وجهت جبهة الإبداع المصرية رسالة مباشرة إلى الشعب التونسي؛ بشأن تصريحات وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك، الذي تحدث عن معايير المشاركة في المهرجان الموسيقى الأعرق بالوطن العربي قرطاج، والتي شكلت صدمة في الأوساط الفنية العربية. والتقى وفد من الجبهة بالسفير التونسي في القاهرة، وسلمه رسالة رسمية إلى الشعب التونسي وحكومته، تضمنت احتجاجًا على تصريحات وزير الثقافة التونسي، ووعد السفير بنقل الرسالة إلى سلطات بلاده، آملاً بالوصول إلى حل للأزمة. وكان وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك عبر احد المحطات الاذاعية التونسية، وقال: "ان مسرح قرطاج لن يكون الا للفن الراقي والملتزم". وسعى مقدم البرنامج خلال الحوار مع الوزير التونسي مهدي مبروك لاستعراض اسماء فنانين كانوا ممن وطئت اقدامهم واعتلت مسرح قرطاج، حيث اكد "ان هناك مهرجانات صيفية في تونس وهو مهرجان قرطاج، حيث سنعمل على الارتفاع والارتقاء بالذائقة الفنية حتى تكون خشبة المسرح تليق بتونس وتليق بثقافة تونس". وعند تدخل المذيع وعرض اسماء على الوزير التونسي مهدي مبروك وطرح هذه الاسماء ومنها نانسي عجرم واليسا وفضل شاكر، رد الوزير: "لو على جثتي لن يكون لهم موطئ قدم في تونس". وعند ذكر الموسيقار ملحم بركات، تبسم الوزير وقال: "سوف يناقش ضمن قائمة الاسماء التي تعمل عليها وزارة الثقافة التونسية". وعند ذكر اسم الفنان تامر حسني وشيرين، قال الوزير: "لن يكون لهم وجود"، ويقصد بكل المهرجانات التي ستقام في تونس، ليؤكد "ان هناك قائمة باسماء فنانين لن يكون لهم موقع قدم بهذه المهرجانات". واعتبرت الجبهة، أن تلك المعايير "لا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال إلا خروجًا على الروح العامة للحرية، التي وهبتها لشعوبنا دماء واجهت الاستبداد". وجاء في الرسالة: "استطاع الفن في أحلك فترات الاستبداد والقمع، أن يكون هو وسيلة التواصل الشعبي العربي الوحيدة القادرة على أن تجتمع تحتها كل أمتنا في توقيت، قرر فيه المستبدون أن يفرقونا، وكان الفنان العربي هو رافع راية (الحلم العربي) في وجه الساعين لقتله". وأكدت الجبهة، أن القضية لا تخص أشخاص النجوم الذين تم الإعلان عن إقصائهم من المهرجان، وإنما هي بالدرجة الأولى قضية تخص حرية الإبداع وأن مهرجان "قرطاج" هو واحد من أهم مهرجانات الإبداع في العالم، والأقدم في المحيط العربي، ولا يمكن شطب تاريخه كله بممحاة أخلاقية، تزن الإبداع بغير موازينه. واعتبرت أن فرض ما سماه وزير الثقافة التونسي ب"ديكتاتورية الذوق السليم"، هو إهانة للمهرجان وتاريخه، قبل أن تكون وصاية على الفن والعقل العربيين. وأكدت الجبهة أنها واثقة في أن "تونس وشعبها أقوى إرادة وأعمق جذورًا من كل محاولات تسطيح الرأي أو تهميش القضية"..