الصافى عبدالله هناك مشروع قانون ل " حماية اللغة العربية " مقدم من مجمع اللغة العربية لمناقشتة من قبل مجلس النواب لإقرارة كقانون جديد للعمل به بدلا من القانون ( 102 ) لسنة 1976 المعمول به حتى الآن ويتكون مشروع القانون من 21 مادة وتنص المادة ( 12 ) على ان تلتزم المؤسسات الصحفية والإعلامية بتعيين مصححين لغويين مؤهلين يكون عليهم تحرى صحة ما ينشر أو يذاع من الناحية اللغوية فيما عدا الاعمال ذات الطابع الأدبى الفنى ولا يجوز نشر مقالات أو أخبار أو غيرها باللهجة العامية وتنص المادة ( 19 ) يعاقب كل من يخالف احكام المواد : 1 و 2 و3 و 4 و5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10 و 11 و 12 و 13 و 14 و 15 و 16 و 17 و 18 بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنية ولا تجاوز خمسين ألف جنية وتحدد المحكمة للمخالف مهلة لا تجاوز ثلاثة أشهر لتنفيذ ما أوجبه النص الذى وقعت مخالفتة فإذا انقضت المهلة ولم يقم بتنفيذ ذلك عوقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتى ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين فإذا وقعت الجريمة من شخص معنوى ترفع الدعوى الجنائية على ممثله القانونى وفى هذة الحالة توقع الغرامة دون عقوبة الحبس . وهنا اود ان انوه الى ان لغة الصحافة هى لغة متعارف عليها مذ اكثر من مائة عام وهناك العديد من الابحاث والدراسات عن لغة الصحافة بل لقد ذهب البعض الى ان ان وسائل الاعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة كان لها دور فى تجديد اللغة العربية ومن هؤلاء الدكتور عبدالله كنون عضو مجمع اللغة العربية الذى الف كتابا عنوانة " الصحافة وتجديد اللغة " اشار فيه الى ان اكبر تطور عرفته لغتنا العربية فى عصرنا الحاضر كان على يد الصحفيين ومحررى الصحف وهذا التجديد فى اللغة الذى تجده فى عمل الصحافة كما يشير الى ذلك " كنون " هو تطوير لها بإحتضان كل ما هو جديد من المعانى والافكار من غير تبديل ولا تغيير فى القواعد والاحكام وتلك هى البراعة فى الآداء والمقدرة فى التعبير اللتان اوجدتهما الصحافة ولغة الصحفيين . وقد عرف البعض لغة الصحافة بأنها لغة جامعة لصحة الفصحى وسلامتها ووضوح العامية وبساطتها وذهب الاستاذ محمد حسنين هيكل عليه رحمة الله الى ان ( اسلوب الصحفى يستمد بلاغته الحقيقية من واقع العامة ... ويؤكد سلامة اللغة واتفاقها والبعد عن الغريب وتلافى الاسلوب القديم والميل الى السلاسة ) ويرى الدكتور محمد السيد ان ان لغة الصحافة هى ليست باللغة الخاصة فالاعلام يعالج كافة الزوايا القانونية والدينية والاجتماعية وغير ذلك ولكن بلغته هو أى بلغة الاعلام . وتتميز لغة الصحافة بصفة عامة بالوضوح والمعاصرة والملائمة والجاذبية والاختصار والمرونة والاتساع وقابليتها للتطور الى جانب البساطة والدقة والتجسيد والسلامة اللغوية فالذى يحدد لغة الكتابة هو الجمهور المستهدف من قبل الكاتب او المحرر الصحفى فقد يرتقى الكاتب فى بعض المقالات ويستخدم اللغة العربية الفصحى فى حال استهداف او توجية الرسالة الى فئة المثقفين اما فى حال توجيه الرسالة ( المقال ) الى العامة فيجب ان يستخدم لغة الصحافة كذلك الحال عند كتابة الاخبار والتحقيقات الصحفية يجب ان تكون بالغة الصحفية التى يفهمها القارىء العادى لكى تصل الرسالة الى الجميع لأن الصحافة هى وسيلة لتحقيق اهداف الدول التى تسعى اليها والصحافة تؤسس لتلبية احتياجات وتحقيق اهداف وطموحات محددة للمجتمع الذى تصدر عنه كما انها تسهم فى ايصال رسائل صناع القرار فى ضوء تلك الاحتياجات اى ان الصحافة هى حلقة الوصل بين افراد المجتمع وصناع القرار يا سادة بالفعل كل صحيفة سواء كانت ورقية او اليكترونية يوجد بها ديسك ومصححين لغويين وبإستطاعتهم اخراج المادة الصحفية باللغة العربية الفصحى ولكن استخدام اللغة الفصحى فى الكتابة قد يؤدى الى فشل الرسالة لأنها لاتصل الى الجميع وتتوقف عند فئة بعينها وهى فئة المثقفين فقط وهذا بدوره يعد فشلا سينسب وقتها للصحافة والاعلام وقد يفقد افراد المجتمع الثقة فى صحافتهم واعلامهم مما ينعكس بدوره على فقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها وقد يلجأ الجميع الى وسائل اعلامية اخرى لتلقى المعلومات الخاطئة والتى تبث السموم ونشر الأفكار الهدامة والحقد والكراهية تجاة الدولة مما يعيق عجلة الانتاج والتقدم . ان لغة الصحافة ليست ملكا للصحفيين انفسهم بل هى ملكا للشعب الذى خول له القانون حق الحصول على المعلومات . الى " برلمان الشعب " احذروا قانون " حماية اللغة العربية " المقدم من مجمع اللغة العربية فإن به سم قاتل فقد نفاجأ يوما بمن يخرج علينا بإقتصار العمل فى الصحافة والاعلام على خريجى اللغة العربية وجامعة الازهر فقط قد نفاجأ يوما بأن يعترض طريقنا من يسمون انفسهم بجماعة الحفاظ على اللغة العربية ويخرج علينا من ينادى بمنحهم حق الضبطية القضائية ومصادرة جميع الصحف والكتب التى تحتوى على كتابات باللغة العامية واغلاق العديد من الصحف الاليكترونية وحجب صفحات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى التى يكتب اصحابها العامية ومصادرة جميع الافلام والمسلسلات واغلاق جميع القنوات التليفزيونية ...... ؟ يا سادة لايجب التقليل من شأن اللغة العامية فهى ثقافة شعب وتراث متوارث منذ مئات السنين قد يؤدى الاقتراب منه الى اشعال فتنة لا يمكن اخمادها .