السيدة زينب.. هل دفنت في مصر؟    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (4)    الإسكان تتابع جهود قطاع المرافق لتعظيم الاستفادة من الحماة المنتجة من محطات معالجة الصرف الصحي    «Gliese 12b».. اكتشاف كوكب صالح للحياة على بُعد 40 سنة ضوئية من الأرض    واشنطن تدرس تعيين مسئول أمريكى للإشراف على قوة فلسطينية فى غزة بعد الحرب    تشافي يستعد للرحيل.. موعد الإعلان الرسمي عن تعاقد برشلونة مع المدرب الجديد    15 دقيقة لوسائل الإعلام بمران الأهلى اليوم باستاد القاهرة قبل نهائى أفريقيا    موجة حارة جديدة تضرب البلاد.. توقعات الطقس ليوم الجمعة 24 مايو 2024    مصدر أمني يكشف حقيقة سرقة سائق لهاتف محمول من سيارة اثناء وقوفها امام مستشفي    ظهرت الآن.. رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتيجة الفصل الدراسي الثاني 2024    عاجل.. أنباء عن العثور على آخر ضحايا حادث معدية أبو غالب    ضبط تشكيل عصابي يروج المخدرات وبحوزتهم 7 كيلو «حشيش» في القليوبية    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الإسلام الحضاري    وزارة الثقافة تحتفي بأعمال حلمي بكر ومحمد رشدي بحفل ضخم (تفاصيل)    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    محافظ أسيوط يبحث مستجدات ومعوقات ملف التصالح في مخالفات البناء    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    ضبط 35 طن دقيق مهرب في حملات على المخابز خلال 24 ساعة    ميلان يعلن رحيل مدربه بيولي    تعرف على مباريات اليوم في أمم إفريقيا للساق الواحدة بالقاهرة    نقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من ميت سلسيل بالدقهلية    موعد ومكان تشييع جنازة شقيق الفنان مدحت صالح    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يوجه بضرورة الاستخدام الأمثل لموازنة الجامعة    نقيب المحامين الفلسطينيين: قرار العدل الدولية ملزم لكن الفيتو الأمريكي يعرقل تنفيذه    استقرار أسعار الريال السعودي في البنوك المصرية الجمعة 24 مايو    وزير العمل يشهد تسليم الدفعة الثانية من «الرخص الدائمة» لمراكز التدريب    العنب لمرضى القولون العصبي- هل هو آمن؟    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية غدا.. وكيل تعليم الوادى الجديد يوجه بتوفير أجواء مناسبة للطلاب    بوتين يصحّح لنظيره لوكاشينكو تعليقه على محادثاته مع ملك البحرين في موسكو    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    «الحج بين كمال الايمان وعظمة التيسير» موضوع خطبة الجمعة بمساجد شمال سيناء    مصرع 4 أشخاص وإصابة 30 آخرين فى انهيار مطعم بإسبانيا..فيديو وصور    سول تفرض عقوبات ضد 7 أفراد من كوريا الشمالية وسفينتين روسيتين    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    «العدل الدولية» تحاصر الاحتلال الإسرائيلي اليوم.. 3 سيناريوهات متوقعة    الترجي يفاجئ كاف والأهلي بطلب صعب قبل نهائي أفريقيا ب48 ساعة    الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير.. موضوع خطبة اليوم الجمعة    التموين تعلن التعاقد علي 20 ألف رأس ماشية    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجدل وفتح وحماس ودور مصر في المصالحة والتهدئة
نشر في شباب مصر يوم 08 - 09 - 2018

ان ما يجري ، وما سبق ان جرى ، وما سوف يجري بين الفصائل الفلسطينية لا يعدو عن كونه جدل بيزنطي ، والجدل البيزنطي جدل لا يؤدي إلى نتيجة ، وكلما كان المتجادلون يصلون إلى ما يمكن ان يكون نتيجة يكتشفون أنهم ما زالوا في نفس نقطة البداية ، وفي هكذا حالة يكون الجدل جدل في الجدل ، والجدل في الجدل لا يؤدي إلى أي شيء سوى ان يضرب الشعب كفا بكف ، وان يشعر بالضياع أكثر وعدم الفهم أكثر ، والجدل فلسفة وصناعة ، والغباء فلسفة وصناعة ، والجهل فلسفة وصناعة ، وهناك مؤسسات في الدول الكبرى متخصصة في هندسة وتسويق وتغليف الجدل على نطاق واسع ، وفي هندسة وتسويق وتغليف الجهل على نطاق واسع ، وفي هندسة وتسويق وتغليف الغباء على نطاق واسع ، ووسائل إعلام تصدر الجدل على نطاق واسع ، وتصدر الغباء على نطاق واسع ، وتصدر الجهل على نطاق واسع ، وجهات تستورد الجدل على نطاق واسع ، وتستورد الغباء على نطاق واسع ، وتستورد الجهل على نطاق واسع ، والمستهلكون للجدل والجهل والغباء قد يكونون من الفقراء ، وقد يكونون من الأقليات ، وقد يكونون من سكان الأرياف والمناطق النائية ، وقد يكونون م معلمي المدارس وأساتذة الجامعات ، والجامعات وبما هي قائمة عليه هي امتداد تعليمي وثقافي للنظام السياسي والفصائل ، وهؤلاء يقع على عاتقهم مسؤولية تجهيل عدد كبير من الشباب والطلاب الثانويين والجامعيين ، وقد يكونون من رجال الدين الذين يؤمنون بالقدرية ، وهؤلاء يقع على عاتقهم مسؤولية تجهيل عدد كبير من الناس الذين لديهم ميول دينية ، وقد يكونون من الموظفين التكنوقراط الذين يعملون في الحكومة ، وهؤلاء يقع على عاتقهم مسؤولية تجهيل صانع القرار ، وخاصة المعنيون بالشأن الإداري والمالي والاقتصادي والسياسي ، وهؤلاء وبالإضافة إلى دورهم في تجهيل صانع القرار يلعبون دورا كبيرا في تمرير الجهل وتبرير الجهل تحت ذريعة ما يسمى النظرية والعلم والإمكانيات والموارد ، والكذب وترسيخ الكذب ، وقد يكونون من رجال السياسة وقيادات الأحزاب والفصائل والنخبة الثقافية ، وهؤلاء يقع على عاتقهم مسؤولية منع الشعب من ممارسة السياسة بالكلام أو بالصمت ، لأن السياسة كأي فعل إنساني واجتماعي وان كانت في البداية قد تبدأ بالكلام إلا أنها لا تقاطع الصمت ، لأن الصمت في نفس الوقت وفي كثير من الأحيان والمواقف قد يكون احد تعبيرات السياسة ، وذلك بالإضافة إلى دورهم في إقناع الشعب بأنه لا يحتاج إلى السياسة حتى يكتمل تكوينه . ومصطلح الجدل مصطلح بيزنطي يرجع في بداياته الأولى إلى مدينة بيزنطة عاصمة الإمبراطورية الرومانية المقدسة سابقا ومدينة اسطنبول التركية حاليا ، وهي المدينة التي استطاعت ان تصمد احد عشر قرنا ضد كل الإخطار والحروب والأزمات ، ولكنها سقطت في دوامة الجدل ، وتقول بعض الروايات ان سكان بيزنطة ( القسطنطينية ) كانوا محاصرين ، وان مجلس شيوخ بيزنطة كانوا مشغولين في الجدل في البحث في قضية من كان الأول البيضة أم الدجاجة ، وطال الحصار وطال الجدل ، وتطور الجدل إلى درجة الاشتباك ، ولم يتوقف مجلس شيوخ بيزنطة عن الجدل إلا والجيش المحاصر يدخل عليهم المدينة ، ويحتل بيزنطة ، وطبعا هذه رواية تدخل في نطاق التفسير الأسطوري للتاريخ ( تاريخسطورة ) ، ولكن التفسير العلمي للتاريخ يقول ان الجدل كان فد بدأ في القرنين الرابع والخامس الميلاديين ، وكان يدور حول المسيح هل هو إنسان آم اله ، ولذلك عقد المجمع المسكوني في نيقية في عام 331 م لمناقشة أراء الراهب المصري الليبي الأصل اريوس الذي كان يقول ان المسيح إنسان ، وقد انتهى المجمع بحرمان اريوس وطرده من الكنيسة ، ونفيه الى اسبانيا التي كانت في ذلك الوقت وقبل اكتشاف العالم الجديد تقع في نهاية العالم في الغرب ، وكان ذلك قد أدى إلى انقسام الكنيسة . وكان الانقسام الثاني في مجمع خلقيدونية في 451 م ، والذي أدى إلى انشقاق الكنائس الارمنية والسريانية والقبطية بسبب الجدل حول طبيعة المسيح ، ولكن السقوط كان عندما حاصر السلطان محمد الثاني مدينة بيزنطة ، وكان مجلس شيوخ الإمبراطورية مشغول في الجدل حول موضوعات فقهية حول جنس الملائكة هل هم ذكور آم إناث ، وحول حجم إبليس هل هو كبير لا يسعه مكان آم صغير بحيث يمكنه المرور من خرم الإبرة ، رغم محاولات الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر صرفهم عن هذا الجدل اللاهوتي العقيم ، والالتفات إلى ما يهدد بيزنطة من قوات محمد الثاني التي كانت تحاصر المدينة ، ولكنهم لم يستجيبوا ، واستمروا في هذا الجدل إلى ان سقطت بيزنطة على يد الغازي محمد الثاني . والتاريخ مدرسة ولكن يبدو ان القيادات الفلسطينية لم يتعلموا من هذه المدرسة إلا درس واحد وهو أنهم لم يتعلموا من التاريخ ، لأن قياداتنا جميعا منظمة وسلطة وفصائل ليس لديهم ثقافة التعلم من التاريخ الخاص أو التاريخ العام ، ولأن قياداتنا جميعا منظمة وسلطة وفصائل ليس لديهم ثقافة ان الوطن هو الشيء الوحيد الذي يسمح لكل مواطنيه بأن يمتلكوه في نفس الوقت ، ولأن قياداتنا جميعا منظمة وسلطة وفصائل ليس لديهم ثقافة القراءة ، وان كانت لديهم هذه الثقافة فهي ثقافة أن يلسنوا وليس أن يطبقوا ، ولأن قياداتنا جميعا منظمة وسلطة وفصائل ليس لديهم ثقافة الشعب مصدر السلطات ، ولكن ثقافة ان يلقوا الخبر على رأس الشعب ، فيسقط على رأسه بعد همروجات إعلامية انتقائية ومغرضة ، وهنا يقول المثقفون السلطويون والفصائليون والانجيئوزيون والسطحيون كما قال سقراط بعد ان ألقت زوجته الماء فوق رأسه ان المطر يسقط دائما بعد الرعد . ولذلك نرى ان هذه القيادات تذهب إلى الجدل ، وهو جدل من اجل الجدل في موضوع المصالحة ، والجدل وهو جدل من اجل الجدل في موضوع المفاوضات ، ولا فرق ان تكون مباشرة أو غير مباشرة ، وطبعا على قاعدة أن لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات ، والحياة مفاوضات والمفاوضات حياة ، ولكن لو تعلمت هذه القيادات من التاريخ فلن يكون الحال كما هو الحال ، ولكن على شريطة ان تغادر الفصائل جميعا العقلية الفصائلية إلى العقلية الوطنية ، ولو تعلمت من التاريخ لعرفت ان لجان التحقيق والمؤتمرات هي مقبرة المشاريع ، لجنة هكرافت كانت مقبرة لانتفاضة يافا 1920 ، ولجنة والتر شو وتوصيات جون هوب سمبسون كانت مقبرة لانتفاضة البراق 1929 ، ونداء الملوك والأمراء العرب ، واستجابة القيادة الفلسطينية ، وتقرير بيل كانت مقبرة الثورة الكبرى 1936 – 1939 ، ومؤتمر لندن كان مقبرة لانتفاضة 1947 ، وذلك بالإضافة إلى قطع المساعدات المالية التي كانت قد تقررت في مؤتمر بلودان 1946 وقدرها مليونان من الجنيهات سنويا ، ولم يصل منها إلا 147 ألف وذلك في السنة الأولى .
