د. سهيلة زين العابدين حماد التقليل من شأن المرأة من خلال مرويات ضعيفة وموضوعة (2) أواصل الحديث عن بعض المرويات الضعيفة والموضوعة التي تقلل من شأن المرأة , وللأسف البعض يحتج بها, بل هناك أحكام فقهية وقضائية بُنيْت على بعضها , ومن هذه المرويات: «ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء» . . عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء»[ صحيح البخاري ، حديث رقم 4706] وفيه سليمان بن طرخان التيمي ، أبو المُعتمر البصري ، ولم يكن من بني تميم، وإنّما نزل فيهم، توفي بالبصرة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة. وقال ابنه معتم : مات وهو ابن (97) سنة، وقال ابن حبّان في الثقات : كان من عبّاد أهل البصرة ، وصالحيهم ثقة وإتقانًا وحفظًا وسُنّة .»قال يحيى بن معين : « كان يدلس». وفي تاريخ البخاري عن يحيى بن سعيد :» مرسلاته شبه لا شيء». و قال ابن المبارك في تاريخه : التيمي وعلية مشايخ أهل البصرة لم يسمعوا من أبي العالية»، وقال ابن أبي حاتم في المراسيل عن أبي زرعة «لم يسمع من عكرمة .قال:وقال أبي : لا أعلمه سمع من سعيد بن المسيّب»، وقال أبو غسّان النهدي:»لم يسمع من نافع ،ولا من عطاء «[ ابن حجر العسقلاني : تهذيب التهذيب ، 4/ 182، 183.] فهذا الراوي مقدوح في روايته، فقيل عنه مدلس ، وقيل عن مرسلاته في تاريخ البخاري شبه لا شيء، ومع هذا نجد خطابنا الديني اعتمد صحته، وأخذ يردده في كثير من المناسبات، وقد غُضّ الطرف عن كل هذا لكونه وارداً في صحيح البخاري، ولأنّه ينال من المرأة.!! * «ليس للنساء سلام ، ولا عليهن سلام « منكر . أخرجه أبو نعيم في «الحلية»( 8/58) : حُدِّثتُ عن أبي طالب : ثنا علي بن عثمان النفيلي ثنا هشام بن إسماعيل العطّار : ثنا سهل بن هشام عن إبراهيم بن أدهم عن الزبيدي عن عطاء الخراساني يرفع الحديث ، قال : فذكره . قال الزبيدي : أخذ على النساء ما أخذ على الحيات : أن ينحجرن في بيوتهن! قلتُ : وهذا إسناد ضعيف ، لانقطاعه في أعلاه، وفي أدناه على جهالة فيه وضعف. أمّا الأول فلأنّ عطاء الخراساني، قال الحافظ ابن حجر في التقريب: «صدوق، يهم كثيرًا، ويرسل، ويدلِّس ، من الخامسة ،مات سنة خمس وثلاثين -يعني ومائة - فهو تابعي صغير، وأمّا الآخر، فظاهر من قول أبي نعيم: «حُدِّثتُ عن أبي طالب»، فلم يذكر الذي حدّثه، وأبو طالب هذا هو ابن سوادة، كما في إسناد آخر قبل هذا، ولم أعرفه أيضًا. لكن الظّاهر أنّ فيه خطأ مطبعيًا، والصواب سهل بن هاشم ، وهو الواسطي البيروني، فقد ذكروا في ترجمته أنّه روى عن إبراهيم بن أدهم، وهو ثقة. والله أعلم.[ الألباني : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، 3/ 623، حديث رقم ( 1430). * « شاوروهن وخالفوهنّ» قال الفتني في تذكرة الموضوعات « لم أره مرفوعًا»[ الفتني: تذكرة الموضوعات ، ص 128.] ، وقال العجلوني الجراحي في كشف الخفاء: «لا أصل له».[- العجلوني الجراحي : كشف الخفاء ، 2/6.] عن أنس رفعه : « لا يفعلنّ أحدكم أمرًا حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشيره، فليستشر امرأة ثُمّ يُخالفها ، فإن ّ في خلافها البركة». في سنده عيسى ضعيف جدًا مع أنّه منقطع ...»وفي الذيل فيه منكر الحديث .[ الفتني :تذكرة الموضوعات، ص 128، 129.]