مستشار/ أحمد عبده ماهر لقد علم السادة الأئمة والأقطاب والمفسرين للقرءان أن سن زواج الفتاة لا يمكن ضبطه بسن محددة، وانتهوا في ذلك بجواز نكاح الصغيرة ولو كانت رضيعة في المهد لكن لا يطأها زوجها إلا أن تتحمل الوطئ ، وعمدتهم في ذلك آية قرءانية وأحاديث نبوية وردت بالصحاح. فأما الآية القرءانية فهي قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }الطلاق4. فاعتبروا أن قوله سبحانه [وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ] يعني أن هناك عدّة حين طلاق الفتاة المتزوجة التي لم تحيض بعد..... واستدلوا بحديث ورد بالبخاري ومسلم أن رسول الله تزوج عائشة وهي ابنة ست سنوات ودخل عليها وهي ابنة تسع سنوات ومعها عرائسها. فهذا هو ما انتهى إليه سفه السفهاء في فهمهم لآية من كتاب ربنا.....وأحاديث مدسوسة وردت في ملاحق الهوى المسماة بكتب الصحاح، وهذه هي عقليات الضياع الأزهري التي تبعت تلك الجحافل الجهولة ورفعت فكر هؤلاء الأراذل ليكون فقها معظما ويشار لأصحابه ببنان الفخر وعلامات التبجيل. لقد فهموا الآية بفكر وإدراك المرضى لتتناقله أمة جاهلة اسمها الأمة الإسلامية....ففهموها لينتهكوا بها حقوق الطفلة الرضيعة ويتزوجونها ويستمتعون بها تقبيلا وتفخيذا ثم يطلقونها قبل أن تبلغ المحيض...فهكذا سولت لهم أنفسهم فهم القرءان...ولم يستحي المدعو ياسر برهامي أن يقول ذلك على الهواء بالتلفاز بحلقة تليفزيونية على الهواء مع الإعلامي/ وائل الإبراشي. أرأيتم كم أن رءوس الفقه بأمتنا الإسلامية إنما هم مجموعة من المجرمين غير المؤهلين إلا لارتكاب الجرائم باسم الله، لذلك لا تعجب حين يشرعون لك قتل المرتد وقتل تارك الصلاة وقتل الأسرى ...وغير ذلك، بينما يرفعون عقيرتهم بعواء كعواء الذئاب ليقولوا بأن الله أرسل نبينا رحمة للعالمين....فهم لا يدركون بأنهم يتناقضون ويفخرون بالناقض والمنقوض...وأيضا يصرّحون بفخر بأن هذا المنقوع الفقهي المعتوه صادر عمن يسمونهم أهل العلم. ولست أعيب على هؤلاء الأئمة والمفسرين عتههم قدر مؤاخذة واجبة على فقهاء زماني الذين نقلوا لنا ذلك الخبل بكل فخر على أنه فقه لا يأتيه الباطل....أو أنه فقه قرءاني.... فهؤلاء الأقدمين والمحدثين ممن نسميهم علماء لم يفرقوا بين تعبير [واللائي لم يحضن] وتعبير [واللائي لا يحضن]....فالبنات قبل سن البلوغ [لا يحضن] لكن الآية تتناول [اللائي لم يحضن] وهذا يعني أنها كانت تحيض ثم توقف حيضها لسبب عارض كأن تبلغ سن اليأس، أو أصابها مرض قطع طمثها أو لعلها صارت حامل دون أن تتيقن بأنها صارت حامل...وغير ذلك. وهذا يعني بعدم جواز نكاح [اللائي لا يحضن] وهن البنات قبل سن البلوغ....وهذا هو البرهان الأول. أما البرهان الثاني على عته ذلك الفقه الذي يفخر به الأزاهرة فهو قوله تعالى: { وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً{6}النساء. فدل قوله تعالى [حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ] فهو يعني أن هناك سن محددة لبلوغ الفتاة سن النكاح......فنحن نعلم بأن اليتيم هو من مات والده قبل أن يبلغ الإبن أو الإبنة سن البلوغ...لذلك فالآية تضبط سن الخروج من حالة اليتم ببلوغ سن النكاح وهو ما عبّر عنه القرءان بقوله تعالى [حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ]...وهو ظهور دم الحيض للأنثى. وحتى هذه العلامة فهي ليست كافية لتحمل الطفلة مسئولية نفسها، إذ لابد من شرط آخر وهو قوله تعالى [فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً]...فالرشاد شرط من شروط تحمل المرء لمسئولياته فما بالكم بتحمل مسئولية الزواج والإنجاب.....فهذا يعني أن سن زواج الفتاة محدد بعاملين هامين وهما بلوغ النكاح أي المحيض وأن نأنس منها رشدا في التصرفات. فالعار لا يلحق بأقوام كانت لديهم صعوبة ليحصلوا على أوراق مصقولة ليقرءوا القرءان قدر لحاقه بئولئك المحدثين ممن نسميهم فقهاء وعلماء بينما هم لا يملكون من العقل ليكونوا حتى عقلاء لنسمع لهم ممن تسمونهم بأنهم علماء... لذلك لا تعجب حين يضيفون لسقوطهم منحدرات من السقوط الإدراكي كفقههم عن إرضاع الكبير وترتيبهم تحريم يلحق بذلك الإرضاع المحرّم الذي شرعنوه ....وكفقههم بجواز استمرار حمل المرأة لجنينها ببطنها لأربع سنوات ..بل وأكثر...ويصدر ذلك عن أصنام صنعناها يسمونهم بالأئمة الأربعة بينما أرى بأن هؤلاء الأربعة أبرياء من عته المحدثين من فقهاء زماني من المعاتيه الذين يتبنون هذه الأفكار وذلك الفقه وغيره. لذلك لابد من إعادة قراءة القرءان على قوائم حضارية.....وتغيير القاعدة المعرفية للأزهر الشريف ليصير للعقل صدارة وللعلم مكانة في فهمنا لكتاب ربنا. ----------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي