محمد أحمد مصطفى أحمد المعروف بأبى زهرة، (ولد 6 ذو القعدة 1315 ه، المحلة الكبرىالموافق عام 1898 م - عالم ومفكر وباحث وكاتب مصري من كبار علماء الشريعة الإسلامية والقانون في القرن العشرين وبعد تخرُّجه عمل في ميدان التعليم ودرس العربية في المدارس الثانويَّة، ثم اختير سنة 1352ه - 1933م للتدريس في كليَّة أصول الدين، وكلف بتدريس مادَّة الخطابة والجدل، فألقى محاضرات ممتازة في أصول الخطابة، وتحدَّث عن الخطباء في الجاهلية والإسلام، ثم كتب مؤلفًا عُدَّ الأول من نوعه في اللغة العربية، حيث لم تفرد الخطابة قبله بكتابٍ مستقل. ولمَّا ذاع فضل المدرس الشاب وبراعته في مادَّته اختارته كلية الحقوق المصرية لتدريس مادة الخطابة بها، كان أبو زهرة من أعلى الأصوات التي تُنادي بتطبيق الشريعة الإسلاميَّة في الحياة، وقرَّر أنَّ القرآن أمَر بالشورى؛ ولذا يجب أنْ يُختار الحاكم المسلم اختيارًا حرًّا؛ فلا يتولَّى أي سلطان حاكمًا إلا بعد أنْ يُختار بطريقة عادلة، وأنَّ اختيار الحكام الصالحين هو السبيل الأمثل لوقاية الشريعة من عبث الحاكمين، وكل تهاون في ذلك هو تهاونٌ في أصل من أصول الإسلام. ولأبو زهرة مؤلفات كثيرة نذكر منها : خاتم النبيين ( 3 مجلدات ). المعجزة الكبرى - القرآن الكريم. تاريخ المذاهب الإسلامية (جزءان في مجلد واحد). العقوبه في الفقه الإسلامي. الجريمة في الفقه الإسلامي. الأحوال الشخصية. أبو حنيفة - حياته وعصرة - آراؤه وفقه. مالك - حياته وعصرة - آراؤه وفقه. الشافعى - حياته وعصرة - آراؤه وفقه. ابن حنبل - حياته وعصرة - آراؤه وفقه واذا تحدثنا عن المواقف الاسلامية الخالدة التى سجلها التاريخ لأبو زهرة نذكر منها : دُعي الشيخ أبو زهرة إلى ندوة إسلامية كبرى بإحدى العواصم العربية التي اشتهرت بالثورية، وكان ضيوف الندوة من كبار العلماء في العالم الإسلامى. أراد حاكم هذه الدولة أن يجعلهم يؤيدون ما يذهب إليه، ويوم افتتاح الندوة حضر رئيس الدولة ليلقي كلمة الافتتاح، ويقول إنه دعا إلى هذه الندوة ليقرر العلماء أن الاشتراكية هى المذهب الإسلامى، وأن يدافعوا عن هذا الرأي. بعد كلمة الرئيس عبست الوجوه، وتكدرت النفوس، ولم يتقدم أحد ليعلق على ما قاله هذا الرئيس، ولكن الشيخ أبا زهرة طلب الكلمة، واتجه إلى المنبر وقال بشجاعة منقطعة النظير: نحن علماء الإسلام وفقهاؤه، وقد جئنا إلى هذه الندوة، لنقول كلمة الإسلام كما نراها نحن لا كما يراها السياسيون، ومن واجب رجال السياسة أن يستمعوا للعلماء، وأن يعرفوا أنهم متخصصون فاهمون، لا تخدعهم البوارق المضرية، وقد درسوا ما يسمى بالاشتراكية، فرأوا الإسلام أعلى قدراً، وأسمى اتجاهاً من أن ينحصر في نطاقها، وسيصدر المجتمعون رأيهم كما يعتقدون، لا كما يريد رجال السياسة، فهم أولُو الأمر في هذا المجال، ثم توجه الشيخ إلى زملائه قائلاً : هل فيكم من يخالف ؟ ".فرأى الإجماع منعقداً على تأييده، فقال : الحمد لله أن وفق علماء المسلمين إلى ما يرضي الله ورسوله . وبعد موقف الشيخ محمد أبو زهرة، لم تستمر الندوة في انعقادها أسبوعاً كما كان من المقرر لها من قبل، بل كان حفل الاستقبال هو حفل الختام ..................توفي 29 مارس 1974م)