أردت الابتعاد وتركت الحياد وبعت لحظات الحب وأشياء بنيناها معا لا تعاد ووقفت أمامي تشكو غرامي تلعن أيامي تظهر أنك مظلوم وتلقيني وحدي في كذب الظلامِ * * * أبكي بداخلي واتكئ على الحائط وكعادتي أقف أمامك صامت لا أتذكر شيئا سوى عينيك في هذا الوجود وأنت تلقي الاتهامات والنار والبارود وأنا أقف بين يديك كوردة وسط الخريف تأكل الرياح أوراقها وتتركها عارية العنقود وأعطيك العهود بأنني لن أنسى وتعطيني العهود وتخلفها أنت ولا أستطع أن أرد ولو ردا واحدا من الردود فأحفظ عهدك وتنساه وتتهمني بنسيان البنود * * * تخلف العهد والميثاق وتعذبني بلا إشفاق ألا رحمة بداخلك على دموع الأحداق بللت يا حاكمي الدفاتر وأغرقت الأوراق لأني لا أتذكر إلا أنت فهذا ليس نفاق لأني أضعف الرجال في حبك هذه ليست تهمة على إثرها تأمر بشنق الأعناق فارحمني إن وقفت صامتا ولم أجاريك ساعة الخناق فأنا أعرف أن في قانونك الظالم أنا والمظلوم أنت مهما كان الحق لي فأنت تأخذه بكل استحقاق وتحكم بعذابي وأخذ عذابي من الأعماق لآخر قطرة دم أتجنب الابتعاد وأنت تبحث عن الفراق وأرضى بعذابك مهما كان كعبد يُساق فكفى نظرة عتاب منك طوق وطوق على رقبتي حتى تخنقني الأطواق فلأنك مني لا أرى خروجا وفي سجنك أرقص مع عذابي وأتناثر في كل الآفاق فأرجوك فك قيد معصمي فقد أدماه واحلل الوثاق * * * أمنت موج بحره وخفت الابتعاد فحَطمَ كل الأماني يحرقني إن ألقى عليَّ تهمة ويكويني وأقول ما كواني يعذبني وأختار عذابه لأمكث ناظرا لعينيه فالنظر لعينيه عمر ثاني ويعذب ويعذب وأكتم شكواي وأشرب دمعي حتى لا يراني و أوئد شهقات بكائي عند ميلادها وأصنع له حناني تنصهر الضلوع عند ظلمه وأخبئ عشقه وهو لا يراني وتوقد أنفاسي من هجومه وأخاف أن تظهر له وهو لا يبالي فالأمر أمرك وما طلبت كثيرا فاحفظ الهوى وارعاني وبكيت يوما أمامه فجزيت بذلك أنه رماني