كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    أيمن يونس عن فوز الأبيض بالكونفدرالية: «الزمالك استعاد هيبته»    الجزيري: نهدي الفوز بالكونفدرالية لجماهير الزمالك    جوميز: أُفضل الفوز بالسوبر الإفريقي بغض النظر عن المنافس    مصدر أمني ينفي مزاعم الجماعة الإرهابية بحدوث سرقات بالمطارات    هيا نقرأ معاً.. قصور الثقافة تشارك معرض زايد لكتب الأطفال بفعاليات وورش إبداعية    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    مستشار اتحاد الصناعات: على الدولة إعادة النظر في دورها من مشغل إلى منظم    تقرير رسمى يرصد 8 إيجابيات لتحرير سعر الصرف    النائب أحمد الشرقاوي: قانون إدارة المنشآت الصحية يحتاج إلى حوار مجتمعي    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    عواصم دول عربية وأجنبية تتابع بقلق بالغ أنباء حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني    شيخ الأزهر مغردا باللغة الفارسية: خالص تضامننا مع إيران    الشرق الأوسط بات على شفير الهاوية.. ومقاربة واشنطن المضلّلة    باريس سان جيرمان يختتم الدوري الفرنسي بثنائية ميتز.. وبريست يتأهل لأبطال أوروبا    شيخ الأزهر بالفارسية: نتضامن مع إيران وندعو الله أن يحيط الرئيس ومرافقيه بحفظه    الأمم المتحدة: ما يحدث في غزة تطهير عرقي أمام العالم    مصر في 24 ساعة| تطورات حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. والسيسي يهنئ الزمالك بالكونفدرالية    العراق: المفاوضات مع الشركات النفطية الأجنبية بإقليم كردستان لم تحقق أي تقدم    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    فوز الزميلين عبد الوكيل أبو القاسم وأحمد زغلول بعضوية الجمعية العمومية ل روز اليوسف    حسن شحاتة: الزمالك أهدر فرص عديدة والجماهير قدمت المطلوب    جماهير الزمالك تحتفل بالكونفدرالية أمام مقر النادى بالشماريخ    مصدر يكشف موقف الأهلي بعد تشخيص إصابة علي معلول    حسام وإبراهيم حسن يهنئان نادي الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية    المثلوثي: سعيد بالتتويج بالكونفدرالية.. ونعد الجماهير بحصد بطولات أكثر    عيار 21 بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب اليوم الإثنين «بيع وشراء» في مصر بالمصنعية (تفاصيل)    مظاهر احتفالات عيد الأضحى بقطر 2024    اليوم.. محاكمة طبيب وآخرين متهمين بإجراء عمليات إجهاض للسيدات في الجيزة    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    غدا.. أولى جلسات استئناف المتهم المتسبب في وفاة الفنان أشرف عبد الغفور على حكم حبسه    تحذير من التعرض للشمس، حالة الطقس اليوم الإثنين 20-5-2024 في مصر    مسؤول بمبادرة ابدأ: تهيئة مناخ الاستثمار من أهم الأدوار وتسهيل الحصول على التراخيص    مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطنى: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية    خبيرة ل قصواء الخلالى: نأمل فى أن يكون الاقتصاد المصرى منتجا يقوم على نفسه    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عمر الشناوي: لو تم تجسيد سيرة جدي سيكون الأقرب للشخصية إياد نصار أو باسل خياط    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    راغب علامة يُروج لأحدث أغانيه.. «شو عامل فيي» | فيديو    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    برلماني: قانون إدارة المنشآت لن يمس حقوق المنتفعين بأحكام «التأمين الصحي»    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    طقس سيئ وارتفاع في درجات الحرارة.. بماذا دعا الرسول في الجو الحار؟    وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    متحور كورونا الجديد.. مستشار الرئيس يؤكد: لا مبرر للقلق    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية.. الإفتاء توضح    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمام السجاد( على بن احسين ) عليل كربلا
نشر في شباب مصر يوم 31 - 10 - 2011

