انها الكلمة التى نسمعها كثيرا ألآن وكأن هناك اتهاما للجميع بعدم الشرعيه وأن لزاما عليه أن يدفع هذه التهمة عنه.... وفى هذا السياق فإن كل فصيل يدفع بشرعيته كدرع يقيه من سهام التخوين والإنتهازيه والتسلق على مكتسبات الثوره ......وبتأملى لكل هذه الشرعيات فإننى لا أجد لأى منها أى شرعيه فإذا قلنا شرعية الديموقراطيه وشرعية صناديق الإنتخابات فإننى اذكر بأن المذابح التى ارتكبت وترتكب من قبل اسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى هى اصلا مبنيه على نفس الشرعيه من خلال الكنيست الاسرائيلى وبأغلبيه ساحقه كما ان غزو العراق وأفغانستان كان من خلال نفس الشرعيه عن طريق الكونجرس الأمريكى وهناك فرضيات أخرى فلو كان حدث استفتاء بين اليهود على صلب المسيح لكان قد أخذ اغلبيه مطلقه ولو كان حدث نفس الاستفتاء على قتل سيدنا محمد (ص) بين كفار قريش لكان حصل على نفس النتيجه بل لو كان تم الإستفتاء بين آل لوط وأخذت نتيجته بمنتهى الديمقراطيه لكان اللواط من المبادىء الدستوريه العليا فى زمانه ...... اما بالنسبه لما يقال عن شرعية الثوره او ما يقال عنه شرعية الميدان فأولا انا لم أسمع من قبل عن شرعية مكان وإن كان المقصود هو شرعية الثوره وفعاليات هذا المكان وهذا ما أظنه فلنرجع سويا الى تاريخنا لنرى هذا المشهد المؤلم فى وقائع الفتنه الكبرى ومقتل سيدنا عثمان ...... فقد جاءت حشود من مصر والعراق وبعض القبائل فى حالة ثوره عليه وحاصرت مقر اقامته وبعد احداث دراميه تم قتله فهل يمكن أن يعتبر مقتل سيدنا عثمان بن عفان ذو النورين وأحد الصحابه المقربين تحت مظلة شرعية ثوره ؟ ......أما من تاريخنا الحديث فإن ثورة 23 يوليو خير مثال على ذلك فكم من الاخطاء ارتكبت باسم الشرعيه الثوريه فمن المصادرات الى المحاكمات الغير عادله الى مذبحة الاخوان المسلمين ومذبحة القضاء الى الدستور الذى تم تفصيله على مقاس ورغبات الحاكم وحتى فى عهد الرئيس السابق مبارك والذى لم يكن له حضور فى ثورة يوليو ولكنه وضع نفسه كامتداد لهذه الثوره وبالتالى كان من حقه ان يستمر فى عملية التفصيل للدستور والقانون .....وهنا انتقل الى شرعية اخرى وهى شرعية المجلس العسكرى وشرعية الاعلان الدستورى وقد تكلمت عن شرعية الاستفتاء ولكنى أرى ان لهذه الشرعيه خصوصيه غريبه فصاحب هذه الشرعيه هو من وضع هذه الشرعيه ثم انه من المنطقى ان تسبق اى شرعيه ولاية المشرع له لاأن ياتى صاحب الشرعيه ويضع لنفسه شرعيته .... وهناك شرعيات اخرى مثل شرعية حقوق الانسان وشرعية المعارضه وشرعية التاريخ وشرعية الجغرافيا وخلافه وأرى انها لاتحتاج الى اى مناقشه. من وجهة نظرى فإن الشرعيه الوحيده التى تستحق الاعتراف بها هى شرعية القيم والأخلاق وما يتبعها من معانى الحريه والعداله والكرامه والتطور والتقدم وغير ذلك من القيم الانسانيه التى ارساها الدين وأعنى هنا الدين الواحد بمراحله الثلاث اليهوديه والمسيحيه والإسلام ...... اعتقد ان كل من يحقق هذه الشرعيه هو صاحب الشرعيه الحقيقيه وأن ما ينفع الناس هو الذى يبقى فى الأرض بضمان إلاهى وليس باى ضمان آخر .