تكدير الصفو والسلم العام

مستشار / أحمد عبده ماهر
إن هذا الاتهام هو أحد الاتهامات التي تم لأجلها الحكم على إسلام بحيري، لكن يبقى سؤال، أليس التقدم الفكري والثقافي بهذا الشعب المسكين هو أحد أهم مهام السلطة والسلطان بمصر؟
• ما هي الأهمية أن يتكدر صفو مجتمع يؤمن بالخرافة؟، حينما ننقد توجهاته وعاداته، إنه مجتمع لا يزال يحبو في حضيض العلاج بالطب النبوي وأبوال الإبل، بل من يمارسون هذا العلاج في أمن وأمان من الدولة.
• ما هي الأهمية أن يتكدر صفو مجتمع يقوم بتقديم مرويات البخاري على صريح نصوص القرءان؟.
• ما هي الجريمة أن يتكدر صفو مجتمع يتقرب لله بأمر الخرافة وينفذها في السر، كأن يرى بأن الختان سنة نبوية بينما يمارسها في السر خوفا من بطش القانون.
• ما هي قيمة فقه أبو حنيفة طالما لم يثبت عالميا أن أبو حنيفة شخصيا كتب سطرا بخط يده...أهي تلاكيك بازدراء فقه مكتوب بأيدي اللصوص؟، وهل لتكدر الصفو العام هنا قيمة أم أن الحكم والحكومة يحمون الخرافة كي تظل مسيطرة؟.
• ما هي القيمة الأخلاقية التي يحميها القانون بزعم حماية صفو السلم الاجتماعي لمجتمع يؤمن بقتل المرتد وقتل تارك الصلاة وقتل تارك الوضوء وغير ذلك..بل وينتظر بفارغ الصبر تطبيق هذا القتل عمليا بلا رقيب ولا حسيب.
• ما هي القيمة الأخلاقية التي يحميها القانون لمجتمع يرى المرأة ناقصة عقل ودين وأن إرضاع الكبير من ثدي المرأة سنة نبوية يتم حماية من ينادون بها بينما يتم حبس من يزدرونها..فهل يحمي القانون صفو الدعارة؟..
• وما هي القيمة التي يحميها القانون لحماية مجتمع يؤمن بالخرافة ويزدري طوائف لا تدين بدين الإسلام بل ويحرض على هدم كنائسهم منهجيا ودراسيا وفي الخفاء وبأهم معهد ديني وهو الأزهر بينما يصرح بغير ذلك في العلن؟.
• وما هي قيمة صفو مجتمع لا يؤمن بالرأي الآخر، ويكرس لصناعة الأصنام من تراث مخبول؟.
أكتب ذلك اختصارا ولا أسهب، لكني أتوجه للقضاء أن يهتم بالدين من منظور الإدراك القويم للأمور، وليس من منظور إرث بائد أصاب الأمة كلها بمقتل ولا زلنا نحمي خرافات هذا الإرث ونشيد له قامات ومقامات بل ونحكم على المجددين والجادين لتظل تلك الأمة في الحضيض باسم ما نسميه تكدير الأمن والصفو والسلم العام.
ألا يستحي المشرع القانوني وهو يحمي المغفلين والغافلين ويقوم بتكشير أنيابه في وجه المصلحين والمجددين؟.
مستشار/ أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي