اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سورة الحديد وضًح الله لنا فى سور كثيرة فى القرأن الكريم مغزى الحياة الدنيا , وما هدف وجودنا فيها , وفى هذة الأية يبين الله لنا ما هى الحياة الدنيا , حتى لا تلهينا عن عبادته , وحتى لا ننسى الهدف من وجودنا فى هذة الحياة . لعب _ لهو_ زينة_ تفاخر_ تكاثر ..خمس كلمات فى هذة الأية هى خلاصة ما نعيشة . فمعنى لعب : وهى التسلية , وكل نشاط جسدى (كالعا ب رياضية _سباحة_رماية_ ولعب الكترونية , ....الخ ) ومعنى لهو : هو كل ما يلهى القلب و يشغل النفس , ويشغل الوقت ولا يثمر بخير,من هوى وطرب ونحو ذلك , كالمسارح والملاهى ودور السينما والأندية , والتلفاز , والإنترنت وكل أماكن التسلية . ومعنى زينة : ما ُيتزين به لإظهار جماله , ولإظهار الفرح , كزينة الأعياد , والمناسبات , وتزيين المحال والأسواق , والشوارع , والمنازل , وإرتداء أفخر الثياب . تفاخر : معناها التباهى وإظهار العظمة والكبرياء , والإفتخار والتباهى بالحسب والنسب , والجاه والمنصب , والأملاك . تكاثر: معناها كثرة العدد فى كل شئ : الأولاد , الأموال , الزراعات , الصناعات , البيوت . فالله عز وجل لخص لنا حياتنا الدنيا فى هذه الكلمات : أنها لعب ولهو وزينة وتفاخر بيننا وتكاثر فى الأموال بشتى أشكالها وأنواعها ( أموال_عقارات _ أراضى _ .....) وكذلك تكاثر فى الأولاد . فكل الناس تحب الأولاد , فالمال والأولاد زينة الحياة الدنيا . وأن هذة الحياة الجميلة بكل ما فيها من مغريات ,تبهر العين وتأخذ بالألباب والقلوب , فهى زائلة , فانية . وفى تفسير لإبن كثير : أن الله ضرب مثل الحياة الدنيا بانها زهرة فانية ونعمة زائلة , كالغيث (المطر ) الذى يأتى على الزرع بعد قنوط الناس , ويجعله ينبت , ينمو ويزهر , فيعجب الزراع , فكما الزرع يعجب الزراع بعد الغيث , الكافر تعجبه الدنيا , فى زينتها وبهائها , لأن الكافر أحرص الناس علي الحياة , وأميل الناس لها , فيهياج هذا الزرع ويصفر بعد الإخضرار والنضارة , ثم يصير يابس متحطماً , وهكذا الحياة الدنيا , تكون شبابا , ثم كهولة , ثم شيخوخة . وفى تفسير للقرطبى : إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو , قد يترك الإنسان الجهاد خوفا على نفسة من الموت , فالحياة لعب باطل , ولهو وفرح منقضى . وزينة : فالكافر يتزين بالدنيا ولا يعمل للأخرة , والإفتخار : يفخر بعضكم على بعض , فى الخلقة , والقوة , والأنساب . وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد . وتكاثر فى الأموال والأولاد : لأن عادة الجاهلية أن تتكاثر وتتباهى بكثرة الأموال والأولاد . قال علىٍ رضى الله عنه : لا تحزن على الدنيا , فإن الدنيا ستة أشياء : مأكول , ومشروب , وملبوس , ومشموم , ومركوب , ومنكوح . فأحسن طعامها العسل , وهو بزقة ذبابة , وأكثر شرابها الماء ويستوى فيه جميع الحيوانات , وأفضل ملبوسها الديباج , وهو نسيج دودة , وأفضل المشموم المسك وهو دم فأرة , وأفضل المركوب الفرس وعليها يقتل الرجال , وأما المنكوح فالنساء , وهو ميال فى ميال . وفى الأخرة عذاب شديد ومغفرة , أى الله فى يده العذاب أو يغفر . وما الحياة الدنيا إلامتاع الغرور : أى تغر الكافر بزينتها وشهواتها , أما المؤمن فالدنيا له متاع بلاغ للأخرة , والجنة