متى بالضبط أقنعنا عمرو أديب واقتنع هو قبلنا بأنه إعلامي بدرجة خبير وقاض في ثوب مذيع؟؟ لست أدري!!!. أطل علينا عمرو أديب مساء الثلاثاء 24 نوفمبر في برنامجه القاهرة اليوم على قناة اليوم وقد استشاط غضبا وغيظا لما كتبه خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع عن التقصير الأمني في حادث تفجير فندق العريش صباح نفس اليوم الثلاثاء 24 نوفمبر. تحدث خالد صلاح عن التقصير الأمني الواضح في تأمين الفندق والقضاة المقيمين به والذين شاركوا في فعاليات المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. حتى الآن لم يقل صلاح شيئا جديدا أو مختلقا فالجميع ممن نجوا من هذا الحادث وكانوا شهود عيان له أجمعوا على ضعف تأمين الفندق والقضاة من نزلائه لكن عمرو أديب الذي يرى نفسه مهنيا كإعلامي أكثر من غيره والذي نصب نفسه وصيا عليك كمشاهد وعلى غيره من أصحاب الرأي والمنابر الاعلامية رأى أن الوقت ليس مناسبا لطرح كهذا الذي يتناوله خالد صلاح من باب أن نركز على الولولة ونعايش الحدث بالحزن والأسف ومحاولة رمي التهم على هذا وذاك المهم ألا نتناول أولي الشأن بنقد أو لوم وحجته في ذلك "مش وقته"!! متى وقته إذن؟؟ ومن الذي يحدد توقيت تناول موضوع معين؟؟ ومن ذا الذي نصبك وصيا على الآخرين؟؟ الأعجب أن يثور ذلك المذيع جهوري الصوت حنجري الأسلوب والمنهج لأن صورة خالد صلاح التي أرفقت بالمقال على موقع اليوم السابع كانت للأخير وهو يبتسم ففر رأي أديب أن ذلك لا يليق وأمر مستفز لمشاعر الناس ويراه غير مهني بالمرة وكأن الكاتب أو الصحفي لابد أن يكون له في أرشيف جريدته عدة صور بأوضاع مختلفة لمناسبات متعددة فهذه الصورة له وهو فرح تناسب المقالات ذات الموضوعات المبهجة والمؤيدة للحكومة والمعظمة لدورها وذلك لتكون أكثر تأثيرا في نفس القارئ!!. وهذه الصورة له متأملا لترفق مع المقالات التحليلية والنقدية وتلك الصورة له حزينا آسفا ببدلة سوداء وربطة عنق داكنة للمناسبات ذات الطبيعة المؤلمة وللمقالات التي تتناولها بالأسف والرثاء والندب والولولة!!. لم يتمكن خالد صلاح من الرد على اتهامات عمرو أديب وهجومه لا لأنه لم يتصل ولا لأنه لا يملك حجة أو رؤية يستند عليها ولكنه لم يتمكن من الرد لأن عمرو أديب ذلك الحاكم بأمره الذي لا يسمع إلا نفسه لم يمكنه من ذلك ولم يعطه فرصة لعرض رأيه ولا طرح رؤيته وهو خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع !! فما بالك لو حدث هذا الموقف مع أي شخص عادي لا هو بصاحب قلم ورأي ولا ذو شهرة ونفوذ فماذا كان مصيره وقتها مع مذيع يقف أمام مرايا سحرية كتلك التي تجدها في بيت الرعب بمدينة الملاهي مرايا تجعله يرى نفسه بصورة عملاق أو مارد لا يمكن منازلته ولا مخالفته ولا نظير له بين أقزام البشر كما يراهم. نعم هناك تقصير أمني واضح وعوار في المنظومة الأمنية كلها ولكن عمرو أديب يقول لك لا تشغل بالك الآن. افعل ذلك صباح يوم آخر .. أما اليوم فيوم ولولة وحزن وعويل وصراخ. بقي أن أذكر لك أمرين.. أولهما أن تلك الفقرة من الجعجعة والتنظير والشتائم كانت بحضور نقيب الصحفيين السابق ضياء رشوان.. وثانيهما أن ما حدث ويحدث على شاشات الفضائيات من تناطح في الآراء ومن عبارات رنانة وخطب حنجريه لن تعيد أي ممن ماتوا في ذلك الحادث وما قبله وما سيأتي حتما بعده لن تفعل ولن تفيد طالما بقينا على نهج الطبطبة ودفن الرؤوس في الرمال..