أجرى الحوار : هدى رأفت صناعة الأسمدة تدعم التنمية الإقتصادية والإجتماعية فى الدول المنتجة 100 مليون طن إجمالى إنتاج الأسمدة بالمنطقة عام 2015 والصادرات منها 58 مليون جنيها العالم العربى يستحوذ على 35% من سوق اليوريا العالمية الإتحاد تبنى مبادرة القوافل الزراعية بهدف الوصول للفلاح فى أرضه نظمنا قوافل فلاحية فى مصر لإرشاد المزارعيين ودعمهم صحيا تفعيلا للمسئولية المجتمعية لشركات الأسمدة 30% حصة المنطقة من المخزون العالمى للغاز و70% من مخزون صخر الفوسفات سابك السعودية دشنت القافلة الزراعية بأربعة مدن خريطة القوافل القادمة تشمل سلطنة عمان ومصر وتونس والمغرب والسعودية ----------------------------- هدى رأفت -----------------------------
صناعة الأسمدة من أهم الصناعات التى تعتمد عليها دول العالم بشكل عام لأنها العنصر الأساسى للأمن الغذائى للدول . مرت الصناعة هذا العام فى جميع دول العالم بالعديد من المشكلات نتيجة للضغط الدولى على المنتج الذى إرتفعت أسعاره نتيجة لإرتفاع الخامات بالدول المنتجة ومنها إرتفاع سعر الوقود والغاز وإرتفاع المعدات والأجهزة والخامات واسعار النقل وغير ذلك من مشكلات التى أصابت البلدان العربية رغم ماتملكه من موارد طبيعية لإنتاج السماد الأوزوتى بوفرة . حول هذا الملف وهذه التحديات كان ل " شباب مصر " هذا الحوار مع رئيس الإتحاد العربى لصناعة الأسمدة بالعالم العربى ومصر الكيميائى سعد أبو المعاطى
حدثنا عن وضع إنتاج وتصدير الأسمدة فى قلب المنطقة العربية ؟ قطاع الأسمدة العربية إستطاع أن يرسخ مكانته فى السوق العالمية نتيجة لوفرة المواد الخام بما فى ذلك الغاز الطبيعى وصخر الفوسفات والبوتاس مشيرا إلى أن صناعة الأسمدة تمثل عوائدها أهمية كبيرة فى إقتصاديات البلدان العربية المنتجة والمصدرة للأسمدة وخاماتها حيث تساهم عوائدها بدون شك فى دعم التنمية الإقتصادية والإجتماعية فى الدول المنتجة حيث بلغ إجمالى الإنتاج من الأسمدة وخاماتها فى المنطقة العربية فى عام 2015 مايزيد عن 100 مليون طن والصادرات تجاوزت 58 مليون طن . كما أن حصة المنطقة العربية وحدها تمثل 30% المخزون العالمى من الغاز ومايقارب من 70% من مخزوف صخر الفوسفات . كما يستحوذ العالم العربى على مايقارب من 35% من سوق اليوريا العالمية . 64% من تجارة صخر الفوسفات 42% من السوبر فوسفات الثلاثى 58% من حامض الفوسفوريك . 38% من DAB . 7% من البوتاس . 30% من الصادرات العالمية للكبريت . هذا بالإضافة إلى زيادة أهمية المنطقة العربية فى المستقبل . لدخول وتدشين العديد من مشاريع الأسمدة بالمنطقة العربية فى الفترة الحالية .
ماذا عن مبادرة القوافل الزراعية التى يتبناها الإتحاد مؤخرا ؟ أخذ الإتحاد العربى للأسمدة على عاتقة الإهتمام بالقطاع الزراعى وأهمية الوصول إلى المستفيد الحقيقى من صناعة الأسمدة واللاعب الفاعل فى توفير الغذاء والكساء وهو الفلاح العربى . ومن هنا تبنى الإتحاد مؤخرا إنطلاقا من المسئولية المجتمعية لشركات صناعة الأسمدة أعضاء الإتحاد فلقد تبنى الإتحاد العربى للأسمدة مبادرة القوافل الزراعية بهدف الوصول إلى الفلاح فى أرضه للتعرف على مشاكلهم الحقيقية ودعمهم وتزويدهم بكل ماهو جديد فى الأساليب والنظم الزراعية الحديثة التى تهدف للممارسة المثلى لإستخدام الأسمدة والإدارة الرشيدة للعناصر الغذائية للنبات بتطبيق المصدر الصحيح للكمية الصحيحة فى الوقت المناسب والمكان المناسب . والوصول لأعلى إنتاجية زراعية وتوطيد العلاقة مابين صناع الأسمدة والمزارعيين . كما تتميز القوافل ببعدها التعليمى من نشر التطبيقات الزراعية الجيدة وتحليل أنواع التربة وحث الفلاح على ترشيد إستخدام الأسمدة والممارسات الجيدة من أجل تحسين مستدام للإنتاجية الزراعية .
