تزداد المخاوف الاسرائيلية يوما بعد يوم ، جراء التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية ، بعد نوبة «الربيع العربي» التى هبت من تونس مرورا بمصر وصولا الى شواطئ ليبيا ، والأن تدق أبواب سوريا ومن قبلها اليمن والتى أحدثت تغييرات جوهرية أسفرت عن صعود التيار الإسلامي على حساب القوى العلمانية التى ثبت ضعفها وعدم تقبل الشارع العربي لها ، على الأقل في بلدان الربيع العربي الثلاث "تونس ،مصر ، ليبيا" . فمصادر سياسية رفيعة بالحكومة الإسرائيلية قالت إن جماعة "الإخوان المسلمين" فى مصر يتخذون موقفا معاديا وبراجماتيا ضد إسرائيل، مضيفة أن النية لديهم تتجه نحو الحفاظ على معاهدة "كامب ديفيد" للسلام ولكن فى الوقت نفسه ترفض تطبيع العلاقات مع تل أبيب. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن المصادر قولها إن الإتصالات مستمرة بين البلدين حول قضية الجاسوس الإسرائيلى "عودة الترابين" المسجون فى مصر منذ عدة سنوات بتهمة التجسس لصالح الجيش الإسرائيلى. من جهة أخرى قالت المصادر السياسية للإذاعة العبرية، إن إسرائيل تؤكد للأردن أهمية قيامه بتعيين سفير جديد له فى تل أبيب، ولكنها تتفهم امتناعه عن ذلك فى ظل المتغيرات الراهنة فى المنطقة. وفيما يتعلق بالوضع فى سوريا، قالت المصادر إن الرئيس بشار الأسد يرتكب جرائم قتل مروعة، معتبرة أن الإطاحة بنظامه ستعود بالفائدة على الشعب السورى والمنطقة برمتها. وأكدت المصادر السياسية أن إسرائيل تعد العدة لأى سيناريو قد يحصل على الحدود الشمالية لها فى حال سقوط نظام الأسد. كان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ، قد أعرب عقب فوز الإخوان المسلمين بأغلبية مقاعد برلمان مابعد الثورة عن مخاوف بلاده من ازدياد قوة جماعة الإخوان المسلمين في مصر .. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك أمنياته خلال كلمته بجلسة كتلة الاستقلال بالكنيست أن تحافظ القيادة المصرية الجديدة – أيا كانت - على الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وكذلك استمرار جهود محاربة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء. وكان مسؤول أمني إسرائيلي قال لصحيفة «يديعوت أحرونوت» في وقت سابق "إن نتائج الانتخابات في مصر أخطر مما توقعنا" في إشارة إلى فوز الإخوان والسلفيين بأغلبية مقاعد البرلمان في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وكان باراك حذر في وقت سابق مما سماه "عملية الأسلمة بالدول العربية" لكنه اعتبر أنه من السابق لأوانه التكهن بتأثيرات التغيرات القائمة بالبلاد العربية على المنطقة مستقبلا، لاسيما وأنه ترتب على كثير منها صعود للإسلاميين في هذه البلاد. فيما أعرب بنيامين نتنياهو ، رئيس الحكومة الاسرائيلية، عن أمله في أن تعترف أي حكومة قادمة في مصر بأهمية الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل كما هي، باعتبارها "أساس الأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي".