامعة الرجال أمامهم وما كان من النساء إلا أن فعلوا مثل ما فعل الرجال فكان النساء يمارسون السحاق أمام الرجال والرجال يمارسون اللواط أمام النساء وينظر بعضهم إلى بعض أثناء ممارسة الرزيلة ومن لايعجبة الحال يخططف ويضرب ويذل ويجبر على ممارسة الرزيلة والفاحشة فوضى وإنتفت معنى الحياة إن الحياة ليست رجالا فقط ولا نساء فقط الحياة رجال ونساء مختلفين متفقين على أن لا الاة الا الله وحدة لا شريك لة في الملك وأن الله خلق الزوجين الذكر والانثى للتعاون على البر والتقوى وليس الفسوق والعصيان والزواج حلال والطلاق حلال والإختلاف مشروع والحلول موجودة والفوضى تؤدي إلى الهلاك قال تعالى ( وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر) وكان قوم لوط أول من إبتدع هذة الفعلة الشعناء في تاريخ البشرية أن جامع الرجال الرجال بشهوة وجامع النساء النساء بشهوة قبل قوم لوط قال تعالى ( أتأتون الفحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ) بمعنى أن خلافكم مع النساء ليس هو السبب الرئيس في المشكلة وليس خلق النساء أيضا هو المشكلة إن إسرافكم في الشغف بالنساء هو السبب الرئيس في إسرافكم في حل المشكلة بينكم وبين نسائكم والإسراف في معناة العام هو البعد الشديد عن الإعتدال في كل شيىء قال تعالى ( أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون . إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ) بمعنى أن الرجال ينظرون للنساء شهوة ويجامعون الرجال والنساء ينظرون إلى الرجال شهوة وهم يمارسون السحاق وهذا هو الحمق بعينة و الإسراف وعدم معرفة كل من الرجال والنساء دورهم في الحياة وهذا يؤدي إلى التطرف والعنف والإنحلال والضلال وفساد المجتمع وتفكك الأسرة والبشرية كلها والإنحراف يبدأ بفرد يمارس فكر منحرف ينقاد له مجموعة على شاكلتة وتبدأ المجموعة في نشر فكرهم على الناس بالقوة والترغيب والترهيب والإغواء والإغراء والوعد والوعيد والتبشيروعلى العكس من ذلك من الممكن أن يقوم مجموعة من البشر بنشر فكر متطرف تحت شعار المحافظة على الدين من الإنحلال والدين منهم براءوالله لا يحب الغلو في الدين ولا في الدنيا لأن الغلو في الدين يؤدي إلى إفساء القلوب والإنحراف عن الطريق المستقيم والله يحب عبادة ولا يريد منهم الإنحراف فبعث لهم نبية لوط ليحذرهم من عاقبة فعلهم الخبيث وينذرهم عقاب الله الشديد قال تعالى ( إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون . إنى لكم رسول أمين ) فتمادوا في فعلهم ولم يمتثلوا له قال لهم نبي الله لوط قال تعالى (أتأتون الذكران من العلمين . وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ) أى تتعدون حدود الله التى سمح لكم بها وهذا عمل غير صالح الله أعلم بما يصلح لكم ولم ينتهوا ولم يفكروا وتوعدوه بالطرد من قريتهم قالوا لنبي الله لوط قال تعالى ( لئن لم تنته يلوط لتكونن من المخرجين ) و أستمر نبي الله لوط في تحذيرهم ونصحهم وإرشادهم من أن هذة الأفعال الخبيثة المتطرفة ليست من العقل ولا من الحكمة في شيىء وأنها لن تكون الحل الأمثل لمشاكلهم مع النساء لكن لا حياة لمن تنادي وقالوا لبعضهم البعض قال تعالى ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) مع إستمرار الرزيلة أصبحت الطهارة والعفاف باطل والنجاسة حق إنه الحمق والتطرف والغلو والإنحراف ومع مرور الوقت نسوا الطهارة والعفة عميت قلوبهم قال لهم لوط قال تعالى ( إنى لعملكم من القالين ) أى انني أكره هذة الفعلة الشنعاء وأكرة ماتفعلون في نسائكم من ترككم لهم لممارسة السحاق وممارستكم الرزيلة بعضكم مع بعض على بعض أمام بعض وأنا بريء أنا وأهلي من أفعالكم وقال لوط قال تعالى ( رب نجنى وأهلى مما يعملون ) وقال لوط أيضا قال تعالى ( رب إنصرنى على القوم المفسدين ) ولم يتوانى القوم عن فعلتهم القبيحة ولم يتعظوا وإستخفوا بنبي الله لوط وتحذيرة لهم قال تعالى ( ولقد أنذرهم بطشنا فتماروا بالنذر ) وواصل أهل الكفر والضلال غيهم وضلالهم وإستهزأوا بالعذاب وكذبوة وقالوا للوط قال تعالى ( ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصدقين ) منتهى الإنحراف منتهى الضلال كثرة الفساد تعمي القلوب التطرف الشديد يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله وأرسل الله سبحانة وتعالى ملائكتة إلى لوط لتنفيذ عذاب الله بالقوم الفاسقين الخارجين على القانون ونزل الملائكة كأضياف في صورة بشر على لوط ولكنه ساءه مجيؤهم جدا لأنه خاف عليهم من القوم الفاسدين ومن شذوذهم خاف عليهم من أن يفعل قومه بهم الفاحشة وخصوصا وأن زوجة لوط كانت تبلغ قومها بكل ضيف يأتي إلى لوط حتى يمارسوا معه الرزيلة عن كره وغضب قال تعالى ( ولما أن جاءت رسلنا لوطا سىء بهم وضاق بهم ذرعا ) وقال لوط قال تعالى ( وقال هذا يوم عصيب ) أى يوم شديد الشر شديد البلاء لما يعرفة من طباع قومة السيئة وسربت زوجة لوط خبر ضيوف لوط الملائكة الكرام إلى القوم الفاسدين وأتى القوم إلى دار لوط يريدون الملائكة لفعل الفاحشة بهم قال تعالى ( وجاء أهل المدينة يستبشرون ) ووقفوا بباب لوط يريدون الملائكة الأطهار لفعل الفاحشة إلا أن لوط وقف حائط سد بينهم وبين الملائكة قال لهم لوط قال تعالى ( فاتقوا الله ولا تخزون فى ضيفى أليس منكم رجل رشيد ) أى رجل عاقل ينهاكم عن هذة التصرفات الحمقاء وينصحكم بعاقبة فعلتكم الشعناء وكان نبي الله لوط قد أتى إلى هذة القرية بعد أن هاجر هو ونبي الله إبراهيم من العراق وبعث الله لوط إلى هذة القرية وكانت هذة القرية تفعل الخبائث وليس في القرية كلها رجل عاقل القرية كلها ملوثة لقد تطبعت القرية والقرى المجاورة لها بهذة الصفة الرزيلة ويريدون نشرها بالقوة إلى خارج الحدود إفساد وفساد ورزيلة وحمق وغباء قالوا للوط وهم يريدون كسر الباب والدخول بكل قوة قال تعالى ( أولم ننهك عن العلمين ) بمعنى لاتنشر الطهارة والصلاح والحكمة في الأرض وأتركنا ننشر الحمق والفساد والرزيلة وعرض عليهم لوط أن يتزوجوا بناتة ويتركوا ضيوفة رفضوا لأن الغرض هو نشر الرزيلة والفساد وإذا عرض عليهم لوط نفسة شخصيا كان الرد سيكون الرفض أيضا لأنهم يعلمون جيدا أنة نبي مرسل ولن يستطيعوا فعل الفاحشة معة قال لوط قال تعالى ( هؤلاء بناتى إن كنتم فعلين ) فرفضوا وقالوا قال تعالى ( لقد علمت مالنا فى بناتك من حق وإنك لتعلم مانريد ) لأنهم ليس بينهم وبين بناتة أى خلاف بناتة غير متزوجين من أهل القرية إن خلافهم مع زوجاتهم وليس بنات لوط حلول حمقاء لمشاكل قد تكون بسيطة لكنة الغلو في كل شيىء خطأ وإنحراف وبدأت مشكلة أخرى هى نشر الفساد بالقوة كما يفعل الجماعات المتطرفة الآن بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وغيرها وبدأوا في إقتحام الباب بقوة ولوط من داخل المنزل يصدهم بقوة لكن كان عددهم أكثر وكانوا أكثر منة قوة كان الملائكة الكرام بداخل المنزل مع لوط في حالة صمت رهيب وسكون وطمأنينة ولوط يدافع عنهم بكل قوتة التي بدأت تنهار قال لوط للجبناء خارج الباب قال تعالى ( لو أن لى بكم قوة ) أدافع بها عن ضيوفي وأقاتلكم بها والجبناء لازالوا خارج الباب يدفعونة ويريدون الدخول لإغتصاب الملائكة قال لوط قال تعالى ( أو ءاوى إلى ركن شديد ) بمعنى لو كانت لي قبيلة قوية تساعدني في الدفاع عني وعن أضياقي لكني وحيد في هذة القرية وكأن لوط يقول أين أنت يا الله لقد زلزلني الأعداء والله قريب ويرى كل شيىء ولكن لوط في موقف عصيب يريد حل مادي وسريع للموقف أن الأمر قي غاية الخطورة أمر في غاية السوء في غاية الشدة لو تغلبوا علية ستكون كارثة وسوف ينتشر الفساد وتصبح شوكتهم قوية أكثر قوة وستكون الغلبة للمفسدين ولما أشتد الأمر على لوط وكان الملائكة جالسين في هدوء وكأن ما يحدث لا يحدث وكأنة لا شيىء هناك بالمرة سألهم لوط قال لوط للملائكة قال تعالى ( أنكم قوم منكرون ) أى من أين أنتم من أى قبيلة أنتم ماهو أمركم ما هى هويتكم أفصحت الملائكة عن نفسها وعن سبب الزيارة قالوا للوط قال تعالى ( إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ) قالت الملائكة إن القوم لن يصلوا إليك ولا إلينا نحن رسل من ربك لتحقيق العذاب بأهل هذة القرية حتى ترى يالوط إن الله معك ولن يتخلى الله عن الصالحين وسيسحق الله الفاسدين قالت الملائكة قال تعالى ( بل جئنك بما كانوا فية يمترون ) العذاب الذي كانوا به يستهزؤن فسكن لوط وأطمئن قلبة ولكن أين العذاب وهنا جاءت العقوبة الأولى للقوم الفاسقين خرج إليهم ملك أمين يقول بعض العلماء إنه جبريل وضربهم بجناحه فأعمى أبصارهم قال تعالى ( ولقد رودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر ) فرجعوا يتحسسون مع الحيطان ويتوعدون لوط ويقولون إذا كان الغد كان لنا وله شأن آخر وبعد أن طمس جبريل عليه السلام أعين الجبناء قالت الملائكة للوط قال تعالى ( لاتخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا إمرأتك كانت من الغابرين ) لقد وقع العذاب وإنتهى الأمر والمسألة كلها مسألة وقت وبالتأكيد أن إمرأتك من الغابرين كل هذا ولوط غير مصدق في حالة ذهول من هول الموقف لقد أتعبة الفاسدين وأنهكوه شديدا وقالوا له أيضا قال تعالى ( إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) ويبدوا أن لوطا إستعجل العذاب فسأل عن ميعادة كان في غاية الغيظ إنه يريد العذاب الآن فقالت له الملائكة قال تعالى ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) وأمروه وقالوا له قال تعالى ( فأسر بأهلك بقطع من الليل ) أى إخرج أنت وأهلك إلا إمرأتك إخرج بعد مضى شطر من الليل وذلك أخذا بالأسباب حتى لايعلم أحد من القرية بخروجك فيخرجون معك وحتى لا تعلم إمرأتك أيضا لقد قدر الله إنها ستكون من الهالكين وقالوا له أيضا قال تعالى ( واتبع ادبارهم ) أى كن خلفهم وحثهم على المضى قدما بعيدا عن القرية وامضوا حيث تأمرون ولا يلتفت أحدا منكم وراءه منتهى الإعجاز في العقوبة ومنتهى القسوة للرد على إنتهاك حرمات الله قال تعالى ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) لن يبقى منهم أحدا على قيد الحياة والمسألة كلها ساعات قليلة حتى يخرج لوط وبناتة وقرب الفجر أخذتهم الصيحة الشديدة المميتة ثم قلبت القرية رأسا على عقب جعل أسفلها عاليها وعاليها أسفلها جبريل علية السلام غرس جناحه فى الأرض ورفع القرية إلى السماء وقلبها وهوى بها على الأرض في مكانها السابق قال تعالى ( والمؤتفكة أهوى ) والمؤتفكة أى المقلوبة أهوى الله هذة القرية من عنان السماء بعد أن قلبها وأمطر عليها حجارة من السماء قال تعالى ( وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) وقال تعالى ( إنا ارسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجينهم بسحر ) قال تعالى ( فلما جاء أمرنا جعلنا عليها سافلها وأمطرناعليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظلمين ببعيد ) أى حجارة من جهنم عبارة عن طين محروق بنار جهنم الشديد متتابع يتبع بعضة بعضا عليها علامات تدل عليها إنها من عند الله وكل حجر مكتوب عليه إسم الشخص الذى سيصيبه ويتضح من سياق الآيات إنهم كانوا كثيري العدد مدينة كبيرة يسكنها أكثر من 3 ملايين نسمة مثلا وليس العدد مهم سواء كانوا أكثر أو أقل جهنم بها حجارة تكفي كل البشر إذا كانوا من المسرفين العادين الظالمين البعيدين عن حدود الله إنتهى الأمر وإنتهت القرية ونجا لوط ومن معه وآثار هذة المعركة باقية حتى اللآن ويراها الناس ليلا نهارا لتكون عبرة وعظة لمن يعتبر ويتعظ قال تعالى ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين . وباليل أفلا تعقلون ) قال تعالى ( وإنها لبسبيل مقيم ) أى على طريق واضح يراها الناس كل يوم قال تعالى ( فانظر كيف كان عقبة المجرمين ) صدق الله العظيم إنتصر الحق وأبيد الإرهاب والإرهابيين إنتهت بقلم / إبراهيم مرسي