قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير هو قرار كل رؤساء أمريكا من قبله؛ لكن لأن المصالح الأمريكية تتعارض أحياناً فما استطاع سابقوه أن يأخذوا مثل هذا القرار؛ فكل رئيس لأمريكا منذ ترشحه للرئاسة وحتى الفوز يعطى اللوبى الصهيونى هذا الوعد ؛ثم إذا اعتلى الكرسي نظر أولاً هل اتخاذ هذا القرار سيؤثر على المصالح الأمريكية سلباً أم يمكن اتخاذه ؟! فى عام 1995 اتخذ الكونجرس هذا القرار ثم وجدوا أنه سيضر بمصالح أمريكا فقاموا سريعاً بتجميده مستندين إلى ثغرة فى قانون لديهم تتيح لرئيس الدولة تجميد القرارات كل ستة أشهر . لكن هل رأى ترامب أن مصالح أمريكا لن ينالها ضرر جراء اتخاذ هذا القرار بخلاف سالفيه ؟ نعم ترامب أصبح لدية يقين أن آخرنا الآن الشجب والتنديد بالقرار بالنسبة للحكام وتغير صور البروفايل والندب من قبل المواطنين؛ وهو ما حدث بالفعل. ردود الفعل منذ احتلال إسرائيل حتى الآن واحدة وعبارات الشجب والتنديد لا تتغير ثابتة . أين العرب ؟ أين المسلمون؟ أين عمر الفاروق؟ أين صلاح الدين؟ وكأننا لا نعلم أين هم! نغمة عفا عليها الزمن منذ احتلال إسرئيل لفلسطين 1948مروراً باحتلال القدس وغالبية الضفة الغربية منذ 1967ومحاصرة غزة ورام الله منذ 1993عقب توقيع اتفاق أوسلو إلى قرار ترمب الأخير . لا أدري من نقصد بالعرب والمسلمين ؟ ! هل نقصد تلك الدول التى أصبح أغلبها أشباه دول وبعضها بلا حقوق وحريات واخرى بلا سيادة ؟! تقصدون سوريا والعراق تقصدون وليبيا واليمن تقصدون مصر المستهدفه من الخارج والداخل ؟!تقصدون بالعرب شعوب هذه الدول المطحونين فى تفاصيل الحياه بلا أي حقوق أو حريات أم تقصدون شعوب دول العالم الإسلامي كشعب مالى أو تشاد أو بنجلاديش تلك الشعوب المطحونة من الفقر تارةً ومن الجهل والصراعات العرقية تارةً أخرى . تظنون أن ينتصر هؤلاء أو أولئك للقضية الفلسطينية التى تعتمد أساساً فى حلها على دول ذات ثقل دولي تستطيع أن تغير فى موازين القوى الدولية إذا تحدثنا بمنطق السياسة . لم يعد اليهود و الأمريكان الآن يؤمنون بالشعارات الرنانة والجعجة الفارغة . هم يؤمنون بنقاط القوة وأوراق الضغط وهو ما نملكه ولا نستطيع استخدامه ، ولعل أبسط هذه النقاط المقاطعة ولكن كيف والمنتجات الأمريكية جميلة وأكثر جودة ولا نستطيع أن نستغني عنها والبنوك أكثر أماناً فلا نستطيع سحب أموالنا منها ، والانبهار بالحرية والديمقراطية والعيش فى هذه البلاد هو أسمى أمانينا . فتن كثيرة استطاع الغرب أن يفتننا بها ثم يتحين الفرصة فيضرب ضربته ولكن نحن -المفتونين - من علينا اللوم . أنا لا ألوم الغرب فى تخطيطه لكن ألوم المسلم المفتون. أتريدون أن تعرفوا أين عمر و أين صلاح الدين ؟ لقد مات عمر ومات صلاح الدين ومات غيرهم من المخلصين؛ لكن تركوا سيرة باقية وتاريخاً خالداً هذا التاريخ وتلك السيرة ضيعناها نحن عندما أهملنا تعليمها لأبنائنا . كان يمكن أن يكون إعلان الرئيس ترامب القدس عاصمة إسرائيل القشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة لنا إذا كنا عباداً لله مخلصين أولي بأس شديد كما وصفهم القرآن لا غثاء كغثاء السيل . دعونا من انتظار أن يخرج صلاح الدين من بين حكام العرب فكلهم غير مؤهلين لذلك ارحموا أنفسكم وكفانا ندب على العروبة تارة وعلى الحكام تارة أخرى فالقدس لن تعود إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبى و أصحابه ، يقول تعالى(ولقدكتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) حينما نُصلح ما بيننا وبين الله فسيخرج من بيننا أمثال عمر و أبو عبيدة وصلاح الدين , و ستحرر القدس بإذن الله.