إن غالبية الناخبين المصريين من السذج والبسطاء وللأسف عدد ليس قليلا من المتعلمين يكون تقييم نائب الشعب المحترم عندهم بما قدم من واجبات العزاء والأفراح والمجاملات الشخصية من زواج وأعياد الميلاد والطهور وخلافه ، ولا يهمهم على الإطلاق أداؤه تحت قبة البرلمان ولا عرض القضايا العامة التى تهم كل مواطنى دائرته، ولا حتى المشاركة فى قضايا الوطن عموما . ولا يسمع أحد له صوتا لا مؤيدا ولا معارضا. ويعتقد البعض للأسف الشديد أن دور عضو مجلس الشعب يتمثل فى تقديم الخدمات الخاصة بالمحليات لأبناء حيه مثل رصف طريق داخل القرية أو تركيب لمبات الإنارة أو إنهاء إجراءات اجازة موظف، إلا أن فى ذلك مغالطة كبيرة فعضو مجلس الشعب يتمتع بدور رقابى على الحكومة والأجهزة التنفيذية ، لكنهم يرونه كذلك نائبا للنوائب و المجاملات فقط وممثلا عنهم فى السرادقات والمآتم ،حتى إذا وطأت قدماه أرض السرادق قاموا يهللون ويبتهجون ليجلسونه فى زمرة الVIP وهى ما يطلق عليه العامة فى الريف المصرى عندنا فى "صدر" الخيمة أو السرادق . والعجيب فى مرشحى ما بعد الثورة أنهم ينهجون نفس النهج ولا يريد أحد أن يغير أو حتى يشعرنا أنه يريد التغيير لا فى الأسلوب ولا فى المبدأ ، إنهم تماما كالفلول ، ولكن فى ثوب جديد . يا ناس نريد نائبا بحق يفهم دوره ويعى رسالته ،نريد نائبا بعقله وليس نائبا بماله .نريد نوابا يراقبون أداء الوزراء والحكومة لصالح مصر والمصريين ، ونريد فى الوقت ذاته ناخبا عاقلا فاهما مدركا ألاعيب المرشحين وحيلهم لكسب أصواتهم . نريد دورا متميزا للشباب المصرى الذى تم إقصاؤه زمنا طويلا عن الانتخابات وتهميش دوره ، نريد عودة الشباب الواعى المدرك لقيمة الوطن ولقيمة دوره فى الرقى بهذا الوطن . والسؤال : هل تستمر فوضى نواب العزاء والسرادقات والمجاملات الشخصية ؟ أم يغير الشباب والناخبون كل هذا لصالح الوطن؟ هشام الجوهرى