نجحت خطة يواكيم لوف، المدير الفني لمنتخب ألمانيا، في فوز الماكينات بفريق من الرديف، بلقب كأس القارات للمرة الأولى في تاريخها، بالفوز على تشيلي، بهدف نظيف، في اللقاء الذي أقيم بين المنتخبين علي ملعب "كريستوفسكي" بمدينة "سان بطرسبرج"، الروسية، في المباراة النهائية للبطولة. وبلغ منتخبا ألمانياوتشيلي المباراة النهائية للبطولة للمرة الأولي في تاريخهما، وشهدت تلك النسخة أول ظهور لمنتخب تشيلي، والثالث للمنتخب الألماني صاحب المركز الثالث في نسخة 2005 بألمانيا بالذات، والخامس في نسخة 1999 بالمكسيك. وبلغ المنتخب الألماني النهائي، بعد تصدره المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط من فوزين وتعادل، ثم اكتساحه المنتخب المكسيكي في نصف النهائي بنتيجة 4-1، أما منتخب تشيلي، فتأهل للمباراة ذاتها، بحلوله ثانياً في المجموعة الثانية خلف ألمانيا، ثم تفوقّه على منتخب البرتغال بطل أوروبا في نصف النهائي بركلات الترجيح 3-صفر بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. دخل المنتخب الألماني البطولة بفريق الصف الثاني، إذ يغيب عن صفوفه أبرز نجوم المنتخب الذي توج بكأس العالم 2014، ويعتبر الشاب يوليان دراكسلر نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، أبرز لاعبي التشكيلة الحالية للمدرب يواكيم لوف. أما منتخب تشيلي، فيشارك في البطولة بتشكيلة مدججة بالنجوم، يتقدمهم نجم أرسنال الإنجليزي ألكسيس سانشيز، ونجم بايرن ميونخ الألماني أرتورو فيدال، إضافة إلى مجموعة رائعة من اللاعبين الذين ساهموا بقوة في تتويج تشيلي ببطولتين متتاليتن في كوباأمريكا "2015 و2016". منتخب تشيلي يبدأ المباراة بنوايا هجومية واضحة، أرانجيز يستغل ثغرة في دفاع المنتخب الألماني، يمرر لفيدال الذي سدّد باحثاً عن الشباك، لكن تير شتيجن منعه من التسجيل. وظل منتخب تشيلي لأكثر من 10 دقائق على انطلاق المباراة، يعتمد أسلوب الضغط العالي والضغط على حامل الكرة، مما سبب ارتباكاً لدى عناصر المنتخب الألماني، الذين يعتمدون على أسلوب الاستحواذ والتمريرات القصيرة. واستعرض بطل أمريكا الجنوبية، عضلاته أمام أبطال العالم، حيث سدد فيجال كرة ماكرة، أبعدها تيز شتيجن، لتصل علي طبق من ذهب أمام ألكسيس سانشيز، الذي فشل في وضع الكرة في الشباك الخالية من حارسها. وعلي عكس سير اللقاء، تقدمت ألمانيا من خطأ قاتل للتشيلي مارسيلو دياز، في الدقيقة 20 من الشوط الأول، الذي ارتبك أمام مرمي بلاده وحارسه كلاوديو برافو، ليستغل فيرنر الموقف واقتنص الكرة ثم مرّرها لشتيندل الذي افتتح التسجيل للماكينات الألمانية. وواصل دفاع منتخب تشيلي، ارتكاب الأخطاء، حيث مرر رودي باتقان لجوريتسكا، الذي سدّد بيمناه، ولكن الكرة مرت بجانب مرمى برافو، وقبل لحظات على نهاية الشوط الأول، منح جونزالوا يارا، هدية أخرى لدراكسلر، الذي مرّر كرة جميلة لجوريتسك،ا الذي حاول إضافة الهدف الثاني، لكن الحارس التشيلي المتألق برافو، يمنع اهتزاز شباكه مجددا، لينتهي الشوط الأول بتقدم الماكينات الألمانية، بهدف نظيف. واستعان الحكم الصربي ميلوراد مازيك، بتقنية الفيديو، ليشهر البطاقة الصفراء لمدافع منتخب تشيلي جونزالو يارا، إثر تدخله بالمرفق على فيرنر، فيما واصل الدفاع الألماني في الذود عن مرماه أمام محاولات ألكسيس سانشيز ورفاقه. وواصل لاعبو تشيلي بحثهم عن هدف التعادل، وسدد فارجاس كرة زاحفة في أحضان تير شتيجن، وأستمر حارس برشلونة الإسباني في التألق، بعدما حول تسديدة فيدال القريبة إلى ركنية، وسط مطالبات تشيلية باحتساب ركلة جزاء لألكسيس سانشيز، لتنتهي المباراة بتتويج ألمانيا بكأس القارات، للمرة الأولي في تاريخها. وأجريت قبل بداية اللقاء، مراسم حفل ختام البطولة، الذي أستمر 20 دقيقة، وتخلله فقرات مختلفة، من رحلة في التاريخ، والتراث والفن والموسيقى والرياضة. وفي نهاية الحفل، خرج الظاهرة رونالدو البرازيلي مع كأس القارات إلى أرضية الملعب، الذي أعرب عن سعادته بالمشاركة في حفل ختام النسخة العاشرة من البطولة، قائلا: "أنا سعيد جدا بعودتي مجددا لبطولة كأس القارات، ولكن الأهم، العودة إلى روسيا أمر رائع للغاية، ليس لدي أدنى شك بأن روسيا ستقدم تنظيما رائعا لكأس العالم في العام المقبل". وسجل رونالدو ثلاثة أهداف، في نهائي نسخة 1997 أمام أستراليا، ليتوج بلقب هداف تلك البطولة برصيد 7 أهداف، علما بأن البرازيل تعتلي عرش المنتخبات الفائزة بلقب البطولة، برصيد أربعة ألقاب، أعوام 1997 و2005 و2009 و2013، فيما يأتي المنتخب الفرنسي في المركز الثاني بلقبين عامي 2001 و2003، فيما أحرزت منتخبات الأرجنتين والمكسيك والدنمارك أحرز لقب البطولة مرة واحدة أعوام 1992 و1999 و1995 على الترتيب.