خص الله الإنسان بالعقل الذى هو مصدر وأساس التفكير , والذى سلبه من كل الكائنات الاخرى , فلا نجد حيوان أو طائر أو حشرة , أو حتى نبات له عقل , وإلا ستنافسنا فى معيشتنا , وتشاركنا فى حياتنا , لكن , ميز الله الإنسان بالعقل وفضلة على جميع المخلوقات , بل وجعل كل المخلوقات الأخرى فى خدمته , وسخرها له , بل سخر الكون كله فى خدمة الإنسان . الله لم يميز بين المسلم والكافر فى فضلة ومنًه وعطائه , وجودة وكرمة , وفى تسخير الكون , بل جعلنا متساويين , بل عندما قال "ولقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم " لم يفرق بين المسلم والكافر , وجعل التفريق فى حالة واحدة فقط , (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكيف أكون إنسان , كيف أرتقى لدرجة الإنسانية التى يريدنى الله فيها ؟ والتى من المفروض أن أتحلى بصفات الإنسانية بعض الصفات تكون داخلية وخاصة بالشخص ذاته , وبعضها خاصة بمعاملاته وسلوكه مع الغير . فالنفس البشرية خلقها الله وبها جانب إنسانى , وجانب حيوانى , إذا تغلب الخير داخلة أصبح إنسانى , وإذا تغلب جانب الشر أصبح حيوانى , "ونفس وما سواها ,فألهمها فجورها وتقواها ,قد أفلح من زكاها , وقد خاب من دساها " ًقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" المسلم أخوالمسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" متفق عليه ولكى تتحلى بالصفات الإنسانية يجب أن : لا أظلم ولا أخون ولا أغتاب (ذكرك أخاك بما يكره فى غيابة وهى حاجة فى صفاته كأن أقول فلان عصبى , بارد , ثرثارة ,بخيل , جبان ,أو ماشابه أو مظهرة الخارجى كقول سمين , له أنف طويل , قبيحة , قصيرة أو ماشابه ) الكرم , الله كريم يحب الكريم ويبغض البخيل , فالكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة . والبخيل بعيد عن الله بعيد عن الناس بعيد عن الجنة , فإكرام الغير بالطعام أو الثياب أو أى شئ من محبوبات الدنيا يؤلف القلوب , ويملأ القلوب حب . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا ذَرٍّ : " إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ " كما أن الكلمة الطيبة والتبسم فى وجوه الناس له مفعول السحر على القلوب , غير أن لك بها أجر وكأنك تصدقت . أيضا هناك بعض الأمور تكون بسيطة فى أعيننا أو نستقلها وهى عند الله لها الأجر والثواب الجزيل , ليس ذلك فحسب بل تجعلك تمتلك قصرا ليس له مثيل , قصرا من الذهب الخالص والفضة الخالصة , قصرا من اللؤلؤ والمرجان , قصر ملئ بالخدم والحشم , قصر به كل ما لذ وطاب , به من الملابس والمتع التى لا تتخيلها ,قصر به مالا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , فقط بشئ بسيط _ إذا أمط الأذى عن الطريق (حجر _ كيس من القمامة _ قطع زجاج _ الخ ....) _إذا حسنت خلقك مع من حولك . _إذا لم تجادل حتى ولو كنت على حق _إذا تحدثت الصدق ولم تكذب عبادتك , من صلاة , وصيام , وحج , هذا لك بمفردك , ولكن معااملاتك وسلوكك هذا يتأثر به من حولك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .