تزداد الأزمة السورية إشتعالا و خاصة بعد أن كثف الجيش السورى وقوات الأمن حملتهما فى مدن وبلدات سورية محاولة كبح مظاهرات مليونية ضخمة فى معظم المدن السورية فى إطار ما أطلق عليه جمعة «صمتكم يقتلنا»إلا أنهم فشلوا فى ذلك ، وهى الجمعة الأخيرة قبل شهر رمضان الذى سيشهد مفاجآت ثورية قد تعجل بإسقاط نظام بشارالأسد، بحسب نشطاء سياسيين . وفى نفس السياق ،قصفت قوات الجيش حى الحويقة ما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص، أتبعه حدوث انشقاق كبير، حسبما تحدث الناشطون بالمدينة، ومواجهات بينه وبين الأمن العسكرى بعد منتصف ليل أمس الأول. وأفاد الناشطون بانشقاق الكتيبة السابعة من اللواء 137 مدرعات. وأكد شهود العيان والناشطون أن مساجد المدينة والأهالى فى الشوارع يرددون خبر مقتل محافظ المدينة المعين حديثا سمير الشيخ ورئيس الأمن العسكرى جامع جامع، بلا أى تأكيدات دقيقة سوى أن الغموض لا يزال يلف مصيرهما حتى الآن. وفى سياق متصل بانشقاقات الجيش نشر ناشطون على الإنترنت صورا لضباط وعناصر بالجيش أعلنت انشقاقها فى بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب، إضافة إلى حديث الناشطين عن وقوع انشقاقات أخرى فى كل من بلدة مضايا والزبدانى بريف دمشق. وجاءت تلك التطورات فيما شهدت مدن وبلدات سورية مظاهرات حاشدة تقترب من المليونيات ردد فيها المتظاهرون شعارات منها ما يتعلق باعتزامهم إسقاط نظام الاسد فى شهر رمضان، حيث رفعت لافتات كتب عليها: «اللهم اعنا على الصيام والقيام وإسقاط النظام». واستخدمت القوات السورية الآليات المدرعة والقناصة لاستهداف المدن الثائرة ومحاصرتها، ونقلت وكالة رويترز عن بعض السكان مقتل مدنيين اثنين فى بلدة مضايا قرب دمشق. ولم تنقطع المظاهرات منذ ليلة أمس فى معظم المدن السورية الأول فى إطار تكتيك ثورى لإنهاك قوى الأمن. وقال منظمو المظاهرات إنهم أطلقوا على جمعة أمس شعار «صمتكم يقتلنا» فى إشارة إلى الصمت العربى الرسمى إزاء المجازر التى يرتكبها النظام السورى فى حق الشعب. وبالتزامن يواصل مؤتمر اسطنبول للجمعيات والمنظمات الحقوقية السورية انعقاده لبحث سبل دعم الثورة السورية. أعلنت منظمة "سواسية" السورية لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت 20 متظاهرا على الاقل في شتى انحاء سوريا يوم جمعة أمس . وقالت المنظمة المستقلة في بيان إن قوات الامن تواصل القمع العنيف ضد المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية وسقوط النظام وقامت باستخدام الذخيرة الحية ضد معظم الاحتجاجات في كل انحاء سوريا وأوضح ناشطون إن مظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة في احياء دمشق وريفها وحمص وحماة واللاذقية، وبانياس وسراقب وادلب والزبداني ودرعا والبوكمال ودير الزور. وكانت قوات الأمن السورية فرضت حظر تجول في بعض المناطق واغلقت اخرى، تحسبا للمظاهرات الاحتجاجية كما استمر الجيش في عمليات المداهمة والاعتقال حسب منظمات حقوقية. وجرت كبرى هذه المظاهرات في مدينة حماة، وهو ما حدث في ظاهرات الأسبوع الماضي. في غضون ذلك، تفيد الأنباء بأن الجيش السوري يستعد لتنفيذ عملية عسكرية في مدينة دير الزور غربي البلاد التي قتل فيها خمسة أشخاص خلال الليلة الماضية. و في دمشق ذكرت مصادر حقوقية أن هناك عملية تعزيزات للجيش تُنقل إلى المدينة. وقالت هذه المصادر لوكالة رويترز إن مصادمات اندلعت الليلة الماضية بين افراد المخابرات الحربية وسكان في دير الزور على خلفية اعتقالات واسعة. ودفع ذلك بالأهالي إلى التجمع امام منزل المحافظ احتجاجا كما قطعت الاتصالات عن المدينة. وقد نفى محافظ دير الزور سمير عثمان الشيخ ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول مقتله. وفى سياق منفصل نقل التلفزيون عن مصادر رسمية سورية قولها إن عبوة ناسفة استهدفت خط النفط بين مدينة حمص وسط سورية ومدينة طرطوس الساحلية في منطقة تلكلخ قرب سد تل حوش. واضافت المصادر السورية ان استهداف الخط النفطي في هذا الموقع كان لتسريب النفط الى مياه السد وتخريب المحاصيل الزراعية في المنطقة. في المقابل نفى ناشطون سوريون مسؤولية المعارضة عن انفجار خط الأنابيب قرب حمص. وكانت مدينة تلكلخ التابعة لمحافظة حمص قد شهدت منذ شهرين احتجاجات ومظاهرات تطالب باسقاط النظام. كما شهدت سقوط قتلى وجرحى نتيجة الصدامات بين القوى العسكرية والأمنية مما ادى الى دخول الجيش اليها ونزوح اعداد كبيرة من سكانها الى لبنان كونها تقع على الحدود مع لبنان. وكان خط للنفط قد تعرض للتخريب قرب دير الزور شرق سورية منتصف الشهر الجاري.