إستكمالا لما بدأناه فى أدب تشارلز ديكنز وخاصة فى روايته أوليفر تويست والتى كشف فيه عن طبقات المهمشين فى المجتمع الإنجليزى فقد جال فى خاطرى عقد مقارنة بين أدب ديكنز ونجيب محفوظ لما وجدت فى أدبهما من نقاط إلتقاء كثيرة تمثلت فى كشفهما بصورة غير مباشرة عن تلك الفئة الضائعة فى المجتمع والمنسحقة تحت عجلات مايسمى بالنهضة والثورة الصناعية . لقد ألقى كل من الأديبين الأضواء على الفئات المهمشة دون التعريض بها أو الإساءة إليها ، بل عرض الأديبان صورة هؤلاء فى إطار يجذب تعاطف العالم المتحضرنحو هؤلاء الذين ضاعوا تحت سيطرةالفكرالرأسمالى الذى سحق المجتمعات فى سبيل رفعة أفراد يمتلكون الثراء والثروة والنفوذ ؛ لذا فإن أدب محفوظ وديكنز يظل باقيا لأنه من الآداب الإنسانية الراقية .