صهيب فتحي العسيلي "تكلم لأراك" مقولة للفيلسوف اليونانى الأشهر سقراط .. تُعني إنك غير مرئي إلي أن تتكلم فيعرف الناس وزنك الحقيقي ودرجة ثقافتك وقد قال بعض الحكماء : "همتك تُكرِمك قبل جُلوسك وعلمك يُكرِمك بعد جلوسك ". وأنا أقول " أُكتب لِأراك " فنحن فى هذا العالم الإفتراضى الفايسبوك نقرأ ثم نكتب وهذا هو التغيير الجوهرى بين عصور من سبقونا عندما كانت الآذان هى قناةُ الإتصال الأولى بين البشر وبين عصرنا الحالى حيث صارت العيون لها الأفضلية والسبق ولهذا أنا دائما أقول أن هذا القرن هو قرن الصورة والكلمة المكتوبة ليس عبر الكُتب ولكن عبر الأنترنت والقنوات التليفزيونية عموما ما أريد قوله هنا : هو أن يقوم كل شخص منا بمشاركة ما يتلقاهُ من معلوماتٍ جديدة كل يوم فكُلنا نتعلم كل يوم تقريبا شيئا جديدا , من هُنا وهُناك وخاصة الناس الذين يقرؤون الكتب، فالكثير من الكنوز مازالت مدفونة في الكتب وما نتلقاهُ من التِلفاز أو وسائل التواصل الإجتماعي ماهي إلا توجيه فقط للرأي العام وهذا للأسف جعلنا نعتمد على المعلومات الجاهزة دون الحاجة للتفكير أو البحث عن الحقيقة .. حتى صارت بعض القنوات تصنع الخبر أولا ثم تقوم ببثه كالجزيرة والسى إن إن وكأنهم يطبقون ما قالوه : أيها العرب " لا تفكروا، دعونا نحن نفكر عنكم" ..وهنا الكارثة ..فالإدراك الحسى إدراك طفولى ساذج ..اما الإدراك العقلى فهو الأهم لأنه يبحث وبإراده كاملة خلف الحقيقة وما تُخفيه الصورة وعلاقة الأحداث أو الأشياء ببعضها البعض , إذن :- فلنكن نحن الإعلام البديل ووزارة الثقافة البديلة بشرط توخى الحذر عند نقل الأخبار والتأكُد من صحتها وصِدقها ,وعلينا أن نضع نصب أعيُننا الحديث في صحيح مسلم : " عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " وما أكثر الإشاعات الكاذبة تلك الأيام .. بقلم / صُهيب فتحي العسيلي