( ألان يتكرر نفس الدرس حصار مالي ، ومصادرة الأموال التي يحاول الفلسطينيون إدخالها إلى غزة ، وقطع رواتب الموظفين ، وكان ذلك قد سبق ان تكرر قبل قناة أوسلو ، ووضع الجامعة العربية يدها على الأموال التي تبرعت بها الشعوب العربية لمعركة تحرير فلسطين ، والأموال الأخرى التي قامت وفود الهيئة العربية العليا بجمعها بحجة تنسيق أعمال الجهاد
( ألان الجامعة العربية تلعب نفس الدور وتحتجز الأموال التي يحاول الفلسطينيون إدخالها إلى غزة عن طريق الأنفاق أو طريق معبر رفح ) ، ووقف اللجنة العسكرية العربية بقيادة الفريق طه الهاشمي توزيع الأسلحة التي كانت اللجنة السياسية العربية قد قررت توزيعها في جلساتها المنعقدة في وزارة الخارجية المصرية في القاهرة في صيف 1947 ، ومصادرة اللجنة العربية في جامعة الدول العربية الأسلحة التي دفع ثمنها أهالي بيروت في عام 1947 لتسليح المجاهدين بقيادة عبد القادر الحسيني وحسن سلامة تحت إشراف مكتب فلسطين الدائم الذي كان يتشكل من عدة شخصيات لبنانيه ، ومن أبرزهم الحاج حسين العويني وحسن البحصلي والدكتور سليم إدريس .
لجنة ومؤتمر الشرق الأوسط للسلام ( مؤتمر شرم الشيخ – تقرير جورج ميتشل ) 17 تشرين أول 2000 الذي كان مقبرة لانتفاضة الأقصى ، والذي دعا إلى تنفيذ القرارات التي اتخذت في مؤتمر شرم الشيخ في العام 1999 ، ومؤتمر شرم الشيخ في العام 2000 ، وخاصة وقف العنف ، وإعادة بناء الثقة ، واستئناف المفاوضات . وخطة تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 30 نيسان 2001 ، والذي دعا إلى الالتزام بتقرير جورج ميتشل وبما ينسجم مع التصريحات العلنية للزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي ، ومؤتمر مدريد 30 تشرين أول 1991 ، وقناة أوسلو 13 أيلول 1993 التي كانت مقبرة لأسطورة بيروت 1982 ، ومؤتمر شرم الشيخ ( اتفاق الهدنة ) عباس – شارون ( 8 شباط 2005 ) ، والذي كان مقبرة لانتفاضة الأقصى 28 أيلول 2000 ، ولكن المسار في الانتفاضة الثالثة ( انتفاضة السكاكين ) كان يختلف عن مسار الانتفاضات السابقة وخاصة الأولى التي قطعها استعداد إسرائيل إلى قبول تسوية سياسية تقوم على قاعدة مبدأ حل الدولتين ، والذي كان مجرد مناورة لاحتواء الانتفاضة بعد ان عجزت الآلة العسكرية الصهيونية عن هزيمة الانتفاضة ، والثانية الذي قطعها انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ، وتطور الانسحاب إلى حرب أهلية فلسطينيةفلسطينية ، وانقسام بين غزة والضفة الغربية ، والاختلاف يرجع إلى فشل مسار التسوية ، وخروج المقاومة أكثر قوة بعد ثلاث حروب ، واعتراف ترامب بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ، وقانون القومية اليهودية ، ووقف تمويل الانروا ، وتقديم قرار للكونغرس الأمريكي بإعادة تعريف اللاجئ . والحقيقة ان الانتفاضات الفلسطينية لم تكن تتوقف حتى تبدأ من جديد ، وقد وصلت إلى أكثر من 25 انتفاضة ، وهي وان كانت لم تنجب ثمارا جيدة إلا إنها كانت تعطي القضية الدم اللازم للاستمرار في الحياة ، والنار التي تجلي صدأ الفصائل والنخب السياسية والثقافية . وهي في الأصل والنهاية كانت تصحيح لمسار الثورة والحركة الوطنية والفصائل ، وردا على الفراغ السياسي والنضالي في الساحة الفلسطينية ، وغياب دور القيادات التي تدافع عن الحقوق الوطنية . وذلك بالإضافة إلى مظاهرات 1933 ، ويوم الأرض ، والحروب الثلاثة ، وخاصة حرب 2014 ، والذي كان مؤتمر القاهرة في 26 آب 2014 برعاية مصرية مقبرة لأسطورة صمود أكثر من خمسين يوما ، لأن إسرائيل لم تلتزم ببنود التهدئة ، ولأن إسرائيل كانت تريد تهدئة ، وقد حصلت عليها مجانا ، ولماذا تدفع ثمن شي حصلت عليه مجانا ، وسياسة إسرائيل في الأصل والنهاية تقوم على فلسفة إذا ربحت يجب ان تربح كل شيء وإذا خسرت يجب ان لا تخسر شيئا . ولذلك ومن خلال قراءة موضوعية تتطابق معرفيا مع التاريخ يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أن ما يجري اليوم في القاهرة من جدل لا يمكن ان يؤدي إلى شيء جديد يجد كل طرف نفسه فيه ، لأن الموضوع هو نفس الموضوع التهدئة والمصالحة ، ولأن المقر هو نفس المقر القاهرة ، ولأن الراعي هو نفس الراعي مصر كامب ديفيد والاعتراف بالكيان العبري وحصار غزة ، ولأن طرفي الجدل هما نفس طرفي الجدل ، فتح أوسلو هي نقس فتح أوسلو والمفاوضات والفئوية والأصولية العلمانية ، وحماس المقاومة هي نفس حماس المقاومة والفئوية والأصولية الدينية ، ولأن الحركة الوطنية الفلسطينية هي نقس الحركة الوطنية الفلسطينية ، حركة وطنية تنقسم إلى فصائل تقوم على أرضية التناقض ألإيديولوجي والمصالح ، ولأن المجتمع الفلسطيني هو نفس المجتمع الفلسطيني ، مجتمع حولته أوسلو إلى مجتمع يصنع أفكاره في بطنه وليس في رأسه ، ولأن الظروف العربية هي نفس الظروف العربية تطبيع وانقسام وحروب أهلية ، ولأن إسرائيل هي نفس إسرائيل احتلال واستيطان وتهويد وقانون قومية ، ولأن الأمم المتحدة هي نفس الأمم المتحدة حكومة أنجلو – سكسونية صهيونية ، ولأن أمريكا هي نفس أمريكا شريك استراتيجي وفيتو ولوبي يهودي ، ونظام يرى في إسرائيل الامتداد الحضاري والتكنولوجي للغرب ، والشريك الإقليمي القادر على تحقيق المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ، وأوروبا هي نفس أوروبا القارة العجوز التي تريد كل يوما خليلا ولكنها لا تعطي قلبها لأحد ، وروسيا هي نقس روسيا دولة تحارب من اجل مصالحها ، وهي الدولة الثانية التي اعترفت بدولة الكيان العبري ، وترتبط مع الكيان العبري باتفاقية سوتشي ( التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب ) في 6 أيلول 2010 ، وذلك بالاضاقة إلى العلاقات الاقتصادية والتعاون العسكري . وهذا يعني ان المقدمات هي نفس المقدمات منذ عشرينات القرن الماضي ، ولذلك يجب ان لا ننتظر نتائج مختلفة من نفس