في ذكري استشهاد الرمز أبوعمار رحمه الله تم التوقف برهة من التفكير الجاد في تحويل تلك الذكري لمدخل وطني فلسطيني يجسد في الحقيقه انعطافه جديده ترتقي لمستوي تلك الذكري العطرة العزيزة علي قلوب الشعب الفلسطيني والعالم الحر وأيضا تساهم في تجديد أواصر العمل الوطني الفلسطيني بشكل عام والدبلوماسيه الفلسطينيه بوجه خاص لتأطير تلك المؤسسه الدبلوماسيه بشكل نقدي وعلي أسس علميه بما يخدم الصالح العام وتحقيق أهداف السياسه الخارجيه .. فالعمل الدبلوماسي الفلسطيني شكل استثناء بالمقارنه مع نظيرتها من دول العالم التي استقلت وتم الاعتراف بها ..واستثناء العمل الدبلوماسي الفلسطيني جاء نتيجة نشوئه وتطوره بشكل مختلف بالمقارنه مع دول العالم ومن جهة أخري عمله داخل أراضي الغير ... فالدبلوماسيه الفلسطينيه احتلت موقعا ونجاحات مرموقه علي صعيد العلاقات الدوليه من خلال كسب الراي العالمي والاصدقاء بعد تفجير الثورة الفلسطينيه بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني وارتقت مستوياتها خلال الانتفاضه الأولي المباركه الأمر الذي انعكس بشكل ايجابي ومتميز علي أدوار وأهداف العمل الدبلوماسي الفلسطيني باعتباره يمثل الوجه النضالي للقضيه الفلسطينيه في العالم .. الامر الذي يدعو التنويه حول أهمية الدور الوطني الدبلوماسي بادارة البعثات الدبلوماسيه الفلسطينيه في العالم .. من جهة أخري الولوج الي الاشكالية الأولي المتمثله بايجاد الاليات الحديثه في تجديد أواصر مؤسسة البعثات الدبلوماسية الفلسطينيه في العالم كمهنه حرفيه ومدي التزامها بالقواعد القانونيه التي تنظم الدبلوماسيه الفلسطينيه ومدي فاعليتها الرسميه وخدمة الجاليات الفلسطينيه ومدي كفاءتها في رفد التوجه السياسي للقيادة السياسيه بنقل الصراع داخل أروقة الأممالمتحده والمنظمات الاقليميه ..والاشكالية الأخري دراسة معمقه للمنهجية العلميه كاليه لتطوير المؤسسه الدبلوماسيه وتشريعاتها الناظمه ... ان تطور خطابنا السياسي الوطني يتسق مع تطور القيادة السياسيه في الرؤي وتوضيح الأهداف باليات حديثه علي أسس علميه وفي نفس السياق علي مدي تطور الرؤي الشعبيه في القدرة علي تقديم معاناتها وامالها الحياتيه والوطنيه وباطلاق المبادرات الخلاقه وابراز الكفاءات للمستوي السياسي القيادي ... ومن هذا المنطلق نحاول الاطلاله علي أهم حلقة في الجسد الفلسطيني المتمثله بالعمل الدبلوماسي الفلسطيني والذي صدرت التشريعات الناظمه لعمله بقرار 13/2005 والذي أقره المجلس التشريعي في جلسته المنعقده 25/8/2005-رام الله وصدوره بتاريخ24-9-2005- والهدف ضبط العمليه الدبلوماسيه الفلسطينيه باطار تشريعي يعالج اقامة وتمتين علاقات فلسطين مع المجتمع الدولي ومن جهة اخري تمثيل مصالح الرعايا الفلسطينيين في العالم .. فلقد نصت الماده 36(رئيس وأعضاء التمثيل القنصلي مكلفون بمساعدة وحماية مواطنيهم المتواجدين في دائرة اختصاصهم ورعاية مصالحهم وعليهم أن يحافظوا علي المصالح الفلسطينيه وتنميتها تحت اشراف رئيس البعثه الدبلوماسيه في الدول المعتمد لديها )...ان رئيس البعثه الدبلوماسيه الفلسطينيه المعرف بالسفير في الفصل الأول –منطوق المادة الأولي والمعين من قبل الرئيس بناء علي تنسيب الوزير ...يقع علي عاتقه ادارة البعثه الدبلوماسيه كونه وجه القضيه الفلسطينيه وفي حال الاجماع تمثل القضيه الفلسطينيه من قبل سفراء فلسطين في المجتمع الدولي ...