أنا وأبوالعلا البشرى وتلك الأمواج العاتية

أستمتع بأعمال الكاتب الرائع اسامة أنور عكاشة .. وله فى قلبى مكانة كبيرة خاصة بعد عمله الدرامى فوق الرائع " الراية البيضاء " الذى قام ببطولتة جميل راتب وسناء جميل وهشام سليم وسمية الألفى ودينار وسيد زيان .. هذا العمل الذى أثار ضجة دولية كبرى ..
ومن بين الأعمال الدرامية التى لم تأخذ حظها من الشهرة رغم روعتها مسلسل " رحلة السيد أبوالعلا البشرى " بطولة الفنان الجميل محمود مرسى وكريمة مختار والفنانة المعتزلة نسرين ومحمد العربى .. وأزعم أن هذا العمل كان له تأثير على الكثير من قراراتى الحياتية .
أعجبنى فى المسلسل القرار الذى إتخذه أبوالعلا البشرى بجرأة يحسد عليها .. فعندما شاهد صديقة يلقى مصرعه جراء خروجة على المعاش من الشركة بعد عمل إستمر لنصف قرن من الزمان .. قرر أن يعلن التمرد على المجتمع الذى قال عنه ابوالعلاق البشرى إنه مجتمع يستغنى عن الأفراد الذين وهبوه العمر باطلاق الرصاص عليهم من خلال إخراجهم بالقوة الجبرية على المعاش وإهمالهم حتى وفاتهم ..
وهنا قرر أبوالعلا البشرى أن يتمرد على نظام المجتمع باتخاذه قرار باخراج نفسه على المعاش ورفضه إستمراره فى العمل ..
وعندما سأله من حوله عن السبب قال لهم سأعطيكم الإجابة بعد عدة أيام ...
وخلال عدة أيام غرق فى مئات الكتب التى تتحدث كلها عن مناحى فلسفية فى الحياة والناس والطبيعة .. ثم خرج ليعلن بدء رسالتة فى الحياة رغم عمرة الذى يتجاوز الخمسين من العمر .
الرسالة فى العمل الدرامى واضحة ورائعة .
عندما تستشكل عليك الحياة وتستقوى عليك وتحاول وضع النهاية لرسالتك تمرد عليها بقوة وخط لحياتك منحى جديد وتأكد أنك ستكون أقوى من الموج
...................
أنا من عشاق السباحة ومحترفيها
ويعجبنى دوما مواجهة الموج العاتى بقوة
وأعشق اللعب معه فى كل المرات التى أنزل فيها البحر
زوجتى دوما تصرخ وهى ترانى أقتحم البحر وأبتعد عن الشاطئ
أحيانا كثيرة أتغلب على الأمواج وأحيانا أقل تعرضت للغرق مثلما حدث منذ عدة شهور حيث واجهت الغرق والموت وأنا وسط أمواج عاتية باحدى شواطئ الإسكندرية ورفضت أن يغيثنى أحد ممن حولى وظللت أصارع الموج بقوة حتى كادت تلفظ أنفاسى الأخيرة ورغم ذلك ظللت أصارع الموج حتى خرجت للشاطئ سليما .
ورغم ذلك نزلت للبحر وألقيت بنفسى وسط الأمواج بقوة مرة أخرى بعدها بدقائق .
مما سبق يجعلنى أؤكد لكل الأصدقاء
لاتقلقوا فالعبد لله من عشاق مصارعة الأمواج .
لكن الوضع الحالى يحتاج منا إلى إعادة قراءة صفحات الواقع بتأنى وبعدها سوف نبدأ مرحلة أخرى لنصارع الأمواج بصدور فتية وسواعد واثقة من قدراتها مهما كانت قوة وإرتفاع هذه الأمواج .