نشتم رائحة العفن حين نقترب من بعضهم وهم يتحدثون .. ركزت وانا اسير فى طرقات مصرنا المحروسة وفى مؤسساتها وشممت رائحة العفن فى كل مكان بادرت بالسؤال الى نفسى من اين يأتى هذا العفن ؟ فى الشوارع عفن وفى وسائل المواصلات عفن فى المدارس عفن وفى جامعاتنا عفن ...عفن باشكال كثيره عفن العصبية الزائده عن الحد ...عفن الشتائم فى كل مكان بخاصة فى المدارس ولا اكون مبالغا اذ صارت صدمتى داخل الحرم الجامعى شتيمه والفاظ وكلمات خادشه للحياء بين اناس مفترض فيهم انهم صفوة المجتمع وممثلى العلم والثقافه سلوكيات غريبه تشرزم فى كل مكان قلة حياء وتبجح من شباب صغير واطفال تجاه كهل وشيخ كبير عدم تورع من صغير تجاه الكبير ...عفن فى كل مكان ...اين منى حينما كنا صغارا كنا نتورع ان نلفظ بكلمه امام كبير او معلم فى المدرسه او الاخ الصغير امام الكبير كان الاخ الاصغر لا يجرؤ ان يدخن سجارته امام اخيه الاكبر واليوم ارانى مدرسا فى حصص الدروس الخصوصيه وما ادراك واذ بالاستاذ يخرج علبة سجائره الخاصه ويقوم بتحية طالبه او قل زبونه الذى يتربح منه ولا اقول ذلك على الكل الا من رحم ربى .. وقس على ذلك الصغير الذى لا يقوم لكبير فى وسائل المواصلات واحدهم والذى تنازل عن كل معنى للشهامه والرجوله وتراه لا يختشى من ان يرفع لا صوته فقط بل يديه على امرأة ...عفن فى كل مكان عفن على صفحات الجرائد بحوادث خطف واغتصاب وزنا محارم من يوقف رائحة العفن فى كل ارجاء المحروسه والكثير لم يذكر لاجل عدم الاطاله ظللت افكر وابحث عن مصدر العفن الى ان قرأت مثلا المانيا يقول ان السمكه حين تتعفن تبدأ من الراس اولا .. وهنا وقد توقفت وفكرت اذا رائحة العفن تصدر من الرأس وفى الراس يشار الى العقل حيث مخ الانسان وهو الجهاز المسئول عن كل ما يصدر ونعرف ان العقل والقلب يشتركان فيما يصدر عنا من افعال وتصرفات وكلمات فمن فضلة القلب يتكلم اللسان واذا كان عقل الانسان نيرا استنار القلب بنور العقل واستنار العقل بطهر القلب وحسن التصرف وخرج اللفظ نقيا كما فى القلب يكون اللسان وهنا ونرجع للعقل الذى يمثل مركز التحكم فى الانسان وبحسب تغذية العقل يكون النطق فاذا ما تغذى العقل بكلمات الخير صار القلب كله خيرا واذا ما تغذى العقل بمبادىء الرقى صار التصرف راقيا وهكذا يحاسب كل مسئول عن تغذية العقل وكل مسئول عن سبب تعفن عقول المصريين بأفكار التطرف والفاظ البذاءة والخلق المتدنى وليراعى كل مسئول عن تغذية العقول ضميره وربه فى العباد المدرس فى مدرسته والوالدين فى البيت ورجل الدين فى المسجد والكنيسه ,,وكلنا مسئولون للقضاء على رائحة العفن فى كافة مناحى حياتنا ..وللحديث بقيه اذا كان فى العمر بقيه