أوضح الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف ، أن حديث سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، للصحافة الأوربية بضرورة احترام أخلاقنا وإنسانيتنا حديث قائد عظيم ينم عن شجاعة وثقة في الله وفي النفس , كما أنه أصل لا غنى عنه للحوار الحضاري والعيش المشترك . وأكد وزير الأوقاف ، أنه ينبغي أن نستفيد من هذه الرؤية الثاقبة من خلال العمل فيما يجمع ولا يفرق وإعلاء قيمة المشتركات الإنسانية بين البشر ، فالأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا للتعايش لم تختلف في أي شريعة من الشرائع ، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : ” إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت “ ، فأروني أي شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، أو أباحت عقوق الوالدين ، أو أكل السحت ، أو أكل مال اليتيم ، أو أكل حق العامل أو الأجير . وتابع الوزير في بيان له : وأروني أي شريعة أباحت الكذب ، أو الغدر ، أو الخيانة ، أو خُلف العهد ، أو مقابلة الحسنة بالسيئة بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية ، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب ، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها وقال وزير الأوقاف : وقد علمنا ديننا الحنيف أن نقول الكلمة الطيبة للناس جميعًا بلا تفرقة ، فقال سبحانه : “وقولوا للناس حسنا ” ، بل نحن مطالبون أن نقول التي هي أحسن ، يقول سبحانه وتعالى : “وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ” ، ويقول سبحانه : ” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ” (سورة فصلت) ، وفى تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام ” من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ” . وأضاف وزير الأوقاف : إنها لدعوة عظيمة للتسامح في كل الشرائع السماوية لكي تعيش البشرية في سلام وصفاء ، لا نزاع وشقاق أو عنف وإرهاب ، وهو ما نسعى إليه من خلال اعتمادنا للمنهج الحضاري بين الشرق والغرب ، على النحو الذي يحقق سعادة البشرية وسلامها دون تمييز