"بسم لله الرحمن الرحيم" "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" "صدق الله العظيم" لله درك أخي الشهيد القائد البطل عبد المجيد //سلامٌ عليك مني أخي الحبيب في صلاتي بالركوع والسجود والقيام محملاً بالدعاء أيها البطل الشجاع الفتحاوي الصنديد يا من لا تعرف في حياتك طريقاً للجبن والخنوع واليأس والاستسلام ..سلامٌ على دمك المسك وجسدك الطيب وروحك الطاهرة التي فاضت إلى بارئها مضرجة بالدماء الزكية لتلتحق بركب الشهداء العظام مع الأنبياء والصديقين والرفاق في الخالدين..سلام عليك مني يا"أبا جهاد"يوم ولدت من رحم أمك وتنفست نسيم الهواء وعشقت السلاح ورائحة البارود والمقاومة وفضلت الشهادة عن مغانم الحياة..ويوم قاتلت دفاعاً بكل شراسة حتى الرمق الأخير من أجل وطنك وشعبك وسقطت شهيداً في وجه الطغاة.. إخوتي وأخواتي ورفاق دربي// أيها الأعزاء القراء اليوم نحن بصدد تسليط الضوء على سيرة عطرة من حياة رجل شجاع مقدام عاش رجلٌ واستشهد بطلاً ومازال ذكراه خالداً في العقول والقلوب والوجدان والتاريخ سجل له إسمه وتاريخه ومواقفه الرجولية بحروف من نور, فسقط شهيداً برصاص الغدر بدماً بارد في حين عجز العدو وأذنابه وأدواته من النيل منه,,,, إنه الشهيد القائد البطل ابن كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح العملاقة.... نشأته وميلاده/// ولد شهيدنا القائد البطل عبد المجيد أبو لحية"أبوجهاد"ابن مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود في"بلوك2"مسقط رأسه بتاريخ30/6/1965وقد استشهد بتاريخ 7/5/2007م عن عمر يناهز 38 عاما,متزوج من اثنتين / أبنائه 9 أفراد منهم 6 ذكور و3 إناث وهم على النحو التالي/ جهاد/ فداء / حمادة/ نداء /محمد/ رجاء/ مؤمن/عائد / رامي/ ويتكون عدد أفراد أسرته العائلية من 5 أفراد ويأتي هو في الترتيب الأخير سناً من إخوته وأخواته,فقد نشأة شهيدنا القائد البطل"أبو جهاد"في كنف أسرة فلسطينية لاجئة محافظة على قيمها وعاداتها وتقاليدها وأعرافها وملتزمة بتعاليم الذين الإسلامي الحنيف السمح وتعود أصول جذور عائلته المناضلة المكافحة إلى بلدة بئر السبع والتي تسمى حاليا "بئر شيفع" وتقع في الجزء الجنوبي من فلسطين والجزء الشمالي من الصحراء الفلسطينية والتي هاجرت منها عام 1948م بعد احتلالها من قبل عصابات بني صهيون وقد ترعرع شهيدنا البطل عبد المجيد أبو لحية"أبو جهاد"في أزقة وشوارع المخيم مع أصدقائه وأقاربه وأبناء الجيران والحارة وتربى في وسط أسرة متوسطة الدخل حيث توفى والده وهو صغيرالسن ومازالت والدته المناضلة المسنة على قيد الحياة رغم تعرضها للإصابة في بداية ريعان شبابها نجمت عن بتر قدمها في العدوان الإسرائيلي في حرب 1948م ومازالت أم المناضلين أم الشهداء تعاني حتى هذه اللحظة من ويلات المرض وشيخوخة العمر وضعف النظر وفراق الأحبة من فلذات أكبادها عنها إلى دار الآخرة.... صفاته وحياته// نعم لقد كان شهيدنا القائد البطل"أبو جهاد"ابناً باراً لأهلة وأخاً وصديقاً ورجل صالحاً وأميناً وصدوقاً مع أبناء شعبه, لهذا كان الجميع من أبناء شعبنا بالمخيم يفتخرون بأخلاقه الحميدة وسمعته الطيبة وتعامله الراقي مع الجميع دون تمييز بين أحد لأنه كان أصيل ومتربي وابن عائلة محترمة وكان محل ثقة وموضع اعتزاز واحترام وتقدير وافتخار من كل من عاشر