كادت الشكوك التى توجه إلى الإدارة الأمريكية والموساد الإسرائيلي أنهما رعاة الإرهاب الرسميين فى العالم تتأكد و يتأكد أيضاً أن كل حديثهم حول مشاركة الدول فى محاربة الإرهاب لا يعدو مرحلة الشو الإعلامي ومحاولة خلق صورة ذهنية جيدة لدى دول العالم. يبرهن على ذلك حادث مطار العريش الذى استهدف وزيري الداخلية والحربية أثناء الزيارة السرية للعريش والتى لم يعلن عنها ، والتى أيضاً لا تستطيع جماعات الإرهاب التى تعلن مسؤوليتها عن تلك الحوادث الوصول إلى معلومات عن هذه الزيارات السرية ؛ فهذه المعلومات لا تصدر إلا عن جهاز استخباراتي قوي ؛ لو رجعنا بالذاكرة للوراء قليلاً فى عام 2013 حين أعلن موظف بالاستخبارات الأمريكية عن امتلاك أمريكا برنامج بريزم الذى تستطيع به التجسس على دول العالم ؛ و نُشرت وقتها تقارير إعلامية أن مشروع "بريزم" تأسس عام 2007 خلال حكم الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن وشهد نمواً في ظل الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، واعتمدت عليه وكالة الأمن القومي بشكل متزايد وجعلته مصدرا للمادة الخام لتقارير المخابرات اليومية للرئيس . ألا يدل ذلك على علاقة حركات الإرهاب المختلفة بإدارة الاستخبارات الأمريكية ؟ أمريكا بامتلاكها هذا البرنامج تستطيع أن تحذر دول من وقوع حوادث إرهابية بها وتمنع المعلومات عن دول أخرى مما يدل على أنها تعرف كل الحوادث الإرهابية التى حدثت فى مصر وغيرها من دول العالم قبل وقوعها ولكنها تُخبر من تريد وتمنع عمن تريد . ولعل توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشكر لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، على توفير معلومات من وكالة الاستخبارات الأمريكية حالت دون وقوع هجوم إرهابي في كنيسة بمدينة سانت بطرسبرج أكبر دليل على ذلك . من الأدلة أيضاً على أن إسرائيل وأمريكا هما رعاة الإرهاب فى العالم ما أدلى به أبو بكر البغدادى من أنه تلقى تدريبًا عسكريًا لدى الموساد، بالإضافة إلى تلقيه دروسا في الاتصالات وأسلوب مخاطبة الجماهير والتأثير عليهم وحشد المتشددين في جميع أنحاء العالم لنصرته، ولعل أمان أسرائيل من الإرهاب حتى الآن دليل على ذلك. آخر تلك الحوادث كان حادث كنيسة حلوان والذي لم يكن من قبيل الصدفة فقد كان متزامناً مع تقديم ستة من أعضاء الكونجرس مشروع أسموه " محنة الأقباط في مصر" والذي " يطالب بربط المعونة باتخاذ مصر خطوات لضمان المساواة وإنهاء تهميش المسيحيين في المجتمع المصري، وهو ما يراه البعض ذريعة للتدخل الأمريكي في الشأن الداخلي. على أثر ذلك يستهدف الإرهابيون الأقباط لتاكيد ما يسعى إليه المشروع المقدم من الأعضاء . والآن بعد كل هذه الدلائل يجب أن نعلم أننا وحيدون ونحن نحارب الإرهاب وأن كل رسائل رعاة الإرهاب فى أنهم خلفنا ومعاً يداً بيد لمحاربة الإرهاب ما هى إلا شعارات لا تتجاوز الحناجر وأنه ليس من مصلحة أمريكا ولا ابنتها المدللة إسرائيل القضاء على الإرهاب خاصة فى مصر . من حادث مطار العريش تريد أمريكا أن تصدر رسالة للعالم أن مصر غير قادرة على حماية قيادتها فكيف ستقوم بحماية مواطنيها؟ إنهما يريدان ان يصلا إلى حل يفرضونه علينا ألا وهو تواجد قوات دولية لتأمين سيناء، وهو المتداول في بعض وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا. والأصل أنهم يريدون قوات أمريكية وليست دولية . هكذا هم لا عهد لهم؛ ألم يطلب الرئيس السيسي من الرئيس ترامب و بصورة مباشرة التعاون في مكافحة الإرهاب وخاصة في المجال الاستخباراتي، وأكد الرئيس الأمريكي دعمه الكامل لمصر في مكافحتها الإرهاب. وأين هو من هذا الوعد لا شيء. عامة نحمد الله إن منَّ الله علينا بقيادة واعية تفهم أصول اللعبة وبفضل الله ستكون قادرة على دحر هذا الإرهاب الأسود وسيوفر الأمن والأمان لمصر والمصريين ؛وسنقضي على أحلام إسرائيل الطامعة فى مصر وستحيا مصر بفضل الله ثم المخلصين من أبناء هذا الشعب .