الأمر الذي استدعي النقد الايجابي وبشكل علمي لدور السفراء الفلسطينيين في الاتي : أولا : مدي التزامهم في تنفيذ النظام والتشريع الدبلوماسي الفلسطيني ثانيا: دورهم في خدمة وتمثيل مصالح رعاياهم بكل كفاءة واخلاص ثالثا: دورهم الوطني لجهة المعرفة الحقيقيه لدقائق وتفاصيل معاناة الشعب الفلسطيني رابعا : فاعليتهم للمساهمة الكفؤة في صناعة القرار السياسي الفلسطيني في المحافل الدوليه فالمعطيات الأربعه سالفة الذكر تساهم في صناعة دبلوماسية حديثه في حال ارتباطها بمعامل المنهجيه العلميه فكرا وسلوكا لرئيس وعناصر طاقم البعثة الدبلوماسيه .. فالمادة 16من القانون الدبلوماسي الفلسطيني( شرعت بانشاء برنامج تدريبي بالوزارة ويرأسه أحد موظفي السلك بمرتبة وزير يعينه الوزير .. يهدف الي اعداد الدبلوماسيين الجدد المقبولين للعمل بالوزارة ورفع مستوي أداء العاملين بالسلك )......والمادة10/(بقرار من الوزير تشكل لجنة تسمي: النظر في مشروعات الأنظمه والقواعد الخاصه بالعمل الدبلوماسي وكذلك ج: تقييم موظف السلك ووضع المعايير لذلك .......الخ)...... فان المادتين 16-10/ يضبط من خلالهما أداء ورقي البعثات الدبلوماسيه أولا: من جهة نظريه وعمليه الأمر الذي يستدعي الاستمرار في النقد الايجابي المستمر عبرالية المنهجيه العلميه لاحداث التطويرات اللازمة في التشريعات والأنظمة الحاكمه للمؤسسه الدبلوماسيه والأخذ بأسباب المنهجيه العلميه في اطار البرنامج التدريبي الدبلوماسي لجهة تطويره .. وانتاج بعثات دبلوماسيه كفؤة تلتزم بالأنظمة وتتمتع بالقدرة علي ادارة انجاز معاملات الرعايا الفلسطينيين بكل اخلاص ... ومن جهة أخري تعزز قدرة السفراء علي ادارة البعثه الدبلوماسيه بشكل مهني عالي الحرفيه والتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني وقضيتنا الوطنيه في الدول المعتمدين لديها وأخيرا علي مساهمة السفراء في صناعة القرار السياسي الفلسطيني في المحافل الدوليه ..... ثانيا: تفعيل الاليه الرقابيه للمؤسسه الدبلوماسيه عبر المنهجيه العلميه ..... وحتي لاتكون دراستنا محض نظريه والانتقال للتطور العملي نأخذ مثالين لتوضيح مدي كفاءة العمل الدبلوماسي وانعكاسه علي قضايا شعبنا العادلة ...... المثال الأول *مدي قدرة المؤسسه الدبلوماسيه في اظهار معاناة الشعب الفلسطيني القاطنين في لبنان للمجتمع الدولي عبر السفراء الفلسطينيين بدعم قضاياهم الوطنيه والماديه وتطوير أداء المؤسسات الداعمه للشعب الفلسطيني *مدي قدرة الدبلوماسيه الفلسطينيه في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في لبنان عبر توظيف خريجي أبنائهم من الجامعات اللبنانيه وغيرها في اطار البعثات الدبلوماسيه الفلسطينيه الأمر الذي ينعكس بشكل ايجابي علي المكونات العائليه الفلسطينيه في لبنان المثال الثاني: ابراز فاعلية السفراء الفلسطينيين لجهة المساهمة في صناعة القرار السياسي الفلسطيني عبر عقد مؤتمر للسفراء يقدم فيه أوراق عمل من قبل السفراء توضح مدي فاعلية السفراء علي صعيد صنع السياسات الاستراتيجيه الفلسطينيه بوجه عام ............... فالمنهجيه العلميه أساس تطور الحضارات والأخذ باسبابها من قبل القيادة السياسيه من الأهميه لانتاج مؤسسه دبلوماسيه فلسطينيه فاعلة التي تنعكس بشكل ايجابي علي مجمل قضيتنا الفلسطينيه العادله .. ومن أهمية المنهجيه العلميه تبرز حالة سأقدمها في العدد القادم .. المنهجية العلميه والطالب الفلسطيني في لبنان .................... يارضاء الله ورضاء الوالدين جهاد البرق باحث دكتوراة في القانون الدولي العام