الحقيقة المرة التى أكدتها مباراة القمة الأخيرة والتى انتهت بفوز الأهلى 3 1 هى أن الزمالك لم يستطع الفوز على الأهلى فى مباريات الكأس طوال ال52 عاما الأخير فلم تفلح تصريحات حسام حسن النارية قبل مباراة القمة فى كسر هذا الاحتكار، وذلك عندما أعلن أن لا يوجد إلا الأبيض على الساحة الكروية المصرية حاليا، الرد كان عنيفا من قبل حسام البدرى ولاعبوه الذىن فضلوا أن يكون فى الملعب ليواصلوا مسلسل التفوق .. وأيضاً يستمر السؤال الذى يطرح نفسه منذ سنوات : إلى متى سنعتبرها قمة ؟! برغم الحماس الذى ظهر على لاعبو الزمالك بداية المباراة والذى ترجم لهدف سريع لحسين ياسر المحمدى فى الدقيقة الأولى من المباراة، إلا أن هذا التفوق لم يستمر كثيرا، فسرعان ما تحولت دفة اللقاء نحو القافلة الحمراء، فقد شهدت المباراة طوفانا من الهجمات الحقيقية والتى كانت كفيلة بإدخال هذه المباراة للتاريخ من أوسع أبوابه. فقد نجح حسام البدرى فى استغلال المساحات الواسعة فى وسط ملعب الزمالك وكثف هجماته من ناحية الأطراف، مستغلا تفوق سيد معوض وشريف عبد الفضيل الذى نجح فى خلخلة دفاعات الزمالك، حتى نجح فى احراز هدف التعادل للأهلى فى الدقيقة ال17 من الشوط الأول من ضربة حرة ثابتة، لتتواصل الهجمات الحمراء دون توقف، وتسابق لاعبو الأهلى فى إضاعة الفرص، فقد تخلى الحظ عن ابو تريكة وبركات وسيد معوض ومحمد فضل وأحمد حسن. مجريات المباراة أعادت للأذهان ذكريات مباراة 2001 الشهيرة والتى فاز فيها الأهلى 61 على الزمالك، لكن لاعبو الأهلى لم يتمكنوا من استغلال هذه الفرص، حتى جاءت الدقيقة 38 من الشوط الأول ليعلن محمد فضل تفوق الشياطين الحمر بهدفين مقابل هدف، لم يقنع لاعبو الأهلى بهذه النتيجة وواصلوا سيل الهجمات ووقف الحظ تارة مع الزمالك وتألق عبدالواحد تارة أخرى حتى انتهى الشوط الأول من المباراة. بداية الشوط الثانى لم تختلف كثيرا فقد واصل الأهلى هجومه المستمر، وواصل لاعبوه اهدار فرص حقيقية، وأخيرا يقف الحظ بجوار الخلوق أبوتريكة فى الدقيقة السابعة من الشوط الثانى محرزا الهدف الثالث، فى ظل استسلام تام للاعبو الزمالك، وفقدان حسام حسن على السيطرة على الملعب، واستمرت المباراة على وتيرة واحدة هجوم مستمر من الأهلى، وحظ مساند للاعبى الزمالك شبه المستسلمين، لتنتهى المباراة بفوز الأهلى 3 1 ليلتقى فريق بتروجيت فى دور ال8 فى مباراة لا تقل فى صعوبتها عن مباراة الزمالك. الجميل فى مباراة القمة هذه المرة هى أنه كانت مسبوقة بالشحن والتصريحات النارية، إلا أن نهايتها كانت قمة فى الروعة والتحضر، من الحسامين، فبعد اللقاء تعانق المديرين الفنيين للأهلى والزمالك، أذابت الجليد بين الفريقين، وتركت بصمة جميلة، هدأت من ثورة وغضب جماهير الزمالك، وفى نفس الوقت جعلت جماهير الأهلى تتواضع تواضع المنتصر. المباراة شهدت عددا من الأرقام القياسية منها تصدر أبوتريكة قائمة هدافى مباراة القمة برصيد 10 أهداف متفوقا على زميله عماد متعب وأيضا جمال حمزة صاحب المركز الثالث ب7 أهداف، كما شهدت المباراة رقما قياسيا آخرا وهو اهتزاز شباك عبد الواحد السيد 28 مرة فى مباريات القمة متفوقا على زميله محمد عبد المنصف الذى منى مرماه ب27 هدفا، بذلك تكون شباك الزمالك اهتزت فى مباريات القمة 55 مرة فى ال10 سنوات الأخيرة.