إذا كانت دول العالم الكبرى تحاول إستكشاف كوكب المريخ فإن المريخ بدأت فى تجربة زراعتة حيث إنطلقت أعمال «الحدث العلمي لمركز محمد بن راشد للفضاء»، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس «مركز محمد بن راشد للفضاء»، والمشرف العام على مشروعاته وخططه الاستراتيجية والتطويرية كافة. وقد عرض المركز، خلال الحدث العلمي الأول من نوعه، تجربة اختبار زراعة بذور خضار في تربة مصنّعة بمكونات تشبه تربة المريخ، ومراقبة نموها ومنتجها مقارنة بزراعتها في تربة الأرض، حيث حصل الطلاب على بعض العينات، لإجراء هذه التجربة في منازلهم ومشاركة نتائجهم في مدة زمنية معينة، إذ تأتي التجربة في إطار جهود استكمال المرحلة الأولى من برنامج «محاكاة المريخ». عرض 31 متحدثاً من «مركز محمد بن راشد للفضاء» والقطاع الأكاديمي والمجتمع العلمي في الدولة، أوراقاً بحثية وعلمية تتناول جوانب عدة حول علوم وتكنولوجيا الفضاء، إضافة إلى مشاركة خبراتهم العلمية والهندسية في مختلف المهمات والبرامج الفضائية الإماراتية المتمثلة في «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل»، «خليفة سات» وبرنامج «المريخ 2117»، و«برنامج الأقمار الصناعية النانومترية لطلبة الجامعات»- «أنسوب». وألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، الكلمة الرئيسة خلال افتتاح الحدث، مستعرضاً أهم المراحل التي مرت بها مسيرة المعرفة الإنسانية، التي كان للحضارتين العربية والإسلامية إسهام جليل فيها، امتد إلى نحو 10 قرون من العطاء الفكري والعلمي. وخلال جلسة الافتتاح الرسمي للحدث العلمي، الذي أُقيم في متحف الاتحاد بدبي، تناول سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان محطات مهمة في مسيرة التطور العلمي والمعرفي، منذ مرحلة مبكرة من تاريخ الإنسانية، مؤكداً أن العرب والمسلمين قدموا للعالم فلسفات وأفكاراً واختراعات على مدى 1000 عام تقريباً، ارتفعت معها قيمة المعرفة والعلوم، ليكون النتاج الفكري لتلك المرحلة بمثابة القاعدة التي ارتكزت عليها حركة التطوير، التي باشرها فلاسفة وعلماء الغرب، وصولاً إلى النهضة العلمية الهائلة التي شهدها العالم في القرن التاسع عشر، وتمثلت في اكتشافات واختراعات حيوية، كالآلة البخارية والهاتف وكالكهرباء، وغيرها.