إهداء إلى مصر الثورة والشعب والتاريخ الأرض التى نحلم بها لازالت تائهة فى صفحات الكتب أعلنتها ثورة على شهرزاد .. هذه المأفونة التى تدفع بمستقبل المملكة إلى الهاوية لتسعد شهريار وتسرى عنه .. وتسخر كل إمكانيات المملكة وصولا إلى هذا الغرض .. وتدفع بى إلى عشرات الرحلات لتجعل هذا المدلل ينام كل ليلة .. نداء : من مولانا الملك المعظم شهريار أدام الله فضله على العباد وجعله لهم زخرا وخير زاد إلى شعب المملكة المطيع والذى لايملك سوى الطاعة والخضوع سيخرج السندباد البحرى من المملكة منفيا محاطا بالذل والمهانة لأنه تجرأ ولم ينفذ أمر شهرزاد مولاتنا السلطانه وبأمر من مولانا المعظم شهريار يمنع قيام أحد من أهل المدينه بوداعة يا أهالى المدينة الحاضر يعلم الغائب .................... منشورات : شهرزاد تزج بالمملكة إلى النهاية المحتومة .. تخلصوا منها ومن تفكيرها اليوم السندباد . وغدا واحد آخر منا حوار : يبدوا أنه لافائدة ياسندباد ؟ لتكن مشيئة الله الشعب لم يتحرك لكنه سيتحرك ذات يوم إلى أين ستمضى الآن ؟ إلى أرض أعرف ملامحها وتعرفنى .................... الخروج : حملت أمتعتى وكتبى التى فتشوها آلاف المرات.. إلى زورقى الصغير الذى لم يسمحوا لى بسواه توجهت كان الرصيف الخالى من أية مودع يبتعد بسرعة ومعالم المملكة تتلاشى رويدا من أمامى .. العاصفة : تدوى السماء فى غضب سحب سوداء تملأ الأفق ترتفع الأمواج تنخفض تتساقط الأمطار يتوه الزورق فى مهب الريح أدخل معه فى دوامة فشلت فى تلاشيها تصطدم رأسى بالدفة أغيب عن الوعى تخرج أمى من بين الأمواج باكية " هذا ما أصابنا جراء تمردك " تهوى سياط فوق جسدى صرخات وقهقهات " إقتلوا الخائن سندباد " مشانق لأمى وأخرى لأبى وسخرية شهرزاد وهى تقول : " سينتظرك نفس المصير إذا فكرت فى العودة .. " ويتوه عقلى عن الوجود فى جزيرة الملعونين : عرفتهم لأول وهلة بعد إستيقاظي من غفوتى الطويلة .. إلتفوا حولى : نفوك من المملكة أنت أيضا ؟ لاعليك ياسندباد ذلك هو نصيبنا سنفرد لك منزلا خاصا معنا ونخصص لك زوجة وخادما يقوم على خدمتك لتمضى بقية عمرك فى هدوء بعيدا عن متاعب السياسة لكننى رغم العرض المغرى شكرت لهم صنيعهم وأكدت لهم أن وجهتى أرضا أعرفها وتعرفنى وعدت إلى زورقى والبحر الضياع : تحولت اليابسة إلى سراب قاتل كلما إقترب منى هرب مرة أخرى الماء نفد والطعام أيضا أتوه في زرقة البحر العريضة المعالم لا تدل على أي شئ تنطبق السماء فوق صدري تتجمد أطرافي رغم لهيب الشمس وتثقل أجفاني رويدا رويدا ...... حيوانات بشرية : برغم مامضي من شهور على إقامتي فى هذه الجزيرة إلا أننى لم أجد حتى الآن تفسيرا لذلك الذى أراه .. فى البدايه ظننتهم حيوانات من نوعا غريب لكن ما إن دققت النظر فيهم حتى إكتشفت أنهم بشر ولهم رؤوس حمير يسيرون على أقدامهم وأيديهم .. وقفزت فوق ظهر أحدهم وأطبقت على عنقه وطلبت منه أن يخبرنى عن سبب تحولهم إلى هذه الشاكلة وإلا قتلته قال وهو يتألم : لأننا لانرهق أنفسنا بالتفكير فى أى شىء ياسيدى عندها كان يجب أن أهرب من هذه الأرض إلى الأرض التى أبحث عنها القراصنة : إعترضت سفينتهم طريقى فى عرض البحر شعرت بعبثية المقاومة قال كبيرهم من فوق سفينته : أنت ياصاح .. هل معك هوية ؟ نعم بالطبع أين ؟ قلت وأنا أقدم له هويتى هاهى خطفها رجاله منى أعطوها له قال فى إمتعاض وهو يلقى بها فى البحر : حسنا .. الآن لاهوية لك أو حتى إسم أو عنوان قلت : ورغم ذلك . فأنا رغم أنفك موجود صرخ فى رجاله : اربطوا زورقه فى سفينتنا إعترضتهم صائحا : مستحيل يحدث ذلك .. وجهتنا مختلفة تماما ولو .. قد يتفتت زورقى ويغرق ؟ ليكن وأنا قد أموت ؟ ............ ؟ ربطوا زورقى رغما عنى فى سفينتهم وأخذوا يشقون بى عرض البحر .................. إصطدم زورقى بأحد الشعب المرجانية إنشطر نصفين وطفا صندوق ملابسى على وجه المياه فتعلقت به فى أرض الأقزام : ما إن لمحونى قادما من على الشاطىء حتى إلتفوا حولى فى دائرة كانت أجسادهم قصيرة كلهم جميعا أقزام وقامتهم منحنية قالوا فى صوت واحد : تحت أمرك ياسيدى نحن رهن تصرفك لحظتها عرفت سبب تقزمهم وهربت من جزيرتهم بعد أن صنعت لنفسى زورقا جديدا الرحلات التالية : رحلة بعد رحلة أجوب البحار وأبحث دون كلل وعقل شهرزاد لايكف عن زجى فى آلاف الرحلات والحكايات تتناقلنى الأفواه جيلا بعد جيل أبحث دون كلل عن أرض أعرفها وتعرفنى وتتوه معالم زورقى فى المياه وتختفى