إن الذات البشرية هي مجموعة من الخواص والمواصفات الجسدية والعقلية والفكرية بما فيها الممارسات والسلوك والطبع والعقيدة واللغة والأصل والمنشأ. إن هذه الأشياء هي التي تؤسس للكيانات والمجموعات البشرية والتي نسميها القوميات أو الأمم بل هي التي تنفرد بكونها الجامع والموحد لكل شعب أو أمة واحدة تدافع عن نفسها دفاعها عن هذه القيم الجامعة كحقائق في واقع الأمم عبر التاريخ والذي ينطبق على كل أمة بما في ذلك الأمة العربية بل إن بعض الأمم تقوم بممارسات عدائية تجاه أمم أخرى دفاعا عن مصالحها وبنيتها وقد تشمل تلك الممارسات خلق شروخ في جسد أمة أخرى ولو استدعى ذلك اعتماد واستعمال انتماء طائفي أو مذهبي أو أقلية قومية تشترك مع أبناء الكيان المقصود في الوطن الواحد عبر التلاعب بعقول البسطاء من أبناء ذلك الكيان تحريضا وإثارة لمشاعر دينية أو قومية بهدف خلق شرخ في جسد الأمة لإضعافها ومن ثم السيطرة عليها واستغلالها أو الإجهاز عليها ككيان قومي واحد انتقاما لأسباب تاريخية أو اقتصادية أو اجتماعية. إن استعمال المشاعر الدينية يعد أسهل الطرق وأكثرها إجرامية وغدرا واستهتارا بالدين أيا كان هذا الدين لضرب الكيان القومي أو القضاء عليه . إن الجهل والتطرف في التعصب الديني الأعمى يشكل وسيلة بل أداة للعدو للإجهاز على الأمة تفتيتا وإشعالا لحروب طائفية بائسة فيها. في حالة الأمة العربية هنا تقوم قوميات أخرى باستعمال هذه الوسائل للسيطرة على أجزاء من الوطن العربي المقطع وعزلها عن الجسد العربي . وإذا كنا لا نعتب على إيران أو غيرها في جهودها للإجهاز على الانتماء القومي لأبناء الأمة العربية عبر استعمال انتماءات طائفية ما أنزل الله بها من سلطان ولم يرضى الله بها ولا النبي ولا آل البيت ولا المصلحة الدينية ولا العربية ولا الأخلاقية إنما عتبنا على هؤلاء الذين ارتضوا أن يكونوا بيدقا بيد دول معاديا للعرب والعروبة من سياسيين ارتضوا في سبيل الوصول للسلطة الدخول مع دول أخرى شركاء في استغلال المشاعر الدينية للبسطاء والمغرّر بهم والذين تعرضوا لغسيل دماغ طائفي مدهش عبر جلد الذات والخضوع لمصالح أمة أخرى على حساب أمتهم حاضرا ومستقبلا عبر جهل متقع. إن أكثر ما يثير الاشمئزاز هو التخلي الفعلي عن الانتماء القومي لصالح الانتماء الطائفي أو الديني خدمة لأعداء الأمة العربية وخضوعا لمصالح هؤلاء الأعداء بدواعي الطائفية كما حدث في جنوب السودان وما يحدث الأن في العراق ومناطق عربية أخرى..!! فهل علي أن أخون أمتي وقوميتي وأخدم أمة أخرى ضد أمتي لأسباب طائفية أو دينية !!؟؟ وهل علي أن أضحي بأبناء أمتي ووحدة شعبي لأرضي غروري أو مصالح حلفاء وهميين متسترين بقناع يخفي خلفه مكر وحقد قومي مريض!!؟؟..