يوما ما أضائت النار جلسة التف حولها الذئاب والذباب و قطاع الأسباب فقال جرو لأبيه يا أبت ما الذئب بغير ناب و اكتمال الشباب ؟ ليس ذئبا من لا ينهش لحما ولا يفتك عظما , لم الذئب ذئبا و قد شاخت اوصاله و فترت أعصابه أو سقط نابه , فهمهم الذئب وحمحم و قال يابني أرأيت هذه النار تشوي لنا وتضئ أرئيت نارا بغير نور! قال الصغير لم أفهم قال الكهل ألم نكن زمنا نخاف هذه النار وتروعنا فنهرب مخافة منها حتى جاء جدك فعلمنا انها ضوء لا يؤذي بغير لمس وحر لا يؤذينا ما لم يطالنا وانها وهم في يد الراعي فهذا هو النور الذي أخرجنا به جدك من ظلمتنا و أنت أيها الصغير المكمل لهذه النار فنحن القبيله نورها كبارها و نارها شبابها , انظر إلى الضباع و هم أفتك مننا بأسا و أكثر مننا عددا ولا يتسودون شئ بل نحن الآكلون وهم لهم البواقي فنحن علمنا نورنا ونارنا وهم لا زالت نارهم تأكل نورهم أي شبابهم و كبارهم يتنازعون اللحم من الأفواه , انظر لهم وقد عجزوا عن المكر والصيد ونصب الافخاخ و ايقاع الضعاف ونحن أقل منهم ونفعل كل ذاك فهز الجرو رأسه وعلم من أين يستمدون قوتهم وأنه لا سبيل للضعف لمن أراد يتسيد , وانه لو علم الضباع سياستهم لسادوا عليهم فما بالك لو علم ضحاياهم