من مطار العاصمة الليبية طرابلس إلى قاعات المباحثات المغلقة.. حفلت زيارة المجلس العسكري الحاكم في مصر المشير محمد حسين طنطاوي بالدلالات، فهي زيارة الخارجية الرسمية الأولى للمشير منذ استلام المجلس العسكري السلطة في مصر وتوّجت مباحثاته مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل بالتأكيد على تفعيل التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة الشعبين وفق البيان الرسمي للزيارة. ملفات الأمن والتعاون القضائي وضبط الحدود تصدرت المباحثات التي حضرها وزراء من الحكومتين، في حين أثار النظام اليبي قضية أعوان النظام السابق الذين لجئوا إلى مصر. الثورتان المصرية والليبية أفرزتا ملفات سياسية وأمنية مستجدة، كما أوجدتا حاجة متبادلة لتعزيز العلاقات الإقتصادية التي توافقت من خلال التوقيع على عدد من اتفاقات التعاون الثنائي. العلاقات الاقتصادية بين مصر وليبيا تميزت تاريخيا بالتقارب لا سيما في مجالات الطاقة والتبادل التجاري والتعليم والعمالة، حيث بلغ حجم العمالة المصرية في ليبيا قرابة 1.5 مليون عامل قبل الثورة الليبية. وفي ضوء الحاجات الملحة لاقتصادي البلدين والفرص السانحة ما بعد الثورتين، وقع الوزراء الليبيون والمصريون مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة في الإسكان والبترول والاتصالات والتعليم العالي والصحة وغيرها. ويرى النظام الجديد في ليبيا أن ثروة شعبه يجب أن تستثمر في تعزيز المصالح المشتركة مع دول الجوار لا أن تكون ورقة ابتزاز كما كان يحدث في السابق وفق ما قال رئيس الحكومة المؤقت .