( 1 ) بحثت عنك في كل الوجوه ترقبتك في كل العيون فما لمست سوى الجمود يسكنها وجم السكون وما وجدت مرفئا التجئ اليه سوى عينيك بحثت عنك والشمس خجلة تختبئ شيئا فشيئا من السؤال من لهف الخطى أين لقياك أيها الطيف الراحل وأنت بقربي أيها المبتعد البعيد ناديت وذاب صوتي بصدري المهترئ وتقطعت آلامي بلحظة العجز والتمرد لتزيدني جنونا وتزيدك صمتا أيا فؤادي أين المقادير بك حطت وبقبي قد خمدت أين كان هروب السؤال أين ولى مخترقا الآمال لأغدو معك كلمة محال ( 2 ) ما لي أرى لصبوح الوجه أكثر الأقنعة غموضا الزيف عنه يزول لنتهاوى كالزنابق في عمري.... وعمرك وعمر الخريف الراحل من أنت ؟ سوى ملاك كل يوم يأتيني بقناع أخشاه أبحث عنك أهرب إليك واليوم كصومعة تتهادى بها الجراح وبعدك أترك خائفة معدمة ومن الأفراح مجردة ( 3 ) ضجت بي أمواج البحر العتية من حيرتي من شرودي وجنوني فألف آه في الفؤاد عالقة يتردد الوجع فيها لينتحر وتهترأ الروح من تيه السؤال من عتب السؤال والحجاب بيني وبينك ينسدل يحرقني يجرفني ويلقاني البحر مثلك باكيا ( 4 ) أيتها الأمواج الثكلى مثلك ليتني أكون حرة لا تعرفني مواجع المسير ليتني مثلك أرحل وأتوه في لذة النسيان وأحمل لك ألف عتاب وسؤال....وملام