أحمد يسري عبد الرسول لماذا كَتَبَتْ إليكَ هل أحببتها بهذا الهتاف أخبرني أنك تحبها أصدقني كصدق أشجار الصفصاف وقل لي متى موعد الزفاف واحكي إنك ضحكت عليَّ وأظهر أخيرًا الجفاف * * * حبيبتي كيف من صديقة تغيرين فكيف أنسى يومًا حب الياسمين وهي لم تقل شيء وأنتِ يا سلطانتي كل شيء فإنها ليست خطيئتي فأنا لم أهمس بكلمة أو أكثر أحبكِ يا مَن ينهار على قدميها أريج الكون وحبات المطر فأنا صدَّقت يا سيدتي كل الكلام حين قالوا إن في عينيكِ يسكن القمر فكان أملي أن ارسمهما وإذا فشلت بغير قصد لا تعذبيني فأنا بشر * * * فأنا من السنة المليون قبل النساء أحبكِ حبًا لا معقول فماذا تطلب قطتي كي تصفح عني كي تريني ما في عينيها من أزهار وحقول يا ملكة يأتي من أطراف أصابعها الصيف والربيع وكل الفصول فعندما تلمس قدميكِ المياه ينشطر البحر وترتعد السهول تسيل السيول تدق في إفريقيا الطبول فعندما دمعت عيناكِ يومًا نسيت عيني كطفلة نائمة على مهد عينيكِ وعدت سكرانًا برمشكِ المكحول هل أصبح القانون أن أكون قاتلا وكنت أنا المقتول فأنا من حزنكِ لا أفرق مولاتي بين الفاعل والمفعول ماذا ستخسرين يا أميرتي لو تعطيني ضحكة واحدة من الأحمر الخجول * * * ليتكِ تتركيني أصرخ وأصرخ وأقول ( أحبكِ أنتي ) أرجوكِ إن حدث ذلك لا تصمتيني * * * وإذا تدفقت بحار يدي الزرقاء على رمال يديكِ البيضاء لا تمنعيني * * * وإذا طلبت اللجوء إلى حامي الحمى وحامي العباد رمش عينيكِ الحاد لا تطرديني * * * وإذا تهشمت لعبتي الطفولية على قدميكِ الحريرية فأرجوكِ لا تسحقيني * * * وإذا كتبت على ورق الورد الفواح وعلى خد التفاح ( أحبكِ أحبكِ ) أرجوكِ اقرأيني * * * وإذا نمت على خصلات شعركِ السوداء كطفل لا يدري معنى المساء أتوسل إليكِ لا توقظيني * * * وإذا حملت لعينيكِ العبير وأهديت شفتيكِ حليب العصافير فلا ترفضيني * * * وإذا بعثت لكِ القلب يقول ألف رسالة حب فلا تحرقيه أرجوكِ مولاتي ولا تحرقيني أقبل قدميكِ لا تمزقيه وتمزقيني * * * وإذا رأوكِ تسيرين معي الآن وأسفل قدميكِ الأرجوان يصنع من وردة ألف بستان أسألكِ بالله لا تنكريني * * * أنا وحدي أعطيتكِ اللحظات الغرامية فالعالم يعرف ضعفي أمام الرومانسية وانهياري أما حبيبتي ودمعتها المنسية فكيف تنسي حبيبكِ وأنتِ مرجانة تسبح في عيني البحرية * * * سراج روحي وريحانتي وردة لهفتي ونسمات بستاني صوت عيني ونبض إيماني إذا يومًا أسفل قدميكِ تناثرت وبشوقي الحارق تبعثرت أرجوكِ بيديكِ الحنونة اجمعيني * * * أرجوكِ بعد انكساري انهياري أعزيني * * * وبعد الموت بين رقة ضحكتكِ وشفاهكِ الحمراء ودفني في أعين يملأها الصفاء بقبلتكِ أحييني * * * وحين أقع في بحار عينيكِ الغارقة وأتعلق برموشكِ الجارحة وألمس أظافركِ الذابحة أرجوكِ باسم كل الأديان مولاتي لا تذبحيني ولا تغرقيني فكم غاصت أسفل جفنيكِ الجبال والبحور وهدم ألف قصر وبُنيَّ ملايين القصور ألم تتذكري كيف نامت أعينكِ على أعشاب صدري وكيف استيقظت على أعشاب صدري وكيف سهرت على ضوء بصري فاطلبي الشرطة يا سيدتي كي يحققوا معي في عينيكِ واتهميني بسرقة حدقتيكِ فحلمي أن أسجن طول عمري في سجن يديكِ وأرى وأنتظر كيف ترقص الشمس مع القمر فالقرار التي ستصدره مولاتي بالنفي إلى أبعد الجزر سينفذ بإرادتي سينفذ يا حبيبتي فلا يهمني قرارات إدانتي فانفيني بين ذراعيكِ وعذبي كما تشائين قلبي واجرحي النبض وقيديني جيدًا بأصابعكِ كي تدور بنا كأرجوحة الأرض * * *