عاشوا غرباء وماتوا غرباء فما بكاهم القوم وما حزنوا عليهم شيعوا علمهم كما شيعوا أجسادهم إلى المجهول ليحاك الجدل في المروى عنهم لم تراعى فيهم قرابة رسول الله ولا شفاعته ولم يراعى ما نزل فيهم من قرآن لتظل قسوة القوم وغرابة تصرفهم هو الشاهد الوحيد لسيرهم ما ذكروا إلا ويذكر القهر والظلم وما تكاد تتحسس سيرهم لتصطدم بالنكبات والكبوات التي حاقت بهم هم آل البيت إذن المراد الحديث عنهم في تلك السطور و هي إذن سنن الملوك والملك وقرابين العروش والعرش لأكبر ملكين تحدث عنهم التاريخ الإسلامي ( بني أمية وبني العباس ) يؤسس معاوية رضي الله عنه سنن الملوك بأخذ البيعة ليزيد لتدار بعدها رحى صراعات الله يعلم أن كان معاوية رضي الله عنه يعلمها أو لا يعلمها ثم ينزع ملكهم بنو العباس ويعملوا فيهم السيوف والحراب وتنشط شهيتهم لجثث بني أمية حتى يقال أن الملك العباسي كان يتناول طعامه وهو متربع بين جثث بني أمية ويتسلم بنو العباس راية التنكيل بآل البيت لتصبح سنن الملوك من بعدهم فلم نفاجئ حين يعظم آل سعود إمامهم ( محمد بن عبد الوهاب )ويأخذوا عنه ومنه هو الفقيه والعالم والمحدث والمجدد ( هو الدين كله ) ويعظم الإخوان إمامهم (حسن البنا ) وهو عندهم من هو ويعظم الشيعة أئمتهم وهم من هم أما إذا ذكر أئمة آل البيت أحاطتك الشائعات والبدع والخرافات المتعمدة عن سيرهم لتجد نفسك محاصرا بين سهام أهل السنة ورماح الشيعة في تناول سير أطهر خلق الله على وجه الأرض وهم (آل البيت ) فتصطدم بما يقشعر له بدنك من هول المنقول والمروى ( تدفن سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها سرا ) ويدس السم للحسين ريبة وتقطع رأس الحسين جهرا ويجرجر آل البيت إلى قصور الملوك سبايا ويهجروا مدينة جدهم مكرهين هذا لأن القوم ظنوا أن الملك يدوم لأصحابه وأن العروش تغنى النفوس عن حشر القبور لتدور معارك أبطالها ملك بني أمية وملك بني العباس ووقودها آل البيت سلام الله عليهم ليدوروا بين بلاط العروش ضحايا وهنا يجب أن يتوقف الكلام عن الشمولية لنتعمق بين ثنايا التفاصيل عن هؤلاء النفر من آل البيت وحديثنا اليوم عن الإمام الساجد العابد ( زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه )
سيرته عند أهل السنة
هُوَ عَلِيُّ ( زَيْنُ الْعَابِدِينَ ) بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عبدالمطلب بْنِ هَاشِمٍ . وَ أُمِّهِ هِيَ أُمُّ وَلَدٍ سِنْدِيَّةُ تُسَمَّى سلافة . وَ يُعَدُّ مِنَ تابعي أَهْلِ الْمَدِينَةِ . وَلَدَ سَنَةً 38 ه ، وَ تُوُفِّيَ سَنَةً 93 أَوْ 94 ه بِالْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ ، وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ خَمْسِينَ .
وَ هُوَ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَاحِد مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَ ابْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَهٍ مِنَ الْفَضْلِ وَ الْعِلْمِ مَا لَا يُنْكِرُهُ أَحَدُ . أُمُّهُ هِيَ : شَاهْ زَنَانُ بِنْتُ يَزْدَجِرْدَ وَ هِيَ ابْنَةُ يَزْدَجِرْدَ بْنِ شَهْرِيَارٍ . وَ قِيلَ اسْمُهَا سلافة ( فِي بَعْضِ مصادر أَهْلِ السُّنَّةِ ) .
يروى عن الامام زين العابدين انه قال
انا ابن الخيرتين وسبب ذلك أن النبى قال فيما روى " لله من عباده خيرتان، فخيرته من العرب قريش، وخيرته من العجم فارس وعلي زين العابدين قرشى الأب وفارسي الأم.
رُوِيَ عَنْ الصحابي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الانصاري أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ) وَ الْحُسَيْنُ فِي حَجْرِهِ وَ هُوَ يُلَاعِبُهُ فَقَالَ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ) : « يَا جَابِرُ ، يُولَدُ لَهُ مَوْلُودُ اسْمُهُ عَلَيَّ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ لْيُقِمْ ( سَيِّدُ الْعَابِدِينَ ) فَيَقُومُ وَلَدِهِ ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُ وَلَدُ اسْمُهُ مُحَمَّدٍ ، فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ يَا جَابِرُ فَاقْرَأْهُ مِنِّي السَّلَامَ » ( رَوَاهُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي الْبِدَايَةِ وَ النِّهَايَةِ جُزْءُ 9 )
قَالَ شُعَيْبُ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ الزُّهْرِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مِنَ أَفْضَلُ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ أَحْسَنُهُمْ طَاعَةٍ ، وَ قَالَ مَعْمَرُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ : لَمْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ . وَ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ مَالِكِ : لَمْ يَكُنِ فِي أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مِثْلَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَ هُوَ ابْنُ أَمَةً .
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَمْ يَكُنِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَقَّبَ إِلَّا مِنِ ابْنِهِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَ لَمْ يَكُنْ لِعَلِيٍّ وَلَدُ إِلَّا مِنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْحَسَنِ ، وَ هِيَ ابْنَةُ عَمِّهِ ، قَالَ سَعِيدُ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءُ : مَا أَكَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَ سَلَّمَ دِرْهَماً قَطُّ . وَ قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : كَانَ نَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَعِيشُونَ لَا يَدْرُونَ مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعَاشِهِمْ ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِىُّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَقَدُوا ما كانُوا يُؤْتُونَ بِهِ بِاللَّيْلِ .
. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ ، وَ هُوَ مِنَ مُعَاصِرِيهِ : « مَا رَأَيْتُ قرشياً أَفْضَلُ مِنْهُ » ، وَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَ هُوَ مِنَ مُعَاصِرِيهِ أَيْضاً : « مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ » ، وَ قَالَ الْإِمَامُ مَالِكَ : « سُمِّيَ زَيْنِ الْعَابِدِينَ لِكَثْرَةِ عِبَادَتُهُ » ، وَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ « مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْضَلَ مِنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ لَا أَفْقَهُ مِنْهُ » ، وَعْدَهُ الشَّافِعِيُّ أَنَّهُ : « أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ » .
سيرته عند الشيعة
تؤكد المصادر التاريخية أنّ الإمام علي زين العابدين كان حاضراً في كربلاء إذ شهد ها بتفاصيلها وجميع مشاهدها المروّعة، وكان شاهداً عليها ومؤرخاً لها. إن المؤكد في معظم المصادر التاريخية، أو المتفق عليه فيها أنه كان يوم كربلاء مريضاً أو موعوك وعندما أدخلوا الإمام زين العابدين على ابن زياد سأله من أنت؟ فقال: «أنا عليّ بن الحسين»، فقال له:
أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين؟ فقال الإمام زين العابدين: «قد كان لي أخ يسمّى عليّاً قتله الناس، فقال ابن زياد: بل الله قتله، فقال الإمام علي زين العابدين: (الله يتوفّى الأنفس حين موتها)، فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للردّ عليّ؟! اذهبوا به فاضربوا عنقه.
فتعلّقت به عمّته زينب وقالت: ياابن زياد، حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت: لا والله لا اُفارقه فإن قتلته فاقتلني معه، فقال لها علىّ: اسكتي يا عمّة حتى اُكلّمه، ثمّ أقبل عليه فقال: أبالقتل تهدّدني ياابن زياد؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله شهادة
روي‌ المجلسي‌ّ في‌ « بحار الانوار » عن‌ « مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌ » الذي‌ روي‌ عن‌ « الحلية‌ »، و« الاغاني‌ »، وغيرهما:
حجّ هشام‌ بن‌ عبد الملك‌ فلم‌ يقدر علي‌ الاستلام‌ من‌ الزحام‌. فنُصب‌ له‌ منبر فجلس‌ عليه‌ وأطاف‌ به‌ أهل‌ الشام‌، فبينما هو كذلك‌ إذ أقبل‌ علي ‌ّبن‌ الحسين‌‌ وعليه‌ إزار ورداء، من‌ أحسن‌ الناس‌ وجهاً وأطيبهم‌ رائحةً، بين‌ عينيه‌ سجّادة‌. فجعل‌ يطوف‌، فإذا بلغ‌ إلي‌ موضع‌ الحجر تنحّي‌ الناس‌ حتّي‌ يستلمه‌ هيبةً له‌. فقال‌ شامي‌ّ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟!
