التغيرات المناخية التى تحدث فى العالم شغلت اهتمام كل الدول العربية والغربية بلا استثناء، عام 2015 وقد شهد مشاركة حوالي 200 دولة في محاولة التوصل إلى هذه الاتفاقية التي ستدخل حيز التنفيذ عام 2020 فى قمة المناخ فى محاولة طموحة لوقف ارتفاع درجات حرارة الأرض. وفى اكتوبر نظمت الجمعية المصرية للقانونيين الفرانكفون المؤتمر الدولي الفرانكفوني الثامن حول موضوع “التنمية المستدامة والتغيرات المناخية – القضايا الدولية والتحديات التي تواجه مصر” بدعم من المعهد الفرنسي بمصر وتحت رعاية جامعة سنجور بالإسكندرية. وهدف المؤتمر – الذي تواصل فعالياته على مدار ثلاثة أيام و الذي تناول القضايا الكبرى مثل: ندرة الموارد الطبيعية والتلوث الحضري وتدفق اللاجئين – إلى بحث الإشكالية في إطار عالمي ثم إلى محاولة تحديد التحديات الخاصة التي تواجه مصر من منظور قومي بل وإقليمي أيضًا – سواء تعلق الأمر بالمركز القانوني لمياه النيل وقناة السويس أو مسألة المدن الكبرى.
خطورة التغيرات المناخية.. خطورة التغيرات المناخية، كنتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري، لخصت في الوثائق التحضيرية لقمة المناخ في باريس في ثلاثة سطور كافية لإثارة الرعب والخوف على مستقبل كوكب الأرض والحياة البشرية عليه، حيث جاء في التقرير الخامس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي: “لقد كان العقد الأول من القرن الواحد والعشرين (2001 —2010) الأكثر ارتفاعاً في الحرارة منذ 1850. وتأكدت زيادة معدل الحرارة على سطح الكرة الأرضية، وتأكد أيضاً ارتفاع مستوى المحيطات وتسارع ذوبان الجرف الجليدي، كوقائع علمية لا ريب فيها”. ومنذ عام 1992 صدَّق 195 طرفاً على “اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ”، وفي عام 1997 اعتُمد “بروتوكول كيوتو” من أجل تطبيق الاتفاقية، ودخل حيّز التنفيذ في عام 2005. للعمل على تقليص انبعاثات غازات الدفيئة والحد منها للبلدان المتقدمة، والبلدان ذات الاقتصاد الانتقالي، لكن ما تحقق منها حتى الآن قليل بالقياس إلى ما هو مطلوب، فالمفاوضات بين الدول المتقدمة بشأن الحد من مستوى الانبعاثات الكربونية لم تصل إلى نتائج يعتد بها. تأثير تغيّر المناخ على النباتات وأثبتت الدراسات العلمية أن التغيّرات المناخية التى تحدث فى العالم تترك تأثيرًا بالغًا على حساسية حبوب اللقاح، حيث يؤدّى ارتفاع درجات الحرارة ومستويات غاز ثانى أكسيد الكربون إلى تعزيز نمو الأنواع النباتية الضارة، كما أن تغيّر المناخ يؤدى إلى هجرة الطيور فى وقت مبكّر سنويًّا نتيجة الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة حول العالم. قمة المناخ images وفى ديسمبر 2015 قدمت فرنسا في قمة المناخ المنعقدة شمال باريس، مشروع اتفاق نهائي طموح، يسعى إلى الحد من الاحتباس الحراري، ولأن يكون “ملزما قانونيا” للدول الموقعة عليه. وعبرت مجموعة G77 التي تضم الدول النامية بالإضافة إلى الهند والصين عن دعمها للمقترحات ،ويتضمن النص المتفق عليه أن خطر التغير المناخي هو أكبر من المتوقع. واتفق المجتمعون على العمل على تخفيفه. وتمثل أبرز نقاط الاتفاق النهائي لقمة المناخ في الحد من ارتفاع الحرارة “أدنى بكثير من درجتين مئويتين”، ومراجعة التعهدات الإلزامية “كل خمس سنوات”، وزيادة المساعدة المالية لدول الجنوب، إضافة إلى قرارات متعلقة بدعم البيئة والتنمية المستدامة. وأعلنت الدول الموقعة إجراءات للحد من تقليص انبعاثاتها من غازات الدفيئة في أفق الفترة 2025-2030. لكن حتى في حال احترام هذه التعهدات، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض سيكون بنحو ثلاث درجات مئوية. والهدف هو التوصل إلى “ذروة انبعاثات الغازات الدفيئة بأسرع ما يمكن”، و”القيام بعمليات خفض سريع إثر ذلك للتوصل إلى توازن بين الانبعاثات” التي تسببها أنشطة بشرية والانبعاثات “التي تمتصها آبار الكربون خلال النصف الثاني من القرن”، في إشارة محتملة إلى الغابات وأيضا تقنية الالتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث في الفضاء. وتعهد المجتمع الدولي حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائه “دون درجتين مئويتين”، و”بمتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية”. بعد تأكيد دول واقعة على جزر مهددة بارتفاع مستوى البحر أنها ستصبح في خطر إذا تجاوزت حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية. وحُدد هدف الدرجتين المئويتين -وهو هدف محوري لأنه سيسمح بتقليص مهم لمخاطر التغير المناخي حسب العلماء- قياسا بعصر ما قبل الصناعة في كوبنهاغن عام 2009، مما يفرض تخفيضا شديدا لانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات. أهداف وإجراءات ويتمثل أحد أهم إجراءات الاتفاق -الذي وصفه رئيس قمة المناخ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأنه “اتفاق تاريخي عادل ومتوازن وملزم قانونيا”- في وضع آلية مراجعة كل خمس سنوات للتعهدات الوطنية التي ستبقى اختيارية. وستُجرى أول مراجعة إجبارية لاتفاق باريس عام 2025، ويتعين أن تشهد المراجعات التالية “إحراز تقدم”. ودعيت مجموعة الخبراء الدوليين في المناخ لإعداد تقرير 2018 خاص بسبل التوصل لمستوى ال1.5 درجة مئوية والجهود المرتبطة بمثل هذا الارتفاع في درجات الحرارة. وفي ذلك العام، ستُجري ال195 دولة أول تقييم لأنشطتها الجماعية، وستدعى عام 2020 على الأرجح لمراجعة مساهماتها. ويتعين أن تكون الدول المتقدمة “في الطليعة على مستوى اعتماد أهداف خفض الانبعاثات”، في حين يتعين على الدول النامية “مواصلة تحسين جهودها” في التصدي للانحباس الحراري “في ضوء أوضاعها الوطنية”،وذلك لوقف ارتفاع حرارة الأرض تفاديا للتبعات الكارثية للاختلال المناخي الذي بات ملحوظا، مثل تزايد الفيضانات وموجات الجفاف وذوبان الكتل الجليدية. ويفترض أن يسرع هذا الاتفاق -الذي سيدخل حيز التنفيذ في 2020- العمل لخفض استخدام الطاقة الأحفورية مثل النفط والفحم والغاز، ويشجع على اللجوء إلى مصادر للطاقة المتجددة ويغير أساليب إدارة الغابات والأراضي الزراعية. و العلماء أكدوا أن التغيّرات المناخية سوف تؤثّر سلبًا على العديد من أنواع الحيوانات والطيور والزواحف، وخاصة المُهدّدة بالانقراض، كما أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثّر أيضًا على الشعاب المرجانية التى توجد فى المحيطات. وفى اكتوبر نظمت الجمعية المصرية للقانونيين الفرانكفون المؤتمر الدولي الفرانكفوني الثامن حول موضوع “التنمية المستدامة والتغيرات المناخية – القضايا الدولية والتحديات التي تواجه مصر” بدعم من المعهد الفرنسي بمصر وتحت رعاية جامعة سنجور بالإسكندرية. بفندق الماريوت بالزمالك – القاهرة في الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر. “ناسا” تحذر من حدوث تغيرات مناخية كبيرة عام 2016 rr وقالت الوكالة الأمريكية إنها حصلت على صورة بالأقمار الصناعية تحمل تشابها كبيرا بين وقوع ظاهرة النينيو حاليا وتلك التى وقعت عام 1997 والتى تسببت فى موجة واسعة من الجفاف والحرائق فى إندونيسيا وأستراليا ومصرع عشرات الآلاف وتأثر التنوع البحرى الحيوى بشكل كبير. وأكدت ناسا أن ظاهرة النينيو تسببت بالفعل فى شهر ديسمبر 2015 فى اضطرابات مناخية فى أجزاء كثيرة من الولاياتالمتحدة من بينها ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة على طول الساحل الشرقى الأمريكى وأعاصير وفيضانات فى الجنوب ووسط الغرب الأمريكى.. كما أن هذه الظاهرة تسببت فى أسوأ فيضانات تشهدها أمريكا الجنوبية منذ خمسة عقود. وذكرت ناسا، فى بيان لها، أن الصورة التى تم التقاطها فى ديسمبر الحالى والتى تقيس سطح المياه توضح أن أسوأ موجات الجفاف والفيضانات لا تزال آتية وهو ما يعتبر مؤشرا مقلقا لوكالات الإغاثة الإنسانية. وتتوقع ناسا أن الولاياتالمتحدة ستشهد الجزء الأكبر من آثار ظاهرة النينيو عام 2016.