تعتبر العلاقات الدولية جد متشابكة ومعقدة في ظل الأزمات الدولية من حروب ومجاعة وحصار...التي تدخل من ضمن ها الأزمة الخليجية والتي عصفت دفعت ثلة من الدول "السعودية، الإمارات، البحرين، مصر، جزر مالديف، ليبيا، موريتانية..." إلى مقاطعة قطر ومحاصرتها إقتصاديا وإعلاميا ،وذلك من خلال حجب المواقع التابعة لقناة الجزيرة القطرية وإغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية أمام المتجهين نحو قطر أو المسافرين منها نحو الدول المقاطعين لها... وذلك بمباركة الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوى أن قطر تدعم الإرهاب في حين تبقى هذه الأخيرة بريئة براءة من التهم الموجهة إليها حسب قول أميرها وبعض فقهاء الأمة... أمام مد وجزر للأزمة الخليجة وجد المغرب نفسه هو كذلك محاصر بين مياه العاصفة، هل يلبي دعوة آل سعودية ويقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وهي التي قدمت له هبة 136 مليون دولار سنة 2014 و 1,33مليار دولار كدعم لمخطط المغرب الأخضر...الخ من الهبات التي استلمها المغرب من قطر ؟، أم يلبي نداء السعودية التي قدمت له كذلك الكثير من الدعم المالي للإنجاز مشاريع تنموية وتعتبر هي كذلك حليف جد مهم للمغرب؟، لكن هذا الأخير رغم وقوفه وسط الأزمة محاولا إيجاد حل يناسب كل الأطراف، وكان في صالحه ذلك ، ورغم كل تلك الوساطة وبيان وزارة الخارجية، فلم يكن في صالحه إرسال مساعدات لقطر رغم أن هذه المساعدات تدخل في إطار ما هو إنساني أخوي والذي تنهجه المملكة المغربية مع كل الدول، الخليج ليس هو إفريقيا، فهذه الأخيرة لا يوجد فيها أعداء للوحدة الترابية إلا قلة قليلة، أما دول الخليج والشرق الأوسط فهم يمثلون العالم بأسره ويمثلون الدول الاقتصادية والإعلامية الكبرى، عكس القارة الإفريقية، التي ليس لها إي قوة اقتصادية أو اقتراحية تؤثر في الخريطة العالمية، فإذا تدخل المغرب في الأزمة الخليجية فسينهزم دبلوماسيا وستنقلب عليه الطاولة بما يضر مصالحه، وهذا ما أعلنت عنه قناة "أبوظبي" التي قامت مباشرة بعد وصول المساعدات المغربية إلى قطر ببث خريطة المغرب بدون صحرائه. فإذا خسر المغرب السعودية فإنه سيخسر الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وإذا خسر قطر فإنه سيخسر تركيا، في ظل صمت الدبلوماسية البرلمانية المغربية التي إختارت الصمت ولم تحرك ساكنا إتجاه الأزمة الخليجية تاركة القلم في يد الدبلوماسية الرسمية في الوقت الذي سارع فيه حوالي 31 برلمانيا إلى الإعلان عن مبادرة من أجل دعم قطر... فالخليج ليس هو إفريقيا فلكل جسر دبلوماسيته الخاصة به. [email protected]