كان المشهد كئيبا فى كل أركان مصر وكالات الأنباء العالمية تتناقل الأخبار بلطجية يهاجمون مديرية أمن الجيزة البلطجية يهاجمون وزارة الداخلية حريق يشتعل فى مبنى الأدلة الجنائية إقتحام السفارة الإسرائيلية بلطجية يخطفون فتاة فى وضح النهار صور تواترت وراء بعضها .. ووسط كل ذلك كانت هناك صور أخرى لم تسجلها عدسات الفضائيات .. صورة منها واجهتها فى منطقة المعادى .. عندما واجهتها أغمضت العين وإحساس بالثقة يحتلنى لقد أمنت بمصر الأخرى مصرالتى لم تتحدث عنها الفضائيات أوترصدها مصر التى جعلتنا رغم البعاد ورغم التلوث والزحام والفوضى نعشقها وإن هجرتنا .. نعود لها وإن طردتنا .. مصر التى لم يحاول البعض التوقف عندها لهدف يدبر لوطننا فى الخفاء .. مصر الشعب والأرض والعرض مصر الحوارى الشعبية التى تجد فيها شهامة أولاد البلد ومجدعة شباب السيدة زينب مصر القديمة وسور مجرى العيون وفم الخليج والسيد عائشة والبساتين والخليفة وأولاد المنطقة الأوفياء الذين مهما إختلفوا معك تجدهم بجانبك متناسيين أى خصومات بينك وبينهم . مصر التى لم تحاول صحفنا العزيزة التوقف عندها لأن مصر الأخرى لاتستحق أن يتوقفوا عندها بينما توقفوا عند الفرقعات والسلبيات والإنفجارات والفوضى الأمنية . أول أمس كنت فى منطقة المعادى ووضعت سيارتى فى مكان جانبى مخصص لإنتظار السيارات فى شارع عمومى بجوار أكاديمية السادات للعلوم الإدارية ودخلت المكان المحدد الذى غبت داخله لحوالى ساعة كامله . وعدت إلى سيارتى لاجد أحد الشباب بجوارها وقبل أن أدلف إلى السيارة قال لى : حضرتك صاحب العربية ؟ أومأت له بالإيجاب فقال : حضرتك نسيت إغلاق زجاجها الأمامى دققت النظر فى السيارة فاكتشفت أن الزجاج الأيمن للسيارة بالفعل مفتوح .. فقلت له : فعلا الزجاج الأيمن مفتوح يبدو أننى نسيت إغلاقه فعاد الشاب قائلا : أنا أنتظرك منذ ساعة هنا حيث لم أستطع الإبتعاد عن السيارة خوفا من أن يسرقها أحد فضحيت بمواعيدى من أجل الوقوف بجوار سيارتك حفاظا عليها من السرقة لحين عودتك . هذا المشهد حدث فى نفس التوقيت الذى إنفجرت فيه الأوضاع داخل مصر ومانشيتات الصحف تتواتر لتزعم أن مصر غير قادرة على حماية أمنها وأمن السفارات داخلها وأمن مواطنيها وطلبات عاجلة لدى الإتحاد الأوروبى للتدخل ضد مصر .. وباراك أوباما يحذر ويهدد ويتوعد .. ورغم ذلك كانت صورة هذا الشاب تقفز بقوة رغم كل التحديات التى تعيشها مصر لتؤكد للعالم من حولنا أنه ورغم كل شئ إلا أن مصر الحقيقية ستبقى قوية شامخة بالأبناء الذين لم يتغيروا وظلوا كما هم .. وصورة هذا الشاب لم تكن صوة وحيدة من نوعها إنما كانت منتشرة فى كل قرى ونجوع مصر لكن وسائل الإعلام لم ترهق نفسها فى تسليط الضوء عليها . وأمثال هذا الشاب الرائع إلتقيته فى طرق شتى عديدة يحمى الناس فى الكثير من قرى مصر يواجه الفساد بقوة دون أن يهاب حالة الفوضى والإنفلات الأمنى يمسك عصا مع أترابه ليقفوا فى أول الحارة ليرصدوا أى غريب يشكوا فى أمره ليوقفوه ويتصدوا له إذا كان ينوى بأهل الحارة شرا يدافع عن بنت منطقتة التى تأخرت رغما عنها فى العمل يقف بشراسة مع شباب المنطقة ضد اللصوص الذين يحاولون إستغلال الموقف الراهن والإنفلات الأمنى هو .. هو .. نفس الشاب الأسمر الذى يجعلك تثق أن مصر بخير وأهل مصر رغم التراب والفوضى والإرهاق لازالوا هم أبناء النيل القادريين على قيادة وطنهم لبر الأمان هؤلاء نحن فى حزب شباب مصر راهنا عليهم واثقين كل الثقة أننا سوف نكسب الرهان وإن حاولت بعض الفضائيات طمس هوية شعب مصر الأصيل وإن حاولت ملايين الدولارات القادمة عبر بلاد أوروبا وبلاد العم سام تغيير وطمس هذه الهوية فإننا نعلن ونؤكد للجميع أن حرارة النيران تزيد المعدن الأصيل صلابة