تابع الباحثون من كلية الطب بجامعة ستانفورد لمدة عشرين عاماً مجموعة بلغت أكثر من خمسمائة شخص من كبار السن الذين حافظوا على عادة الهرولة اليومية، ومقارنتهم بمجموعة مماثلة في العدد ومقدار العمر، ممن لم يعتادوا الهرولة اليومية أو يُحافظوا على ممارستها وكان الجميع في حوالي الخمسين من العمر، أو أكثر قليلاً، عند بدء الدراسة ومتابعتها.وانتهوا إلى الاستمرار بانتظام في الهرولة اليومية يُخفف ويُبطئ كثيراً من تأثيرات الشيخوخة لدى تقدم العمر
ذلك أن أولئك المُهرولين يومياً في مضمار البحث عن الصحة والعافية لأجسادهم ولأرواحهم، كانوا أقل إصابة ومعاناة من الإعاقات حال بلوغهم سن السبعينات أو الثمانينات من العمر وأن اولئك المهتمين بنشاطهم البدنى، من خلال المداومة على الهرولة اليومية ، كانت نسبة الوفيات المبكرة بينهم أقل بمقدار خمسين بالمائة ، مقارنة بأقرانهم ممن خلدوا إلى نمط الراحة دون نشاط البحث عن الصحة والسعى ورائها
ولخّص البروفسور جيمس فرايز، طبيب الباطنية والباحث الرئيس في الدراسة، ما تقوله هذه الدراسة، إن كان على المرء أن يختار شيئاً واحداً يجعل صحة الناس أفضل حال شيخوختهم، فإنه سيكون ممارسة تمارين إيروبيك الهوائية. والتي من أفضلها رياضة الهرولة وتحديداً توصل الباحثون إلى أن بعد عشرين عاماً من المتابعة، توفي حوالي خمس وثلاثون بالمائة من مجموعة عدم الهرولة اليومية، بينما تُوفي فقط خمسة عشر بالمائة من مجموعة المُهرولين! هذا بالرغم من تدني مقدار وقت الهرولة طوال الأسبوع من أربع ساعات عند بدء الدراسة إلى حوالي ساعة أسبوعياً بعد عشرين عاما وبشكل أدق، كانت الوفيات بأمراض القلب والدماغ والسرطان والالتهابات الميكروبية أقل بين مجموعة المُهرولين نحو الصحة والعافية
ومن مجمل المراجعات الطبية، فإن الهرولة، كأحد أفضل تمارين إيروبيك الهوائية، لمن هم فوق سن الخمسين، تعمل على خفض ضغط الدم، وتقليل احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب، وتحسين أعراض ضعف القلب، وتقليل الحاجة إلى الدخول إلى المستشفى لتلقي المعالجات الطبية، وتُحسن من مستويات الكولسترول، وتُخفف من مضاعفات مرض السكري، وتُساعد الجسم على استهلاك السكريات والدهون، وتُقلل من فرص تسريب المعادن من بنية العظم، وتُقلل من احتمالات الإصابة بكسور العظام ، وتحد من احتمالات السقوط والتعثر، وتُعطي مرونة أفضل للمفاصل، وتُخفف من آلامها، وتُفيد في الحصول على نوم ليلي أفضل، وتُحسن من عمل الذاكرة الدماغية، وتزيل الكثير من أسباب الاكتئاب، وتقلل من خطورة الإصابة بأنواع شتى من السرطان، وتحمي من حصول السمنة. فالهرولة وسيلة مجانية نحمي بها، بل نرفع بها، من مستوى استمتاعنا بحياتنا في وقت سيُعاني الغالبية من المشاكل الصحية فيه وسيُنغص عليهم المرض من أي لذة قد يتوقون إلى عيشها