لا يفرق معى مظهرى لأن الشغل مش عيب أردت تشجيع الشباب على العمل وقررت أن أبدأ بنفسى المشروع لم يكلفنى سوى 400 جنيه فقط.. والبليلة ب"المانجو والبسكويت" الأكثر طلبا والدتى كانت معترضة فى البداية لكنها اقتنعت مع الوقت شعوره بمعاناة غيره من الشباب وشكواهم الدائمة دفعه لأن يبدأ بنفسه ليكون هو النموذج والقدوة، فإلى جانب عمله كمعيد جامعي صباحا، فهو يعمل أيضا "بائع بليلة" ليلا، حيث اختار أن يقف ليبيع البليلة مساء كل يوم بأحد الشوارع الشهيرة بمدينة نصر، ليثبت للجميع أنه يمكن لأى شخص أن يعمل فى أى وظيفة أيا كان منصبه أو مكانته الاجتماعية أو العلمية.. هو فوزى النبراوى، شاب عمره 27 سنة، تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ويعمل حاليا معيدا بمعهد العلوم الإدارية كما يعد رسالة الماجستير الخاصة به عن ريادة الأعمال.. فى الحوار التالى تفاصيل أكثر عن فوزى النبراوى ومشروع البليلة.. - متى قررت أن تبدأ مشروع "البليلة"؟ بما أننى معيد وموضوع رسالة الماجستير الخاصة بى عن "ريادة الأعمال"، فأنا دائما مهتم بمشروعات الشباب، وذات مرة كنت أتحدث مع الطلاب عن الاقتصاد وظروف البلد والبطالة ومتطلبات سوق العمل ووجدت معظم الطلبة يشكون من ضعف الإمكانيات المادية، ولا أنكر اننى أيضا أعانى من نفس المشكلة فقررت أن أبدأ بنفسى وأن أقوم بعمل مشروع خدمى جديد برأس مال بسيط ففكرت فى حاجة أحبها وأستطيع أن أنفذها بيدى وبالإمكانيات المتوافرة فى البيت بكل سهولة. - لماذا اخترت البليلة تحديدا؟ لأنها من أكثر الوجبات المفضلة بالنسبة لى وأحيانا كنت أبحث كثيرا عن أى بائع بليلة فلم أجد فقررت أن أبيعها حتى تكون متوافرة لمحبيها، بالإضافة إلى أننى شعرت برغبة شديدة فى تطويرها وتقديمها بطرق مختلفة ومبتكرة، كما أن مكوناتها متاحة فى المنزل وغير مكلفة وبالتالى سهلة التصنيع فى المنزل، لذلك لم أفكر فى عمل سندوتشات أو بيع أى نوع آخر من الطعام لأن هدفى الأساسى كان تنفيذ مشروع غير تقليدى. - متى بدأت مشروعك؟ بدأت فى عام 2017 وتوقفت لفترة ثم عدت مرة آخرى منذ عدة أشهر، والحمد لله أشعر بتحسن فى الوضع عموما حيث أصبحت معروفا للزبائن بدرجة كبيرة جدا. - كم كانت تكلفة بدء المشروع؟ لم يكلفنى الأمر سوى 400 جنيه فقط، قمت منهم بشراء Ice box والقمح والسكر واللبن والفواكه والشيكولاتة وغير ذلك من الخامات. - ألم تشعر بأن عملك فى بيع البليلة سوف يؤثر على مكانتك أو وضعك وسط الطلاب أو بين زملائك من الأساتذة والمعيدين بالجامعة؟ إطلاقا، أنا لم أفكر أبدا فى الشهرة أو كلام الناس أو أى شىء من هذا القببيل، فهذا كله لا يفرق معى، كل ما يهمنى هو أننى أرضى ربنا ولا لأ بغض النظر عن أى كلام أو آراء لأى شخص، "أنا ممكن أشتغل فى أى مكان وأى مجال مادام شغل حلال مش عيب". - ماذا عن رد فعل أسرتك؟ والدتى كانت رافضة الموضوع تماما، وكانت خائفة علىّ من التعامل مع المتسولين وأطفال الشوارع وكذلك كانت قلقة جدا من التعرض لأى مشاكل من أى نوع وللأسف فشلت كل محاولاتى لإقناعها بالفكرة وحاولت معها كثيرا لكن بدون جدوى فاضطررت لبدء المشروع من منزل أحد اصدقائى، وبعدما لمست ردود أفعال جيدة بدأت تستوعب الفكرة خاصة بعدما عرفت أن هدفى هو تشجيع الشباب غير القادر على تحمل أعباء المعيشة والظروف المادية الصعبة بفكرة بسيطة وغير مكلفة ولا تحتاج إلى رأس مال على الإطلاق. - هل تقوم بعمل البليلة بنفسك؟ أقوم بعمل كل شىء بنفسى، بدءا من شراء كل الخامات من قمح وسكر وحليب وخلافه، وأقوم بنقع القمح وتسوية البليلة وتعبئتها والنزول لبيعها فى الشارع للناس، وكذلك أقوم بعمل الدعاية والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعى بمفردى، فالفكرة والمشروع بأكمله أقوم به من أوله لآخره بمفردى وبدون مساعدة أى شخص. - ما هى أهم أنواع البليلة التى تقدمها؟ أقدم أنواعا كثيرة جدا من البليلة من ابتكارى منها بالفواكه المختلفة مثل الموز والفراولة والتفاح والمانجو، والشيكولاتة والبسكويت والآيس كريم والكراميل والعسل وغيرها من الأنواع، لكن البليلة بالمانجو والأوريو هى الأكثر طلبا من الزبائن عندى لأن طعمها مميز فعلا. - ما الهدف والرسالة التى تسعى لتوصيلها من خلال تجربتك؟ هدفى الأساسى هو توصيل رسالة للشباب وإقناعهم بأن أى شخص يستطيع أن يجد فرصة عمل بأقل الإمكانيات ودون أن يبذل جهدا كبيرا وبدون حتى أن يحتاج إلى رأس مال ضخم، مادام العمل حلالا فلا يوجد أى مانع من أن أقوم به مهما كانت مكانتى الاجتماعية أو مركزى أو منصبى فالعمل الحلال ليس عيبا، لذلك كان من الضرورى أن أبدأ بنفسى وأن أكون أنا المثل والقدوة كى أثبت للناس أن الأمر عادى جدا ولا يوجد فيه أى تعقيد. - ماذا أضاف لك العمل كبائع بليلة؟ أضاف لى الكثير حيث أتاح لى فرصة أكبر للاحتكاك بالناس والتعامل مع فئات مختلفة من المجتمع، فأنا فى الجامعة أتعامل فقط مع الطلاب، أما فى الشارع فتعاملت تقريبا مع كل فئات المجتمع فأتعامل مع الأطفال والكبار والسيدات والفتيات والشباب، فأضاف لى خبرة فى التعامل مع مختلف قطاعات المجتمع كما ساعدنى على تطوير مهاراتى فى التسويق والدعاية لنفسى وللمنتج الذى أقدمه لأن عملى فى الجامعة لم يتح لى فرصة تعلم كل هذه المهارات، فالواقع العملى يختلف عن الكلام النظرى تماما. - ماذا تقول للشباب المحبط الذى يرى دائما صعوبات شديدة فى أخذ قرار بالبدء فى أى مشروع خاص؟ لا أنكر أن الموضوع يكون صعبا فعلا عندما يضع الشاب العراقيل أمامه، فتكمن المشكلة فى أن الكثير من الشباب يكون أمامه نموذج فاشل ويقنع نفسه دائما بأنه لو قام بنفس العمل سوف يصل إلى نفس الفشل وأقول دائما لهؤلاء إننا قادرون على عمل أى شىء ولولا الإرادة لما استطعنا أن نصل إلى القمر ونبتكر أحدث وسائل المواصلات والتكنولوجيا وغير ذلك، ولذلك أنصح الشباب بأهمية تطوير ذاته والحصول على كورسات تساعده فى تنمية مهاراته، فلابد أن يكون لديه إرادة ورغبة فى العمل بجد والبحث عن أى فرصة. - ولماذا ترتدى بدلة أو ملابس رسمية أثناء قيامك ببيع البليلة؟ أحرص على ارتداء ملابسى العادية التى أذهب بها إلى الجامعة، كنوع من الدعاية لأنها بالتأكيد سوف تلفت نظر المارة إلىّ، لأن البائع المتجول العادى عادة ما يرتدى جلبابا أو ملابس بسيطة لكننى أحرص على ارتداء البدلة لكسر تعالى الناس فى المجتمع على أى عمل حلال. - ما طموحك فى الفترة المقبلة فيما يخص مشروع "البليلة"؟ لدى أفكار عديدة لتطوير الفكرة، فبالتأكيد لن أظل بائعا متجولا طوال عمرى، فهى مجرد مرحلة مؤقتة حتى انتقل للمرحلة الأعلى التى تشمل التوسع فى المشروع وتطبيقه بشكل أكبر، والحمد لله أنا لدى خطة كبيرة لتطوير الفكرة بطريقة رائعة، وإن شاء الله سوف أبدأ فى تنفيذها فى أقرب فرصة وأتمنى أن أحقق نجاحا كبيرا يسعدنى ويجعلنى قدوة ونموذجا يحتذى به الشباب ويسير على نفس الخطى.