م. محمد رجب عبدالرحمن اللهُمَّ أْجُرْنِا فِي مُصِيبَتِا، وَأَخْلِفْنا خَيْرًا مِنْهَا إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ عمرو لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون" مات أخى الكبير وحبيبى فى الله الشيخ الشاب/ عمرو شعبان حسين وهو يعمل بدولة الاردن باحثا عن قوت يومه له ولاهله ولزوجته وابنه ذات ال 6 اشهر, فاللهم تقبله شهيدا ... روى كَعْبُ بنُ عُجْرَة: أنَّه مر على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ، فرأى أصحابُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من جَلَدِه ونشاطِه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيلِ الله، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إن كان خرجَ يسعى على وَلَدِه صِغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه، يَعُفُّها، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومُفاخرة، فهو في سبيل الشيطان»؛ رواه الطبراني، وقال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني. خرجت يوما من صلاة الظهر وانا فى عمرال 14 عاما فوجدت شابا ملتحيا عن غير عادة الشباب الذين أعرفهم يكبرنى بأربعة اعوام ينظر الىّ بابتسامة وسماحة , كانت ابتسامة تلامس شغاف القلب يبدو صدقها ولا يمكن ان يتثرب الى نفسك كون انها مصطنعة , كلا كلا .. فأقبلت أصافحه فاحتنضنى ثم سألنى عن حالى وقد سمانى بإسمى !( انا اعرفه شكلا لكن لا اعلم اسمه , فهو جار لنا من بلدتنا ) هذه هى اللحظة الاولى مع اخى الشيخ عمرو ...! ثم التقينا مرة تلو المرة وزاد التعارف بيننا فاجتمعنا كثيرا على طاعة الله بفضل الله ورحمته ... ذكّرنى باالله كثيرا, أخذ بيدى لمساعدة الفقراء والمحتاجين, جاهد ساعيا على الارامل والمساكين, كان يحبهم ويحبونه, فكان بيننا أبو الفقراء والمساكين , عجبت لطول صمته وكثرة بكائه , اندهشت كثيرا وغيرى من اخواننا ونحن فى صلاة الفجر حين نسمع صوته وهو يجهش بالبكاء , كان يهتز هزا وانت بجواره تظن ان قلبه كاد ان ينخلع او تخشى ليخر ساقطا من هول ما اصابه من الرجفة وهو يستمع تلاوة الإمام فى الفجر , رجل حقا وصدقا لا تجده حيث نهى الله وتجده حيث أمر الله , لا تعرفه النخب ولا السادة ذوى الجاه والسلطان لكن يعرفه الفقراء والمساكين وتعرفه ملائكة الله فى المساجد وحلق الذكر, يطل على اليتامى بابتسامة تثلج الصدر ويصافحهم باُعطيات قد جمعها لسرورهم ! وهو المهاجر فى اقصى البلاد ليحصل على قوت يومه الضعيف , شارك فى ابنية مساجد متطوعا , كان الكل يلحظ همته المثالية وحركتة الدائبة القوية فضلا عن شخذه همم العاملين معه , قذف الله محبته فى قلوب الجميع فقد كان ينأى بنفسه واخوانه عن مواطن الخلافات والانقسامات ويكن للجميع كل خير وحب بعدل وانصاف , نصر السنة وحارب البدعة , وقر الكبير عطف على الصغير عرف لعالمنا حقه دعا العصاة للطاعة باسلوبه البسيط الجليل المؤثر وبصوته الصادق وهو أُمى لا يحسن القراءة ولا الكتابة لكنه يحسن بفضل الله معانى القلوب التى هى محل نظر الله تعالى فكان يحدّث الجميع بنبضة قلبه ورجاحة عقله فيوفق الله اليها القلوب الصادقة فتعرف وترعوى , ثم يرحل عنها ولسانه يردد لهم صالح الدعوات ويسألهم صالحها كذلك ,,, واليوم رحل عنا كٌنيفا ملئ خيرا, ووارى التراب اليوم جسدا طاهرا, وغادر دنيانا اللحظة قلبا رقيقا رقراقا , وصعدت الليلة روحا زكية أردفت شذى وعبيرا .. رحل الى عالمنا الاخر أبدا حيث ينال باذن الله وحسن ظننا به تعالى شرف ما ادخره لهذا الزمن بعد فضل ورحمة الله عليه , فأودعك اخى الأسيف البكاء الشاب فضيلة الشيخ/ عمرو شعبان بهذه الكلمات التى ارجو من الله لك فيها نصيب مرحى بقدومك يا أسد اليوم زفافك فلتشدو أغمض عينيك ولا تحزن فأمامك جنات تبدو ستطير الروح لخالقها و لسوف يصاحبها السعد و ملائكة سترافقها و يفوح من النعش الورد و ستدخل خلداً ورياضاً و إليك ترى حوراً تعدو و يقام العرش على نهرٍو يعانق شفتيك الشهد و تظل على سررٍ تهنى بنعيمٍ ليس له حد و تمتع عينيك بنظرٍلله و يرضيك الأحد