سلام عليك أيها الجريح البطل الثائر,, بملء وعمق الجرح الغائر, بالنفس والقلب الهادر,, سلام عليك برداً وشفاء من الله لتسكن موجعها وتداوي آلامها وتشفي جراحها بإذن الله,, سلام عليك يا من سقطت شهيداً وارتقيت جريحاً مخضباً بدماءك الطاهرة فداء الوطن الصابر,, سلام يا وصمة عارٍ على من أطلق الرصاص في وجه أخيه وقتل,, وأهدر دم شعبه مقابل حفنة من الدولار,, كفف دموعك وابتسم وصلي لله واركع واسجد وانتصب,,وضمد جراحك وانتفض كهبوب الإعصار وانفجر,, وارفع هامات العز والافتخار لفضاء السماء, فلك العز والكبرياء الباذخ في روحك, والمجد الاثيل في نفسك أيها الأسد الأشم,, فلهم منا ومن الله الخزي والذل والعار... إخوتي الأماجد ,,, أخواتي الماجدات ,,, أبناء الفتح الغر الميامين ما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على حدث هام حدث في مثل هذا اليوم والذي يعتبر في حياة أبناء شعبنا الفلسطيني يوم أسود وتاريخ غابر كتبه في سجلات التاريخ, ساد فيه إراقة الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء, فكان الجريح البطل شهيداً في عداد الشهداء مسربلاً بالدماء وإرتقى جريحاً ونجا من الموت بعناية الله تعالى ولطفه, فأقل ما أقدمه له هي كلماتي المتواضعة لوسام شجاعته ومواقفه الرجولية وصبره وتميزه وإبداعه وإصراره على مواصلة الحياة رغم المعاناة والألم والظروف الصعبة التي ألمت به... نشأته وميلاده/// ولد الجريح البطل والناشط الشبابي الإعلامي/ حمادة محمد العطل "أبو الأمير" في مخيم جباليا بلوك"4"مسقط رأس سكناه منطقة الشهيد محمد الموسي, بتاريخ/15/7/1987,فهو متزوج وله طفلان أمير وملاك من ابنة خاله القائد الميداني/ منصور شلايل "أبو السعيد" والذي عمل مرافق معه, ويتكون عدد أفراد أسرته العائلية من 14فرد بما فيهم الأب والأم وستة من الذكور والباقي من الإناث" ونشأ جريحنا البطل في كنف أسرة فلسطينية محافظة على قيم والعادات والتقاليد والأعراف وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف, وتعود أصول جذور عائلته إلى بلدة" برير" وتعرض للإصابة في عينه اليمنى بالأحداث الدامية التي وقعت في مخيم جباليا يوم الجمعة في تمام الساعة الثامنة بتاريخ 26/1/2007م......... تعليمه ودراسته// تلقى جريحنا البطل/ حمادة محمد العطل تعليمه الدراسي في مدارس وكالة الغوث للاجئين حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة "و" الابتدائية وأنتقل بعدها إلى مدرسة الإعدادية "ب" وبعدها أنهى تعليمه الثانوي في مدرسة أبو عبيدة الثانوية وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة القدس المفتوحة "خدمة اجتماعية"... محطات في مسيرة حياته// عمل الجريح البطل/حمادة العطل في جهاز الأمن الوقائي وانخرط للعمل في صفوف كتائب شهداء الأقصى منذ تأسيسها في أول الانتفاضة, كما وعمل مفوض باللجنة الإعلامية في القدس المفتوحة لحركة الشبيبة الفتحاوية وعمل في مجال الإعلام والثقافة وتناوب على إدارة الصفحات التنظيمية الخاصة بالتنظيم المكلف بها من مسئول الإعلام في إقليم الشمال, وعمل مقدم برامج في الإذاعات المحلية وكان مسئول في وحدة سلاح الإشارة التابعة لكتائب شهداء الأقصى, وقام بتخريج أكثر من دورة في هذا المجال, وتم حديثا تكليفه بعضوية المكتب الحركي للجرحى في شمال غزة, كما انه مرشح بارز عن منطقة الشهيد محمد الموسي في الانتخابات القادمة ... حكاية بطل كان شهيدا وإرتقى جريحاً// في ليلة الخميس الموافق 25/1/2007م ذهب حمادة العطل الفتى اليانع ابن الواحد والعشرين عاماً من عمره, كعادته إلى منزل خاله القائد/ منصور شلايل القريب من مكان سكناه والمجاور للإدارة المدنية سابقاً عندما شعر أن هناك خطر من قبل مجموعات مسلحة من الملثمين قد تهاجم منزله, فمكث مع الأقارب والأصدقاء لمؤازرته والوقوف والتصدي لكل معتدي, وفي صباح يوم الجمعة الموافق 26/1/2007م استيقظ أبناء المخيم على أصوات أزيز الرصاص وهدير القنابل وقذائف الهاون والبتار والأربجيهات التي تدك من كل حدب وصوب على منزل خاله واستمر الاشتباك المسلح 12 ساعة, وقد ترامي نبأ خبر استشهاد حمادة العطل بطلق ناري في الرأس من قبل المجموعات المسلحة الذين هاجموا المنزل وبقي الشهيد الجريح حمادة ينزف دماً ما يقارب عشر ساعات في المنزل..... وفي صباح اليوم التالي وبتمام الساعة الثالثة فجراً حضرت سيارة الإسعاف إلى المكان وقامت بنقل الشهيد الجريح/حمادة العطل إلى مستشفى الشفاء بغزة لتلقي العلاج وعلى الفور قامت مجموعات من الملثمين المسلحين بملاحقة الشهيد المصاب إلى مستشفى الشفاء وداهموا غرفة العلميات بحثا عنه للقضاء عليه, وفي تلك اللحظات تناقلت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بان الشهيد الجريح حمادة العطل مازال على قيد الحياة رغم تعرضه لإصابة خطيرة في رأسه, على إثرها دخلت الرصاصة في عينه اليمنى, وجرى تهريبه من قبل الأهل والأصدقاء من مستشفى الشفاء إلى الهلال الأحمر في تل الهوي بسبب تعرضه للخطر, وقد مكث ثلاث أيام في الهلال الأحمر ونظراً لخطورة حالته الصحية وسوء العلاج في المستشفى تم إرجاعه إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى الشفاء.... وبقي متواجد في العناية وبقسم الجراحة بمستشفي الشفاء خمس وعشرين يوماً, وتم عمل اللازم من إجراءات القانونية من اجل تحويله إلى داخل الخط الأخضر ل 48م في المستشفيات الإسرائيلية, وتم التنسيق مع الجهات الرسمية في وزارة الصحة والجانب الإسرائيلي بهذا الأمر لكن الجانب الإسرائيلي رفض إدخال الجريح أكثر من مرة وفي المرة الثالثة وبعد تدخلات حثيثة من قبل المسئولين في السلطة الوطنية الفلسطينية وافق الاحتلال بالسماح له بشرط اعتقاله بعد انتهاء علاجه وهذا ما رفضوه أهل وذوي الجريح ويأتي ذلك لنشاطه العسكري البارز بكتائب شهداء الأقصى , , وعملوا الإجراءات القانونية لتحويله إلى مصر وتعالج فيها عدة أشهر تم عاد إلى قطاع غزة في 2008م وتزوج ثم سافر إلى الأردن ومكث فيها ستة شهور وتواصلت رحلة علاجه متنقلاً ما بين مصر والأردن أربعة سنوات من رحلة المعاناة والألم .... والمجد والخلود للشهداء الأبرار والحرية لأسرانا البواسل والشفاء العاجل لجرحانا.. والخزي والعار على جبين العدو وعملائه... أخوكم ابن الفتح البار// سامي إبراهيم فوده...