صحبته وآنس مودته, فكان رجل كريم ومعطاء ومثال التضحية والعطاء والفداء وسرعان ما تجده عندك في المحن والشدائد إذا ناديت له وقلت وآآآآه أخي أبا جهاد,فكان دائماً عند النداء, فجهده ووقته وماله وحياته وبيته كله فداءً للحركة والوطن وأبناء المخيم والشمال يشهد له بذلك على نخوته ورجولته ومواقفه الشجاعة والنبيلة أمام الأحداث وخاصة اجتياحات العدو للمخيم,فكان منزله مفتوحاً للمقاتلين والمرابطين ولكل الفصائل الوطنية ولو كان الشهيد نزار ريان على قيد الحياة ربما قال بلسانه كم مرة كان محل ضيافة وترحيب وحماية له في بيت الشهيد القائد عبد المجيد أبو لحية الذي تم اغتياله بدم بارد,فكان من أبرز وأنشط النشطاء الميدانيين في كافة النشاطات الحركية وتنظيمية والجماهيرية ويتقدمهم الصفوف في المواجهات الجماهيرية والعسكرية بالمخيم ويشهد له بذلك أبناء مخيم جباليا بصولاته وجولاته ضد الصهاينة بحجارتهم المباركة وزجاجات المولوتوف الحارقة ورصاصات سلاحه الخارقة ... تعليمه ودراسته// تلقي الشهيد البطل أخي"أبو جهاد"تعليمة في المرحلة الأساسية في مدرسة الابتدائية الأيوبية التابعة لوكالة الغوث للاجئين في معسكر جباليا تم انتقل بعدها إلى مدرسة الإعدادية"أ"القريبة من سوق المخيم وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة أبو عبيدة الجراح وبعدها انتقل للدراسة الجامعية في جامعه القدس المفتوحة بشمال غزة 2003م وتخصص التنمية الاجتماعية مجال التركيز"الخدمة الاجتماعية"وبقي له في الجامعة فصل دراسي ويتخرج ولكن لم يكمل دراسته الجامعية فكانت عناية الله فوق كل شيء فاستشهد البطل متأثراً بجراحه النازفة لترتقي روحه الطاهرة إلى العلا ليفوز بأعظم شهادات الدنيا هي الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الدين والمقدسات والوطن والشعب والكلمة والوقوف في وجه الظلم والاستبداد ليلتحق شهيدنا الغالي بركب الشهداء الأطهار... سيرته النضالية// كان الشهيد البطل عبد المجيد أبو لحية ابن الفتح البار في عام 1987م من الشباب المميزين في نشاطه الميداني بالانتفاضة الأولى حيث عمل مسئول في القوات الضاربة وعمل أيضا في صفوف صقور الفتح وكان مسئول عن سرية في مخيم جباليا وكان له دور فعال في صفوف المقاومة وخاصة عندما يتعرض المخيم للاجتياح من قبل قوات الاحتلال فكان ينقل الذخيرة للمناضلين ويتصدى لهم في أيام منع التجوال المفروض على المخيم وشهادة من جميع الفصائل والقوى الوطنية على أحساسة الصادق وإيمانه العميق بعدالة قضيته الفلسطينية وحقوق أبناء شعبه بالعيش على هذه الأرض.والشهيد المناضل عبد المجيد أبو لحية تم اعتقاله خمس مرات على أيدي قوات الاحتلال وقضي ما يقارب "ثلاث سنوات" داخل السجون وكان شهيدنا أكثر إيمان وصلابة وعزم وقوة وتحدي عندما كان يخرج من سجون العدو فيزداد عنفوانه ونشاطه وتألقه وحقده على المحتل الغاصب الكيان الزنيم.... - التحق الشهيد البطل"أبو جهاد"في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1983م... - عمل شهيدنا المناضل عبد المجيد أبو لحية ناشطا في كتائب شهداء الأقصى وشارك في صد عدة اجتياحات مع أبناء شعبه من رجال المقاومة ... - التحق شهيدنا البطل في صفوف كتائب شهداء الأقصى منذ تأسيسها عام 2000م وسخر حياته جلها في سبيل الله مقدم روحة فداء الوطن... - رشح نفسه الشهيد البطل عبد المجيد أبو لحية لانتخابات المنطقة ونجح ليصبح عضواً بارزاً في قيادة منطقة الشهيد حاتم السيسي بإقليم شمال قطاع غزة وكان ناشط في العمل التنظيمي وفعاليات الحركة... - والتحق الشهيد الرائد"أبو جهاد"بالعمل بالسلطة الوطنية في عام1995م حيث عمل ضابطاً في جهاز الأمن الوقائي في مقر تل الهوى تم انتقل إلى مقر الأمن الوقائي الموجود في مخيم جباليا.. كيفية عملية اختطافه واستشهاده// تحركت ثلة من الملثمين بتاريخ 11/6/2007م في تمام الساعة الثامنة بعد صلاة العشاء باختطاف أحد أبناء جهاز الأمن الوقائي ومن الرجال الأشاوس الأبطال الأشداء لحركة فتح الشهيد القائد البطل عبد المجيد أبو لحية"أبو جهاد"ابن كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح العملاقة وأثناء مروره من أمام مركز شرطة جباليا وتوجهه لزيارة ابنه المريض والذي كان يمكث بمستشفى الشفاء وكما يقولوا في يوم لم يطلع صبحه وفي ليل لم يخرج قمره فقد هاجمه بعض الملثمون وقاموا باختطافه إلى منطقة مجهولة بعيدة عن أعين الناس وبعد ساعة من عملية اختطافه قاموا بإطلاق النار على قدماه وتركوه ينزف حتى الموت وقاموا أهل الخير من أبناء شعبنا العظيم بإسعافه ونقله إلى مستشفى كمال عدوان ولكن لعدم توفر كفاءة الكادر الطبي وقلة الإمكانيات وسوء الوضع المتردي بالمستشفى وخوفاً على حياة الجريح عبد المجيد أبو لحية تم نقلة على الفور إلى مستشفى القدس ونظراً لسوء أحوال المشفي من حيث الخدمات الطبية وقلة الإسعافات الأولية وقلة توافر أكياس الدم توجه مجموعة من نساء عائلة الشهيد"أبو جهاد"إلى مشفى الشفاء لإحضار أكياس الدم وبعض المستلزمات الطبية وإحضارها إلى مستشفى القدس ونظراً لصعوبة وضعه الصحي تم عمل الإجراءات الإدارية وتحويله إلى مستشفى الشفاء في الصباح الباكر الموافق12/6/2007م وبعد مكوثه في المشفى ما يقارب على 17 يوم ولم يتعافى جريحنا عبد المجيد أبو لحية من إصابته التي ألمت به وتم تحويله للعلاج في إسرائيل ولكن الجانب الإسرائيلي في البداية رفض استقباله وعمل على إرجاعه إلى مستشفى الشفاء وفي اليوم الثاني تم عمل اللازم والتنسيق الإداري وإدخاله إلى مستشفى إيخلوف في إسرائيل في تاريخ 1/7/2007م وبعد عمل إجراء الفحوصات الطبية تبين أن دماء الجريح عبد المجيد أبو لحية متسممة حيث طالبوا الأطباء بسرعة على تجديد دمائه في الصباح الباكر ولكن إرادة الله وعظمته كانت فوق كل شيء بعد أن فشلت كل المحاولات الطبية بإنقاذ حياته, فكان جريحنا يعيش مع الألم وفي صراع مع الموت وفي ساعاته الأخيرة المتبقية له من عمر حياته وهو يلفظ فيها أنفاسه الأخيرة, وفي تمام الساعة الثالثة من يوم الخميس من شهر 5/7/2007م صعدت روحة الطاهرة إلى بارئها ...... فالمجد والخلود لشهيدنا القائد البطل عبد المجيد أبو لحية "أبو جهاد".. والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار... والحرية لأسرانا والشفاء العاجل لجرحانا... نم قرير العين أخي "أبا جهاد" بجوار ربك مع الشهداء والصديقين... اللهم ارحم أخي الشهيد واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا... أيها الأخوة والرفاق الأحبة الدعاء له يا من تقرأ مقالي في سيرته العطرة بالرحمة والغفران إن شاء الله ..... أخوكم ابن الفتح البار// سامي إبراهيم فوده ...