ومن أين جاءت فكرة القوافل الزراعية وكيف إستفاد الإتحاد منها ؟ إستفاد الإتحاد العربى للأسمدة وشركاته الأعضاء من التجربة المغربية " القوافل الفلاحية " التى نظمها المجمع الشريف للفوسفات التى أخذت على عاتقها مهمة إيصال مصانع الأسمدة وخبرائها للفلاح فى أرضه مباشرة . وتميزت بالأخص ببعدها التعليمى على مستوى نشر التطبيقات الفلاحية الجيدة وحث الفلاحيين على إستعمال مرشد للأسمدة وتهدف هذه القوافل إلى تحليل أنواع التربة والممارسات الجيدة من أجل تحسين مستدام للمردودية الفلاحية المغربية . بالإضافة إلى قافلة طبية وإستفاد مايزيد عن خمسة آلاف طفل زارتها قافلة OCP من فحوصات طبية للعيون وحصص للعناية بصحة الأسنان والفم وعلاج الكثير من الأمراض . وقام الإتحاد العربى للأسمدة بنقل التجربة المغربية إلى مصر فقامت إحدى الشركات الأعضاء فى الإتحاد العربى للأسمدة وهى : شركة إيفرجرو بتسيير أول قافلة زراعية فى مصر حيث طافت سيارات القافلة القرى الزراعية والمكونة من أكثر من ثمانى سيارات مجهزة بورش عمل متنقلة مدعومة بأفضل معمل تحاليل التربة والمياه لتجوب أربعة محافظات هى : القليوبية والغربية والمنوفية والبحيرة وإلتقت بالمزارعيين لإرشادهم وتوعيتهم لإستخدام الأسمدة بطريقة مرشدة لزيادة الإنتاجية الزراعية والمحافظة على البيئة عن طريق عدم الإسراف بالإضافة إلى توعية المزارعيين بعدم إستخدام المبيدات الزراعية المغشوشة والتحذير من إستخدامها . كما صاحبت القافلة الزراعية قافلة أيضا صحية لفحص مرضى الفيروسات وذلك نموذج مثالى لتفعيل المسئولية المجتمعية للشركات بما يمس حياة الفلاح اليومية وأسرته من أجل تدعيم أواصر الإرتباط مع الشركات وبناء جسور الثقة بين الفلاح وصناع الأسمدة حيث تم إجراء الكشوف الطبية عليهم وعلى أسراهم لعلاجهم على نفقة الشركة وأقيم على هامش القافلة معرضا ضم عدد من شركات الاسمدة العربية حيث تعرفوا عن قرب على المزارعيين وقاموا بالتواصل معهم والرد على تساؤلاتهم وقاموا باهدائهم حصص من الأسمدة .
لماذا ذهبت القافلة للملكة العربية السعودية وأين تم تفعيلها ومن يقوم بتمويلها ؟ قام الإتحاد بنقل تجربة القوافل الزراعية التى بدأها مجمع الشريف للفوسفات OCP إلى المملكة العربية السعودية ونظمتها شركة سابك وهى أحدى الشركات العربية الكبيرة المنتجة للأسمدة وهى شركة عضو بالإتحاد بالشراكة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة وبالتعاون مع الإتحاد العربى للأسمدة حيث قامت بتسيير عدد أربع قوافل بالمملكة بمختلف المناطق الوطني المعروفة بزراعة النخيل فى منطقة الرياض والإحساء والقصيم والمدينة المنورة . ثم صارت أول قافلة زراعية سعودية لتوعية المزارع بالإستخدام الأمثل للأسمدة وتعد قافلة سابك أول قافلة إرشادية زراعية لرفع كفاءة وخبرة المزارعيين وإيجاد الحلول لمشاكلهم فى مجال إنتاج ورعاية النخيل بمناطق النخيل الرئيسية بالمملكة العربية السعودية . كما قامت تلك القوافل الزراعية السعودية بفتح ورش خاصة للفلاحيين . لتعليمهم كيفية العناية بالنبة منذ مراحلها الأولى من بداية الزراعة وتحضير الأرض وزراعة فسائل النخيل وجميع مراحل الزراعة مستخدما الطرق الحديثة من تكنولوجيات حرث الأرض وغرسها والطرق السلمية للرى الحديث بالتنقيط . أوالرش . بالإضافة إلى قيام الخبراء بتدريب الفلاحين على التعريف بأنواع الفسائل قبل نضوجها وحصاد الغلة وجمعها ثم طريقة تسويق المنتج الزراعى ومنع تلفه وهدره وتقليل الفاقد وتخصصت القافلة فى مجال زراعة النخيل فالمملكة العربية السعودية تمتلك نحو 28 مليون شجرة نخيل وتولت القافلة طرق التوعية والإرشاد من أجل زيادة محصول التمر بالمملكة وقد رافقت القافلة العديد من الفعاليات الأخرى إجتماعية وإقتصادية وتربوية وصحية .
وماذا عن مردود القافلة للفلاح السعودى ؟ القافلة تمت برعاية شركة سابك أكبر شركات الأسمدة والمنتجات الأخرى فى المملكة والوطن العربى وبالتعاون مع وزارة البيئة والزراعة والمياه بالسعودية . وبالتنسيق مع الإتحاد العربى للأسمدة وأثمرت عن نجاحات كثيرة وتميزت فى جميع جولاتها فى محافظات المملكة ومن الأشياء المؤثرة أن بدأ الفلاح وعائلته بالسعودية يعرف دور الإتحاد وأنه يستفيد من إمكانيات الإتحاد التى ينقلها من المغرب العربى إلى الخليج العربى وهى إحدى إنجازات القافلة .
وماذا عن الخطوة القادمة للقافلة العربية التى يرعاها الإتحاد ؟ المرة القادمة بسلطنة عمان ثم تونس ثم نعود مرة أخرى لمصر ثم بعد ذلك للملكة المغربية فالقافلة الأولى فى مصر هى نقل الفواكة والخضروات وفى السعودية للنخيل أما فى سلطنة عمان ستكون للخضروات والفواكة . وفى تونس للحبوب والزيتون وهكذا ستكون القوافل متخصصة فى نوع معين من الزراعة لموسم معين من الزراعة ففى بلد معين ثم نعود مرة أخرى للسعودية لعمل قوافل لمحاصيل أخرى . وجدير بالذكر أن السعودية أصبحت الآن متقدمة جدا فى قضية زراعة أشجار الزيتون وتحقق الإكتفاء الذاتى وتصدر من إنتاجها الفائض وهى اليوم الدول المنتجة والمصدرة للزيتون مثل تونس والمغرب . لذلك فإنها تستحق القافلة الزراعية . وسنذهب قريبا بالقوافل للدول التى لاتنتج الأسمدة مثل السودان وموريتانيا والصومال واليمن وجيبوتى . نعرفهم إنتاج الأسمدة التى تنتجها الشركات بالوطن العربى ليكون هناك إكتمال إقتصادى زراعى عربى .
ومن يقوم بالإرشادات والتوعية للفلاحين بالقوافل ؟ هل عن طريق خبراء أساسيين يتم الإعتماد عليهم ؟ أم من خلال شركات الأسمدة بالدول التى تتواجد بها القوافل ؟ الإتحاد العربى للأسمدة بدأ بتدشين أول تجارب القافلة بمجموعة من الخبراء بمجموعة العمل الزراعية التى أنشأها الإتحاد العام الماضى ومراكز البحوث العربية ومن المعهد الدولى للمخصبات IPNI بالإضافة للخبراء من الشركات ومن الدول العربية للإستفادة من خبراتهم فى المجالات الزراعية .
وماهى النتائج التى أثمرت عنها هذه القافلة الزراعية فى البلدان العربية التى جرت فيها ؟ أؤكد أن هذه القوافل الزراعية أزالت الكثير من العوائق بين الفلاح وصناع الأسمدة وألغت الحلقات الزائدة والوسيطة فيما بينهم كما قامت القوافل بمهمة التقريب والتعاون بين القطاعين العام والخاص المنتج للأسمدة وصناعتها وعلى مستوى الزراعة والمزارعيين . والتواصل بين صناع الأسمدة وبين الجمعات والإتحادات والمؤسسات الزراعية وكافة المنظمات المهتمة بانتاج الأسمدة والمحاصيل وبين وزارات الزراعة والبحوث والمعاهد والجامعات الزراعية التى تدرس المواد المتخصصة فى الزراعة أكاديميا .
وماهى المشكلات التى يعانى منها الفلاحيين وتقوم القافلة بالمساهمة فى حلها بالدول التى تزورها القوافل ؟ لدينا قضيتين أساسيتين المساد يعتمد على مؤثرات كثيرة منها نوع السماد . ثم أين يوضع هذا السماد وكيفية وضعه بالكميات المطلوبة والنظام فى إستخدام السماد وهكذا يتعرف المزارع على نوع السماد المطلوب للمحصول ففى القافلة يوضح المرشد للفلاح الممارسة المثلى لإستخدام الأسمدة والإدارة الرشيدة للعناصر الغذائية للنباب بتطبيق المصدر الصحيح للكمية الصحيحة فى الوقت المناسب والمكان المناسب . فى الوصول لأعلى إنتاجية زراعية . ويتعرف أيضا على سبب المرض الذى يصيب الإنتاج وكيفية التغلب على تلك المشاكل التى تؤدى إلى قلة الإنتاج لذا تعود الجولة والقافلة بالنفع للزراعات والفلاحيين ولتفادى الخسائر والكلفة .
هل نستطيع أن نؤكد أن هذه القوافل تحد من بعض المشكلات التى كان يعانى منها الفلاح للزراعات فى القطر العربى من الخسائر وقلة الإنتاج وغير ذلك ؟ من المؤكد أن القوافل تلعب دورا بالإضافة إلى شئ مهم وهو كيف يستطيع الفلاح تقليل نسبة الفاقد فى منتجه الزراعى من المحاصيل فالخبراء يذهبون إلى الفلاح فى موقعه وعلى الأرض يتم معرفة السبب فى المشكلة وكيفية علاجها ولتفادى الخسائر ويتم توعيته بالوسائل الأنسب والأفضل فى كيفية التعامل مع مشاكل المحصول الزراعى .
هل يوجد دعم من وزارات الزراعة فى الدول العربية التى يتواجد القوافل الزراعية ؟ بالطبع القوافل الزراعية التى تجوب البلدان العربية لها أطراف مهمة تتكون عادة من وزارة الزراعة . المنتج والمصنع للأسمدة . الفلاح وجميع ومكونات الزراعة التى يتعامل معها الفلاح ومعاهد وأكاديميات البحوث الزراعية وهذه الأطراف تعمل بتوافق تام وتنسيق مستمر . ففى المملكة العربية السعودية هناك شراكة وتعاون كامل بين وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية وبين شركة سابك للأسمدة وقام الإثنان بدعم مالى وفنى للقافلة التى إستمرت شهرا . وفى سلطنة عمان بدأت التعامل مباشرة مع وزير الزراعة والثروة السمكية بالسلطنة وبالفعل حصل الإتحاد من الوزارة العمانية على موافقة تم إرسالها دبلوماسيا إلى الإتحاد العربى ليقوم بالإشراف والرعاية التى ستتم بالقافلة .
ماذا عن تكلفة القافلة . من يتحملها ؟ لابد أن أنوه بأن الإتحاد العربى لايهدف للربح فالشركات المنتجة للأسمدة أعضاء الإتحاد تتحمل تكاليف القوافل بالكامل وهذا العمل من ضمن مسئولياتها الإجتماعية فتقدم للمجتمع والفلاحين تلك الخدمات وفى المملكة السعودية تحملت سابك هذه التكلفة وتعتمد على نوع المحصول والمساحات المنزرعة وحجم العمل ومدته للقافلة والأرقام لايمكن حصرها وهى ليست كبيرة لأن المردود الإيجابى كبير للغاية والجدوى الإقتصادية منه أكبر .