في الوقت الراهن بدء معظم المصريين ينفضون عن الثورة المجيدة التي لا تزال مستمرة حتى الآن وأخشى أن تتحول بمرور الأيام تلك الثورة إلي هوجة تشبه في كثير من جوانبها هوجة عرابي . درسنا قديماً في المرحلة الإعدادية عندما كنا نحفظ الكلمات دون فهم أن من أسباب فشل الثورة العرابية منشور السلطان العثماني بعصيان أحمد عرابي في 9 سبتمبر 1882 وكان ذلك المنشور سبب الفشل الأول وكما تعلمنا أيام التلمذة أن هذا المنشور أدي إلي انفضاض الناس عن الزعيم أحمد عرابي حتى الجنود أصبحوا يعتقدون أنهم لو ماتوا ليسوا شهداء ولم يحصلوا علي الجنة ولن يكونوا أحياء عند ربهم يرزقون و اعتقدوا أنهم سوف يكون مثواهم النار لأنهم عاصين للسلطان خليفة الله في الأرض . ولأنني أقابل وأسمع كثيرا من أفراد الشعب المصري يلعن ويسب في الثوار ويلعن أي معتصم ويريد البعض أن ينقض الجيش المصري عليهم وينهي عليهم جميعاً ويكسر شوكتهم والبعض الأخر يريد أن ينفض من تلك الثورة التي ما جلبت إلا الفوضى فبدأت أسأل في نفسي هل في زماننا نريد إثبات أن المعتصمين يحرقون البلاد وأنهم بلطجيه يتلقون تمويلات خارجية حتى يتأكد للشعب لماذا يتم إستخدام العنف ضد المعتصمين والثوار وحتى ينفض الناس عن الثورة ؟ ما زال حب مصر يربط بيننا إذا كان لديك دليلاً علي أن هناك بلطجية اقبض عليهم جميعا وحاكمهم محاكمة عادلة إذا كان لديك دليلاً علي أن هناك أيادي خفية تريد العبث بمقدرات الوطن الذي أقسمت علي حمايته وحمايتها فكما كشفتها اكشفها للرأي العام حتى تطمئن قلوبنا فنحن ومعنا مفتي الديار المصرية نريد الحقيقة !. لا أريد وبعد إحساسي وإحساس الشعب المصري بلذة العزة والكرامة أن يتحول إهدار الدم المصري إلي شيء عادي ويصبح هتك الأعراض مألوف وسحل كل المتظاهرين شرف والتبول علي من يطالب بحقه دليلاً علي المجد لا أريد أن أري امرأة تسحل أو طبيب يقتل أو شيخ يموت . كنا نربأ بك أن تضع نفسك في موقف المتهم وأن تتدخل جنودك لفض إعتصامات كنا نخاف عليك من أن تغرس كرهاً في نفوسنا فلا تجني إلا حقداً وناراً لا نريدك أن تتعامل مع بلطجية لفض الإعتصامات مثقفي مصر قادرين علي حل الأزمات التي وضعت نفسك فيها بمحض اختيارك لا نريد أن نسمع العامة عند رؤية مشهد القتلى يقولون يستأهلون بلطجية وليسوا شهداء لا نريدها هوجة يا سيادة المشير بل نريدها ثورة علي الظلم . ولمصر رب يحميها