دان مجلس الأمن الدولي الجمعة التفجيرين الانتحاريين اللذين أوقعا الخميس عشرات القتلى في ليبيا وتبناهما تنظيم “داعش” الجهادي، مجددا دعوته أطراف النزاع في هذا البلد إلى الاتفاق سريعا على حكومة وفاق وطني. وقال المجلس في بيان رئاسي صدر بإجماع أعضائه الخمسة عشر ان الاعتداء الذي نفذه التنظيم الجهادي في مدينة زليتن (170 كلم شرق طرابلس) بتفجيره شاحنة مفخخة في مركز لتدريب الشرطة مما أوقع 55 قتيلا على الأقل هو “عمل حاقد”. وهذا الاعتداء هو الأكثر دموية في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. كما دان مجلس الأمن “الاعتداء الأخير على المنشآت النفطية الليبية الذي تبنته مجموعة بايعت تنظيم (داعش)”. وقتل ستة أشخاص بينهم طفل في تفجير انتحاري استهدف نقطة تفتيش على مشارف مدينة رأس لانوف النفطية في شرق ليبيا. وقال مجلس الأمن في بيانه انه “يحض كل الأطراف الموجودة في ليبيا على التعاون لمكافحة التهديد الذي تشكله المجموعات الإرهابية العابرة للأوطان (…) وذلك من خلال التطبيق العاجل للاتفاق السياسي” الذي أبرمه أطراف ليبيون برعاية المنظمة الدولية وينص على تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فايز السراج. والجمعة التقت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني فايز السراج في ضاحية قمرت شمال العاصمة التونسية، وذلك في إطار الجهود الأوروبية للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا. واستغل تنظيم “داعش” انتشار الفوضى في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي لايجاد موطئ قدم له في هذا البلد. ودفعت المخاوف المتزايدة من توسيع الجهاديين نفوذهم في ليبيا وإقامة معقل جديد لهم على أبواب أوروبا الغرب إلى تكثيف جهوده من أجل جمع طرفي النزاع الليبي في حكومة تتولى إدارة شؤون البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات.