مستشار/ أحمد عبده ماهر يستحب السادة الخطباء أن يكفروا كل يوم جمعة، وعلى المنبر، وبأعلا صوت ممكن لهم بل وعبر الميكروفونات. أذكر لذلك مثلا من أقوالهم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه صاحب رسول الله، حيث يروون عنه أنه قال [لا آمن مكر الله ولو إحدى قدماي بالجنة]....ودفاعا عن الله ودفاعا عن أبي بكر وعن دين الإسلام والقرءان... نقول لهم: 1. ليس هناك تحقيق فقهي صحّت به نسبة هذا الكلام لأبي بكر الصديق. 2. أيكون من الإيمان أن تصرّح بأنك لا تثق في الله ؟. 3. وأي آية بالقرءان تلك التي أوعزت إليك قبول أن الله يمكر بالمؤمنين ليسقطهم في النار بينما هو رحمن رءوف رحيم. وتلك المقولة إنما هي أثر عن البعض.... ولم يرق إلى مستوى حديث صحيح ولا ضعيف...لكنه أسطورة عدوانية كاذبة. حيث يقولون: بأن الله أرسل جبريل إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل : يا رسول الله! إن الله يقرئك السلام، ويقول: أقرئ أبا بكر السلام، وقل له: هل رضيت عني؟ فإني قد رضيت عنك. فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبر أبا بكر ، فقال أبو بكر : نعم، ولكن، والله لا آمن مكر الله، ولو كانت إحدى قدمي في الجنة، وإحداها خارج الجنة...وهذا الأثر لا يصح وذلك وفق تحقيق السادة علماء الحديث. ومكر الله دوما خير وللخير...فالله لا يمكر شرًا بأحد، لكن يمكر بالكافرين فقط لوقف عجلة الكفر، ومكر أهل الشر دوما إلى زوال...فالله يمكر بالخير ليزيل مكر الشر..وأين هذا الذي يصيحون به من وجوب حسن الظن بالله حين يقومون برواية ذلك الأثر الشاذ؟.. لذلك وبالبناء على ما تقدم فإن ما يقال على لسان أبي بكر من أنه قال [لا آمن مكر الله ولو إحدى قدماي بالجنة] فهو يتوفر به العقائد التالية: • فهو يتنافى مع عدل الله. • وهو عدوان على أسماء الله وصفاته. • وأنه يضيع أجر من أحسن عملا. • ويتنافى مع رحمته. • وأنه يستبقي السيئات ويمحو الحسنات..وهذا عكس ما جاء به القرءان.. • وفيه عدوان على رسول الله وتكذيب له لأنه سبق وبشّر أبا بكر بالجنة...... • ويتصادم مع القرءان القائل:{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8}... فلابد أن ترى كل أعمالك ولابد أن تمحو الحسنات السيئات وليس العكس كما يروي أصحاب الأثر الكاذب. وتلك الفكرة المدسوسة على الرسول (ص) وعلى أبو بكر رضي الله عنه والتي تتصادم مع القرءان، إنما تُكَرّس لفكرة أن الله يُمكن أن يضيع عملك كله وجهادك كله لأجل خطأ واحد، وهو ما يتنافى مع عدله ورحمانيته سبحانه وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا...وكل ما سبق لا يكون أبدًا من خُلُق الأسوياء فما بالك بأخلاق الله ورحمانيته...إنها عين الجريمة في حق الله. وإن المتعبدين من الذين يستمعون لهذه الطقاطيق والمصطلحات الكلامية ثم لا يستشعرون الغضب... إنما يدلل ذلك الصمت على عدم تفاعلهم مع القرءان... وفقدانهم للإدراك لمعنى صفات الله وأسمائه الحسنى، مما تنتشر به تلك الخرافات عبر الأجيال. ولا يقولن قائل بأن الله قال بأنه لاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ..فذلك ليس لأهل الإيمان.... وبخاصة إن كانوا مبشرين بالجنة من رسول الله...وما عليكم إلا قراءة سياق الآية 99 الأعراف وما قبلها وبعدها لتوقنوا بأن ذلك لأهل القرى الكافرة. وتجد الجميع وهو يطنطن برواية [أصابت امرأة وأخطأ عمر] حين عارضت امرأة أمير المؤمنين عمر وهو على المنبر، لكنهم لا يريدون لأحد أن يعارض الخطيب الذي يقول كلمة الكفر..وذلك من هوان النطق بكلمات الكفر بالمساجد..واللامبالاة تجاه ديننا... فلا يجب أن نجلس بالمساجد فاغري الأفواه بينما نحن لا نعلم ولا ندري مرامي ما يقال حتى لو كان خرفا وهذيانا على المنبر. ------------ مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي