ببدلة أنيقة وقفاز يقف فوزى النبراوى أمام أحد المولات الكبيرة بمدينة نصر، حاملًا معه «أيس بوكس» يدعو المارة لتذوق منتجه. هو فوزى النبراوى أو «بائع البليلة» كما يطلق عليه، والذى يشغل وظيفة معيد بالمعهد العالى للعلوم الإدارية، يبلغ من العمر 27عامًا، لم يخجل كونه معيدًا يدرس للطلاب لكنه أصر على تنفيذ فكرة مشروعه. قال فوزى إن فكرة مشروعه خطرت على باله، عندما كان يدرس للطلبة كيف يمكنهم تخطى مشكلة عدم وجود وظائف بالاتجاه للعمل الحر، وأنهم يمكنهم أن يبدأوا بمشاريع صغيرة وتكلفة بسيطة. وأضاف النبراوى، أردت أن أكون بمثابة الحافز لهم وبتجربة عملية، فضلًا عن أننى كنت أفكر أن يكون لى مشروع خاص أستطيع من خلاله أن أحسن دخلى، بالإضافة لترسيخ فكرة العمل الحر، وإن الشغل مش عيب، حتى لو كنت دكتورًا فى الجامعة، لافتًا إلى أنه فخور بمشروعه وهو «بتاع البليلة»، قائلًا: «اللى بيحب حاجة بيبدع فيها». «أنا بحب المطبخ وبحب البليلة»، هكذا عبر فوزى عن حبه للأكلة البليلة، مؤكدًا كنت دائمًا أبتكر أشياء جديدة لطعمها، فرأيت أن أغير فيها وأقدمها مثلجة لأن المشروع بدأ فى الصيف ولكى يكون المشروع بسيطًا وفى أقل الإمكانيات وبأقل الخسائر إذا لم ينجح، فتكلفة مشروعى كانت 400 جنيه وهو ثمن الآيس بوكس والأدوات، والبلبلة أطهيها يوميًا فى المنزل وأضيف الإضافات حسب رغبة الزبائن. وأضاف: بعكس توقعاتى، مشروع البليلة نجح جدًا وقوبل من جميع المترددين على مكان البيع، فكانت كل أدواتى هى آيس بوكس ولافتة مطبوع عليها شعار المشروع، فأردت أن يكون المشروع علامة تجارية تظل فى كل تطوراته القادمة. واجه «النبراوى» اعتراضًا وانتقادات كثيرة من زملائه فى المعهد من أساتذة ومعيدين على عمله ك«بياع بليلة»، وذلك حرصًا على المظهر العام لأستاذ الجامعة، وهى كانت أكبر مشكلة واجهته، قائلًا: كيف أدرس للطلبة مبادئ، وأحثهم على العمل الشريف دون تصنيف، وأنا لا أستطيع أن أكون أولهم، فالفكرة والبداية جعلت الكثير يقدمون على بداية مشاريع خاصة بهم، بالإضافة إلى أنهم كانوا يقومون بزيارتى فى مكان عملى، فخورين بما أقدمه. وعن المكان الذى اختاره وهو مدينة نصر، جاء ذلك على مقربة من أحد المولات الشهيرة لتوافد الكثير عليه، فى محاولة أن يكون منتجه يناسب جميع الفئات، ووضع أسعار «البليلة» ابتداءً من 6 جنيهات وصولًا إلى 25جنيهًا، بإضافات كثيرة حسب الطلب، مثل «البليلة بالزبيب، وبليلة بالنوتيلا والمانجو والفراولة» فهو يحاول دائمًا ابتكار أنواع جديدة تضاف إلى المنية الخاص بمشروعه. يحلم «النبراوى» على المستوى العلمى، إنهاء رسالة الماجستير فى «إدارة الأعمال» بجانب حلمه فى توسيع مشروعه، ليصبح لديه عدة أماكن تحمل نفس الاسم «بياع البليلة» بعلامة تجارية مصرية.