فنكره هشام وقال: لاَ أَعْرِفُهُ، لئلاّ يرغب‌ فيه‌ أهل‌ الشام‌. فقال‌ الفرزدق‌ (و كان‌ من‌ شعراء بني‌ أُميّة‌ ومادحيهم‌) وكان‌ حاضراً: لكنّي‌ أنا أعرفه‌. فقال‌ الشامي‌ّ: مَن‌ هو يا أبا فراس‌؟! فأنشأ قصيدة‌ ذكر بعضها في‌ « الاغاني‌ »، و« الحلية‌ » و« الحماسة‌ »،
هذه بعض بيوتها
هَذَا علي رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ - أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُ
هَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ - وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ - وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُ
إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا - إلَي‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ
...........
إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي‌ كَانُوا أئمَّتَهُمْ - أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ
...
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ - بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا
حتى وصل الى قوله
وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ - العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ
فغضب‌ هشام‌ ومنع‌ جائزته‌ وقال‌: أَلاَ قُلْتَ فِينَا مِثْلَهَا؟! قال‌: هَاتِ جَدَّاً كَجَدِّهِ، وَأَبَا كَأَبِيهِ، وَأُمَّا كَأُمِّهِ حَتَّي‌ أَقُولَ فِيكُمْ مِثْلَهَا! فامر هشام بحبسه‌ بعُسفَان‌ بين‌ مكّة‌ والمدينة‌: فبلغ‌ ذلك‌ عليُ بن الحسين‌ ،فبعث‌ إليه‌ باثني‌ عشر ألف‌ درهم‌،وقال‌: أَعْذِرْنَا يَا أَبَا فِرَاسٍ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ هَذَا لَوَصَلْنَاكَ بِهِ! فردّها وقال‌: يَابْنَ رَسُولِ اللَهِ! مَا قُلْتُ الَّذِي‌ قُلْتُ إلاَّ غَضَباً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ! وَمَا كُنْتُ لاِرْزَأَ عَلَيهِ شَيْئاً. فردّها إليه‌ وقال‌: بِحَقِّي‌ عَلَيكَ لَمَّا قَبِلْتَهَا فَقَدْ رَأَي‌ اللَهُ مَكَانَكَ وَعَلِمَ نِيَّتَكَ! فقبلها. فجعل‌ الفرزدق‌ يهجو هشاماً وهو في‌ الحبس‌، فكان‌ ممّا هجاه‌ به‌ قوله‌:
أَيَحْبِسُنِي‌ بَيْنَ المَدِينَةِ وَالَّتِي‌ إلَيهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي‌ مُنِيبُهَا
يُقَلِّبُ رَأْساً لَمْ يَكُنْ رَأْسَ سَيِّدٍ وَعَيْنَاً لَهُ حَوْلاَءَ بَادٍ عُيُوبُهَا
فأخرجه من محبسه
يروى عنه رضي الله عنه انه كان في مجلسه يدرس العلم فدخل عليه رجل فشتمه وسبه ثم انصرف فتعجب الحاضرين فرافق الإمام زين العابدين بعض أصحابه وذهب إلى بيت الرجل فطرق الباب فخرج الرجل مكفهر الوجه يطفح من وجهه حمرة القهر فقال له الإمام بعد أن أثنى عليه لما سببتني وأنا لم أسبك أو أؤذيك فقال الرجل لأن فيكم ما ليس في ولماذا لا يكون ما فيكم في لما لا أكون أفضل منكم لماذا فضلكم الله علينا
، وهنا مكامن العلل وموطن الداء الذي ابتلى به آل البيت وهى خاصتهم لرسول الله وقرابتهم له أنها ضغائن في نفوس أقوام بدت لهم بعد وفاة رسول الله أو كما قيل لن ترضى قريشا منكم نبي وإمام أو خليفة هي إذن منح إلهية لم تستوعبها عقول وقلوب البعض حتى أصبح التشفي فيهم وإنكارهم لذة تضاهى لذة الزهد عند العابدين ومتعة العلم عند العلماء والفقهاء حتى انك لا تستطيع أن تتصفح تاريخهم بدون أن تملأ السطور دموعا وحزنا على ما لاقوه ويلاقوه من بعض القوم وانك لتتعجب لهول ما تقرأ ولكن يبقى ما لا يمكن إنكاره وهو أنهم آل البيت وأطهر خلق الله وأنقاهم وبهم شريعة جدهم ملأت الأفق عدلا وسكينة وأمان وبهم حلق دين جدهم في الأفق ليكسوا العالم من أقصاه إلى أقصاه فلا يفلح مع نجومهم إنكار ولا مع أقمارهم تجاهل هم العترة والآل هم الصحب والتابعين هم جنة الله على الأرض وهداة للعاصين سياط على ظهور المبغضين رضي الله عنهم وأرضاهم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.