لماذا جفت مدامعنا وما عدنا نحس أو نشعر؟! لماذا أجدبت أرضنا ،وما عادت لنا تثمر؟ سوى فقاقيع بلا معنى ، بلا جوهر؟ وماتت فينا ضمائرنا وكانت أغلى من الجوهر وغاب النور فأظلمت شوارعنا وعم الخوف وساد الضعف وقد كانت لنا قامة ، وكانت لنا قيمة ، في العلم والزرع والمصنع. وكان شيخنا موقرًا من الكل بلا استثناء. صار الشيخ يتوارى من السب والشتم من الجهلاء واللؤماء. يريد أن يحيا في صمت بلا همس ، يريد الموت. وفاجرنا بغبائه يتباهى ، يتعالى ، يملأ الدنيا بصوته العالي صياحا وضجيج . وما عدنا نرى طحينا ، ولكنا نسمع اليوم ضجيجا وعجيج. نسينا قول سيدنا: لا أخشى عليكم سوى الدنيا وصرنا نفتش عن العورات نفضحها ونضحك جهلا وغباء بلا استحياء كما البلهاء ولا أحد فينا يقول الصدق يرد الحق وأسرارنا في الطرقات بلا استئذان. وجرينا كلنا نسعى خلف الوهم وخلف سراب فصارت حياتنا عذابا في عذاب. وماتت فينا إرادتنا فأصبحنا عرائس على المسرح تحركنا يد من كان ... ولا هم لنا سوى الهدم فلا نبقي على بنيان وبال الكلب عريانا بلا خجل على الهرم فقد شعر فينا بالهِرمِ ولم تتحرك مدافعنا لماذا؟؟؟ لقد جفت مدامعنا وسخر منا من كنا لهم قادة وسادة فخلت لوحات الشرف من فوارسنا وصرنا بلا فرسان فالكل مهان في كل مكان من غير أمان أين مصر يا سادة؟ أين مصر يا سادة؟ أين القادة؟ تعيد لنا الهيبة وتؤدب ذلك الأغبر من لا يحترم معابدنا قالوا : هل أجدبت مصر؟! فقلت مصر ولادة مصر ولادة مصر ولادة يا سلام يا سلام على السلام لما الكلام يكون من القلب طالع لما الفرحة تترسم على الوشوش في الشوارع لما قلوبنا تكون بالخير عمرانة وبالحب دافية والناس عايشين بذوق وأدب مش وخدين كل حاجة فيها عافية يا سلام على المزارع والمصانع والخير للكل منها طالع يا سلام يا سلام لما نسمع أحلى كلام كلام يعلم كلام يوجه مش كلام يجيب صداع أو ضياع يا سلام لما نحب بعضنا ونعيش من غير خصام يا سلام يا سلام لما نقرأ أخبار جميلة تفرح لما تجمعنا أفراح العيلة واحنا بنجوز فؤاد لفؤادة