يقع قصر الأمير بشتاك في قلب القاهرة التاريخية، حيث يعتبره الأثريون من أفخم المباني التي تمثل قيمة معمارية وجمالية نادرة في منطقة القاهرة الفاطمية، أو التي صار يطلق عليها القاهرة التاريخية، إذ يقع في شارع بين القصرين، وهو الشارع الذي يضم العديد من المباني والبيوت التي ترجع إلى العصرين المملوكي والفاطمي. قام ببناء القصر الأمير سيف الدين بشتاك الناصري،عام 1339م-740ه ، الذي تقلد عدة مناصب إلى أن وصل لمنصب، كاتبا لسر السلطان، الأمر الذي جعله يحظى باحترام الناصر قلاوون، فقام بتزويجه إبنته . يفصل القصر شارع «بين القصرين» بين جانبيه الشرقي الغربي، تجاه المدرسة الكاملية، حيث تطل واجهة القصر الغربية على شارع المعز،وتتكون من ثلاثة طوابق بها مشربيات ليست علي استقامة واحدة،بها رسومات هندسية آية في الجمال، وبها عدد من النوافذ المغطاة بأجنحة معدنية، بينما تقع واجهته الشمالية علي درب قرمز، أما المدخل الأصلي للقصر فيفتح علي حارة بيت القاضي، ولما كانت صناعة الرخام قد تطورت كثيرا في هذا العصر (الفاطمي)، وبلغت أوج مجدها في الدقة والجمال والتطعيم بالصدف، لذلك لم يكن مستغربا وجودها في كثير من مواقع القصر. يتكون القصر من ثلاثة طوابق، الأرضي به قاعة وإسطبلات ومخازن غلال وغرف الخدم، والطابق الثاني منه يضم قاعة احتفالات وغرف النوم، فيما كان يخصص الطابق الثالث للحريم،والقاعة الرئيسية للقصر يتقدمها سطح مكشوف علي يساره حجرة تؤدي إلي القاعة الرئيسية، ويتعامد عليها أربعة إيوانات سقفها خشبي يحوي زخرفة قطع خشبية، وفي الوسط توجد فسقية من الرخام الملون لترطيب الجو برذاذ مائها المتطاير أثناء جلوس الأمير وزواره. وعن القيمة الأثرية للقصرنجد أنه نموذج فريد للعمارة المدنية،حيث كان يقطنه في الاصل الأمير بدر الدين بكتاش، قبل أن يشتريه الأمير بشتاك من الورثة ويضيف إليه مساحات أراض ومبان كانت حوله منها أحد عشر مسجدا وأربعة معابد من آثار الفاطميين ودار تسمى دار «قطوان الساقي». تعرض القصر في عام 1992 إلى زلزال أكتوبر،الذي كاد أن يقضي على القصر ، مما تطلب إجراء عمليات صيانة وترميم له بالتعاون مع معهد الآثار الألماني، استغرقت عامين بتكلفة وصلت إلى 50 مليون جنيه، ليتم صدور قرار للسيد وزير الثقافة بتخصيص القصر ليكون مقراً لبيت الغناء العربى كأحد مراكز الإبداع الفنى التابعة لصندوق التنمية الثقافية.