المقدمات ، لأنه من الغباء أن نكرر نفس الفعل بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مئات المرات وننتظر نتائج مختلفة ، لأن الحاضر ابن الماضي والمستقبل صورة الحاضر . ولذلك لا يمكن بناء حقائق جغرافية من هزائم تاريخية ، ولا يمكن تحقيق المصالحة ، لأنه لا مصلحة في المصالحة مع حماس لفتح ، ولا مصلحة في المصالحة مع فتح لحماس ، والمصالح تتصالح ، ولأن المساحة الرمادية بين فتح وحماس مساحة ليست مساحة صغيرة يمكن جسرها بالحوار . ولأنه لا يوجد قاسم مشترك بين فتح وحماس ، لأن القاسم المشترك في الرياضيات هو العدد الأكبر الذي يقسم عددين معا بدون أي باقي قسمة ، وفي السياسة هو البرنامج الاستراتيجي الذي يوحد طرفين بدون أي باقي قسمة ، وذلك بالإضافة إلى الفئوية ، والفئوية في فتح وحماس لا تشكل قاسم مشترك ، لأن الفئوية الفصائلية لا يمكن ان تشكل قاسم مشترك ، والفئوية العلمانية لا يمكن ان تشكل فاسم مشترك ، والفئوية الأيديولوجية لا يمكن ان تشكل قاسم مشترك ، ولكن الوطن هو الوحيد الذي يمكن ان يشكل قاسم مشترك يمكن ان يجمع فتح وحماس وكل الفصائل بدون أي باقي قسمة . وفتح وحماس والفصائل لا يتفقون على الوطن وجوهر الوطن ، وماهية الوطن ، وجغرافية الوطن وتاريخ الوطن ، وهوية الوطن وحضارة الوطن . وذلك إلى جانب فساد الساسة وتكلس النظام السياسي ، وعدم تغيير الوجوه التي تمارس السياسة والحوار والمفاوضات ، وتزاوج السياسة والمال والشركات التجارية ، وتزييف الوعي وتشويه الأحاسيس ، وعدم تحقيق التوازن بين السياسة والواقع الاجتماعي . ودو ومصر ، ومصر لا يمكن ان تكون راعي ، لأن مصر ملعب وليس لاعب في سياسة المنطقة ، ولأن مصر وبالإضافة إلى ارتباطها باتفاقية كامب ديفيد مع الكيان العبري ، ومشاكلها الأمنية والاقتصادية تعاني من انفصام في الوعي بين الايدولوجيا والمصلحة ، والوطنية والفئوية ، والقومية والقطرية ، والخطاب الإعلامي والممارسة السياسية ، والتخلف الاجتماعي ودور الإعلام والمثقفين في إنتاج هذا التخلف ، وكل شيء يحمل في داخله نقيضه ، وكل شيء يمكن ان يستمر مع وجود النقيضين في داخله طالما كان هذا التناقض بسيطا ، ولكن ومع مرور الزمن قد يتزايد التناقض بين هذين النقيضين ، وعندما يصل إلى درجة التناقض المركب سوف يحدث الانفجار ، وينتهي التناقض ويترتب على ذلك وضع جديد ، ولذلك كان دور الثقافة والمثقفين والإعلام والإعلاميين والمال والأمن والعسكر هو حماية السياسة العمياء ، وعدم تطور هذا التناقض الجزئي البسيط إلى تناقض مركب . وهكذا سوف تستمر أرملة الدنيا فلسطين في هذه الحالة من الاحتلال والتخلف في الوعي ، والانقسام والحصار . وفي هذه الحالة من الحرب بالمفرق أو بالجملة ، وقد قدمت القيادات الفلسطينية كل ما لا تستطيع أكثر القيادات العبرية تطرفا ان تتصوره من تنازلات ، وهي التنازلات التي مهدت الطريق من أوسلو البلدية إلى أوسلو السياسية ، وخاصة وثيقة عميراف – الحسيني 1987 ( القدس أساس الحل والسيادة على القدس لله ) وكان تيدي كوليك رئيس ما يسمى بلدية القدس قد قدم اقتراح وافق عليه الرئيس عرفات ، وجوهر هذا الاقتراح هو ان تسمح منظمة التحرير الفلسطينية للفلسطينيين المقدسيين بالتصويت في انتخابات بلدية القدس ، وكانوا في ذلك الوقت يمثلون 28 % من سكان القدس ، وتشكيل حزب سياسي مقدسي فلسطيني ينافس في الانتخابات البلدية ، ولكن ومن أصل 15 من شخصيات القدس لم يوافق على هذا الاقتراح سوى ثلاثة وهم فيصل الحسيني وسري نسيبة وحنا سنيورة ، وقد كانت هذه الوثيقة هي أساس وثيقة جامعة ستانفورد الفلسطينيةالأمريكية – العبرية 1992 ، واقتراح الملك حسين 1994 ، ووثيقة يوسي بيلين – عباس 2000 ، واقتراح كلينتون ( كل ما هو يهودي ألان يعود لليهود وكل ما هو فلسطيني ألان يعود للفلسطينيين 2000 ) ، ووثيقة جنيف ياسر عبد ربه – بيلين 2003 ، وخارطة الطريق بوش الابن 2004 ، ورؤية اوباما – جون كيري ( المشروع الأمني السياسي الأمريكي ) ( دولة فلسطينية وفق متطلبات امن إسرائيل الإستراتيجية ) كما قال فريق الجنرال الأمريكي جون الن ، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود على 78 % من مساحة فلسطين ، وإعلان المبادئ ( اتفاقية أوسلو ) 13 أيلول 1993 ، ولذلك ومن خلال قراءة موضوعية تتطابق معرفيا مع تاريخ الصراع مع العدو العبري ، وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ او التطرف أو التعصب أو العنصرية نستطيع القول ان دولة الكيان العبري لا تلتزم بعهود أو وعود أو معاهدات أو اتفاقيات أو هدنة أو تهدئة ، ولذلك يجب ان لا تستمر القيادات الفلسطينية في نفس الدرس درس المفاوضات مع كيان لا يوجد لديه شيء مقدس سوى الاستيطان والتهويد والهجرة ، وأسطورة شعب الله المختار ، والتوراة هوية ووطن وجنسية وتاريخ وحضارة ، وفي تقديم التنازلات لأن الاستمرار في تقديم التنازلات سوف يفتح شهية العدو العبري إلى المزيد من التنازلات ، ولأن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة هي في الأصل والنهاية شكل من أشكال الاعتراف بالعدو العبري ، ونحن لدينا مشكلة في الاعتراف بالعدو العبري ، لأنه يقوم على أرض مسروقة من جغرافيتنا وتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا وتراثنا وعقيدتنا ، ولأن العدو العبري لا يفهم إلا لغة القوة وكلما كانت القوة اكبر كان فهمه أعمق ، ولأن طبيعة الصراع في كينونته لم يكن صراعا بين شرعيتين ، ولكنه كان صراعا بين سكان أصليين وغزاة أجانب ، وصراعا هذه هي طبيعته لا يمكن حسمه إلا بتصفية أحد الطرفين وجودا وجذورا ، ولأن سيرورة الصراع كانت وعلى طول مراحل الصراع سيرورة دم ونار ، ولذلك لا يمكن ان تكون الصيرورة ، وبناء على الكينونة والسيرورة إلا تفكيك هذه المستوطنة العبرية ، والوسيلة الى ذلك لا يمكن ان تكون إلا عبر المقاومة الشعبية وحرب التحرير الشعبية ، ولذلك أيضا كان يجب على فصائل المقاومة أن لا تذهب إلى القاهرة للمفاوضات حول التهدئة ، ولكن ان ترجع إلى نفسها ، والى منظمة التحرير الفلسطينية ، والى السلطة الفلسطينية ، لأن المشكلة في نفسها ، وفي منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي السلطة الفلسطينية ، وفي مخرجات أوسلو التي حولت طبيعة الصراع من صراع بين شعب تحت الاحتلال ، والاحتلال كيان ومجتمع وجيش ومؤسسات ، والعودة بالصراع إلى بداياته الأولى لا يمكن أن يكون إلا من خلال وقفة موضوعية تعلن فيها الفصائل سحب الاعتراف بالعدو العبري ، وإلغاء أوسلو ، وحل السلطة وكل ما تفرع منها ، وعودة ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية . وهي تستطيع ان تفعل ولا ادري لماذا لم تفعل ، والفصائل جميعا وليس فتح وحدها مسئولة عن الاعتراف وأوسلو والسلطة ، لأن المسؤولية قد تكون بالفعل وقد تكون بالامتناع عن الفعل ، وإذا كانت فتح مسئولة بالفعل ، لأنها فعلت فعل يؤدي إلى الاعتراف بالكيان العبري وتوقيع اتفاقية أوسلو ، فأن الفصائل وفي نفس الوقت مسئولة بسبب الامتناع عن فعل فعل يؤدي إلى عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني وتوقيع اتفاقية أوسلو ، ولذلك نحن لا نطالب الفصائل ان تقوم بفعل وطني يحسب لها ، ولكن ان تقوم بتصحيح خطأ تاريخي اقترفته بحق الشعب والقضية ، وإذا لم تكن لديها الشجاعة والإرادة لأسباب ذاتية وموضوعية ان تعلن ذلك ، ليس هناك من حل سوى حل المنظمة والسلطة والفصائل ، لأن الغرغرينا لا تعالج بالعطر ولكنها تعالج بالبتر ، ولأن المنظمة والفصائل أدوات ، والأحزاب في الدول المستقلة أدوات تحمل أهداف سياسية ، وتستعمل في ممارسة الحكم والمعارضة ، وإدارة العمل السياسي ، وتكوين الرأي العام ، وفي البلدان غير المستقلة أدوات تحرير ، وفي كلتا الحالتين في الدول المستقلة كأدوات حكم ومعارضة ، والبلدان غير
المستقلة كأدوات تحرير تستمد الأحزاب والفصائل شرعيتها من الشارع ، ولأن الفصائل الفلسطينية جميعا فشلت في الحالتين في التحرير والحكم والمعارضة ، ولأن الفصائل جميعا ليس لديها ثقافة الاعتراف بخطأ الذات ، ولأن الفصائل جميعا ليس لدي ها ثقافة تصحيح المسار ، ولأن الفصائل جميعا ليس لديها ثقافة إعادة الهندسة الداخلية ، لذلك ليس أمام الشعب سوى ان يعلن سحب الشرعية السياسية ، والمشروعية القانونية ، والمشروعية الثورية من الفصائل الفلسطينية ، ويقلب الطاولة على الجميع ، ويفاجئ الجميع ، ويحرج الجميع ، ويربك الجميع ، ويعلن للجميع انا الشارع والشرعية السياسية ، انا الشارع والمشروعية القانونية ، انا الشارع والمشروعية الثورية ، إنا الشارع والقيادة ، ولن أعود بعد اليوم ملك أحد ، وسوف ابتكر طريقي بنفسي ، وابتكر أدواتي بنفسي ، وابتكر برنامجي بنفسي وابتكر قيادتي بنفسي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.